تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ماللذي حدث بين سعيد بن المسيب و عمر بن عبد العزيز؟]

ـ[توبة]ــــــــ[07 - 06 - 08, 07:03 ص]ـ

وقعت على رسالة لطيفة في الشابكة بعنوان (الاشارات الحسان المرفوعة إلى حبر فاس و تلمسان) للإمام أبي عبد الله بن غازي العثماني المكناسي الفاسي حوت أجوبة عن أسئلة وردته من الإمام ابي العباس أحمد بن يحيى الونشريسي رحمهما الله تعالى.

وكان أول الأسئلة الموجهة إلى كاتب الرسالة هو الاستفسار عن صحة قصةسعيد بن المسيب مع عمر بن عبد العزيز- رضي الله عنهم- (و طرده من المدينة).

الحقيقة أني استغربت ما قرأته ولم أجد تفصيله في جواب صاحب الرسالة فهل أجد ذلك عندكم؟

بارك الله بكم.

ـ[توبة]ــــــــ[07 - 06 - 08, 12:36 م]ـ

هذه الرسالة لمن فاته الاطلاع عليها -مأخوذة من الجزء الثالث من أزهار الرياض للإمام التلمساني-

الإشارات الحِسان المرفوعة إلى حَبر فَاس وتِلِمْسَان

ـ[توبة]ــــــــ[13 - 06 - 08, 11:42 م]ـ

بما أن رابط الرسالة قد حُذف، و لصعوبة حل الاشكال الذي طرحته من غير الاطلاع عليها،ها أنا أنقل لإخواني نص السؤال مرفقا بالجواب الذي ظهر لصاحب الاشارات.

كتبت كتب الله لك السعادة وبلغك منها الحسنى و زيادة تشارك محبكم في أمر ِ سعيدٍ بردًا في إسكات عمرَ بن عبد العزيز أو إخراجه من المسجد،هل كان ذلك في خلافته أو في إمارته بالمدينة؟

ومن بردٌ هذا؟ و من عرف به؟

قصة سعيد بن المسيب مع عمر بن عبد العزيز::

أما قصة سعيد بن المسيب بن حزن مع عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم، بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس،المذكورة في (سماع القرنين) من صلاة العتبية،فليس عند محبكم في طرده إلا ما فسر به القاضي أبو الوليد ابن رشد أنه من جواره لا من المسجد جملة،فإن وقفتم على تفسير احد له بأنه من المسجد فلكم الفضل في إفادتنا به.

ثم لا مرية أن سعيدا مدني و أن عمر كان عاملاعلى المدينة إلى أن عزل عنها سنة ثلاث و تسعين،حسبما في ترجمة مالك من المدارك عن مصعب بن عبد الله.

وفي جامع الموطأ لمالك أنه بلغه أن عمر بن عبد العزيز حين خرج من المدينة التفت إليها فبكى ثم قال يا مزاحم أتخشى أن نكون ممن نفت المدينة؟ **

قال أبو عمر: ذكر أهل السير أن عمر خرج مع مولاه مزاحم من المدينة في شهر رمضان سنة ثلاث و تسعين،وذلك أن الحجاج كتب إلى الوليد: (إن عمر بن عبد العزيز بالمدينة كهف لأهل النفاق و أهل البغضاء و العداوة لأمير المؤمنين،فجاوبه الوليد (اني أعزله) فعزله و ولى عثمان بن حيان المري، وذلك في شهر رمضان المذكور فلما صار عمر بالسويداء قال لمزاحم: يا مزاحم،،أتخاف أن نكون ممن نفت المدينة؟

وقال ابن مهران:ما رأيت ثلاثة مجتمعين خيرا من عمر بن عبد العزيز و ابنه عبد الملك و مولاه مزاحم ...

قلت:مات ابنه و مولاه- المذكوران -قبله مطعونين و مات هو مسموما.

ذكر ذلك ابن نعيم الحافظ في تحفة الأولياء و كان كاتبه ميمون بن مهران كاتبه رضي الله سبحانه و تعالى عنهم.

فإذا تقرر سكناه بالمدينة أيام العمالة ثم بالشام أيام الخلافة،فالظهر أن طرد سعيد اياه كان أيام العمالة،حيث كان ثاويا بالمدينة لقوله في الرواية:كان عمر بن عبد العزيز يخرج يخرج من الليل أراه في آخره و كان ظاهره في المثابرة ومظنتها الإقامة،

لولا أن شيخنا القاضي ابا الوليد ابن رشد قال "لم يهبه لمكانته من الخلافة لجزالته و قوته في الحق"،فاقتضى أن ذلك كان و هو خليفة لاو هو عامل فإن صح ذلك فيحتمل أن يكون جاء يزور المدينة على ساكنها افضل الصلاة و السلام أيام خلافته،و أقام فيها للعبادة،و ربما يتعين في هذا أن النافلة في البيوت أفضل لغير الغرباء، والله سبحانه و تعالى أعلم بالصواب.

وقد سنح لي أنما ذكره الشيخ ابن غازي عن ابن رشد أن طرد سعيد ابن المسيب لعمر بن عبد العزيز إنما كان في خلافته لا يتم إلا على القول بأن وفاته _أعني سعيدا_ كانت على رأس المائة أو بعدها، أما قول الاكثر إنه بعد التسعين بسنتين أو ثلاث أو أربع فلا يصح قطعا، فتدبره.

ومن العجائب اغفال الشيخين ابن غازي و الوانشريسي له،و إلى الله منتهى العلم.

و أما بردٌ فليس عند معظم قدركم أكثر من أنه مولى لسعيد،كما أن سفينة و أبا رافع و شقران موالي رسول الله صلى الله عليه و سلم، ..... وقد صرح بذلك الحافظ أبو نعيم قائلا في ترجمة سعيد من الحلية:عن برد مولى سعيد بن المسيب:ما نودي للصلاة منذ أربعين سنة إلا و سعيد في المسجد. اهـ

**بالنسبة لسؤال عمر لمزاحم -وما يستبعد هذا ممن هو في مثل ورع عمر و تقواه-اشارة إلى ما روي عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال: (ألا إن المدينة كالكير، تخرج الخبيث، لاتقوم الساعة حتى تنفي المدينة شرارها كما ينفي الكير خبث الحديد). صحيح مسلم

أو نسي عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ما قاله الرسول عليه الصلاة و السلام قبلها؟ قال: (والذي نفسي بيده لايخرج منهم أحد رغبة عنها إلا أخلف الله فيها خيراً منه) وما خرج رغبة عنها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير