تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[سؤال في العقيدة أشكل علي ارجو المساعدة]

ـ[رعد السلفي]ــــــــ[25 - 05 - 08, 11:57 ص]ـ

في قوله صلى الله عليه وسلم (ما تصدّق أحد بصدقة من طيّب, ولا يقبل الله إلا الطيب, إلا أخذها الرحمن بيمينه وإن كانت تمرة فتربو في كف الرحمن)

فهل هي على ظاهرها لان موقفنا من الاخبار هو التصديق ولها كيفية لا نعلمها ام نقول انها بمعنى البركة وزيادة الخير؟

ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[25 - 05 - 08, 01:17 م]ـ

في تحفة الأحوذي: (قوله: (إلا أخذها الرحمن بيمينه) وفي حديث عائشة عند البزار: فيتلقاها الرحمن بيده

قال في اللمعات: المراد حسن القبول ووقوعها منه عز و جل موقع الرضا، وذكر اليمين للتعظيم والتشريف، وكلتا يدي الرحمن يمين. انتهى)

ومع هذا فإننا نثبت لله تعالى يدين كما جاء في النصوص يليقان بجلاله وعظَمَتِه دون تشبيه أو تكييف أو تمثيل أو تعطيل، وكلتا يديه يمين، ونثبت له صفة الكف كذلك على الوجه الذي ذكرنا، ولكنَّ هذا التأويل الذي نقله صاحب التحفة يستلزمه السياق، وهو قرينة شرعية لا يخرج بالاعتماد عليها صاحبُها عن ظاهر اللفظ، كما في قوله تعالى: ((ولله المشرق والمغرب فأينما تُوَلُّوا فثَمَّ وجهُ الله إنَّ الله واسع عليم)) وغيرها؛ فإننا نثبت له تعالى وجهاً يليق بجلاله وعظمته بلا تشبيه ولا تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل كما جاء في عدد من النصوص، ولكنَّ سياق الآية هنا لا يدل على أن المراد منها ذكر هذه الصفة، وإن كان أئمة السنة يسوقونها شاهدا مع نصوص إثبات الصفات للاحتجاج بها على مذهبهم الحق كما هو صنيع غير واحد منهم. والله أعلم.

ـ[أبو السها]ــــــــ[25 - 05 - 08, 06:05 م]ـ

شكرا أخانا -أبا يوسف- على هذا النقل، وعلى تعقيبك الذي لو لم تأت به لأخللت بالمقصود، فالحمد لله الذي هداك للحق.

وهذا كلام نفيس جدا للشيخ العلامة العثيمين رحمه الله تعالى في هذا السياق الرجاء منكم أن تتدبروا عند قراءته:

فصل: والذين يجعلون ظاهر النصوص معنى فاسدًا فينكرونه يكون خطؤهم على وجهين

: الأول: أن يفسروا النص بمعنى فاسد لا يدل عليه اللفظ فينكرونه لذلك ويقولون: إن ظاهره غير مراد.

مثال ذلك: قوله تعالى: في الحديث القدسي: (يا بن آدم مرضت فلم تعدني، يا بن آدم استطعمتك فلم تطعمني، يا بن آدم استسقيتك فلم تسقني). الحديث رواه مسلم.

قالوا: فظاهر الحديث أن الله يمرض، ويجوع، ويعطش وهذا معنى فاسد فيكون غير مراد.

فنقول: لو أعطيتم النص حقه لتبين لكم أن هذا المعنى الفاسد ليس ظاهر اللفظ، لأن سياق الحديث يمنع ذلك فقد جاء مفسرًا بقول الله تعالى: في الحديث نفسه: (أما علمت أن عبدي فلانًا مرض فلم تعده، أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه، واستسقاك عبدي فلان فلم تسقه). وهذا صريح في أن الله سبحانه لم يمرض، ولم يجع، ولم يعطش، وإنما حصل المرض، والجوع، والعطش من عبد من عباده.

ومثال آخر: قوله تعالى: عن سفينة نوح: {تجري بأعيننا} [] (1).

قالوا: فظاهر الآية أن السفينة تجري في عين الله، وهذا معنى فاسد فيكون غير مراد.

فنقول: دعواكم أن ظاهر الآية أن السفينة تجري في عين الله سبحانه مردودة من جهة التركيب اللفظي ومن جهة المعنى أيضًا.

أما التركيب اللفظي: فإنه إذا قال القائل: (فلان يسير بعيني) لم يفهم أحد من هذا التركيب أنه يسير داخل عينيه، ولو ادعى مدع أن هذا ظاهر لفظه لضحك منه السفهاء فضلًا عن العقلاء، وإنما يفهم منه أن عينيه تصحبه بالنظر والرعاية، لأن الباء هنا للمصاحبة وليست للظرفية.

وأما المعنى: فإن من المعلوم أن نوحًا عليه الصلاة والسلام كان في الأرض، وأنه صنع السفينة في الأرض، وجرت على الماء في الأرض كما قال الله تعالى: {ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه} [] (2). وقال: {فدعا ربه أني مغلوب فانتصر. ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر. وفجرنا الأرض عيونًا فالتقى الماء على أمر قد قدر. وحملناه على ذات ألواح ودسر. تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر} [] (3).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير