[تميز السنة النبوية في النقل الشفهي عن النقل الشفهي للأسفار قبل الإسلام]
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[02 - 06 - 08, 08:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين
اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
[تميز السنة النبوية في النقل الشفهي عن النقل الشفهي للأسفار قبل الإسلام]
ورد السؤال التالي:
ما هي الدلائل على تضمن السنة النبوية لأنباء علمية كشفها الزمان يستدعي الحديث عن تميزها عن النقل الشفهي للأسفار قبل الإسلام وعن تميز القرآن الكريم بميزات فريدة.
أجابه عليه فضيلة الدكتور محمد دودح:
(1) طبيعة النقل الشفهي للأسفار قبل الإسلام:
الاختلاف والتناقض هو طبيعة النقل الشفهي والتدوين بعد أكثر من جيل للأسفار قبل الإسلام؛ خاصة مع نسيان سياق الحدث واختلاط التاريخ بتفسير الوقائع خارج إطارها واختلاف المفاهيم واحتياجها لمستند, فقد استهلت آخر مدونة معتمدة لدى الكنائس اليوم والمسماة بإنجيل يوحنا بقول لم تذكره رغم أهميته في العقيدة كل المدونات الأسبق: (في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله .. , والكلمة صار جسدًا) , يُؤَلِّه الكاتب المسيح عليه السلام بجرأة ويؤرخ للحدث ويسميه "الكلمة" كما لو كان شاهد عيان فيكشف غرضه ابتداءً بعبارات متعسفة تفتقد للحبكة, ويفضح إجماع المحققين اقتباسه من الفلسفة اليونانية لأن لفظ "الكلمة" في الأصل اليوناني لوجوس Logos وتعني العقل الأول كما وضعها هيراقليطس اليوناني وتبناها فيلون الفيلسوف اليهودي, وحتى كلمة الله ترجمة للأصل اليوناني زيوس Zeus؛ اسم كبير آلهة اليونان, فهل استندت مدونة يوحنا إلى أقوال المسيح عليه السلام أم إلى المعتقدات الفلسفية الوثنية! , هكذا إذن نشأت بذور الخلاف في تاريخ النصرانية فأدت إلى مجمع نيقية الأول عام 325م للتصويت حول طبيعة المسيح عليه السلام: أهو نبي مؤيد مُسْتَجَاب الدعوة خاصة أن عبارة "ابن الله" ليست مستندًا لأنها من مجازات اليهود حتى أنهم وصفوا أنفسهم جميعا بأنهم "أبناء الله" أي أحباؤه؛ أم أن عجائب أفعال المسيح عليه السلام لا تصدر عن بشر إلا يكون؛ كما أشاع قديما كهنة الفراعنة, ذو طبيعتين بشرية وإلهية: إله مولود من إله, ومع تعذر مستند يُعول عليه إلا العبادات الوثنية لم يقم التصويت كذلك على أساس رأي الأغلبية في مسألة لا مجال فيها أصلا للتصويت حيث اعتمد الملك قسطنطين الرأي بتأليه المسيح عليه السلام الذي اختاره 318 فقط من أصل 1800 أسقفا (أقل من 18 %) , وبهذا تجنب تمزق مملكته وتفرق رعيته وحقق مصلحة سياسية بفرض الرأي المطابق للموروث الوثني في تأليه العظماء على حساب تعاليم المسيح عليه السلام وإعدام الأناجيل التي تؤرخ له كبشر اختارته العناية الإلهية نبيًا معلمًا في بني إسرائيل حتى كشفت الآثار حديثًا وثائق شيوع دعوته بعده لتوحيد الله كسابقيه, وقرر من بعد 150 أسقفا في مؤتمر القسطنطينية الأول سنة 381م اعتبار الروح إله لتكتمل أطراف معتقد التثليث Trinity على نهج التثليث الوثني في المعتقدات الوثنية القديمة التي سادت في مصر والهند وبلاد ما بين النهرين, وحتى الأناجيل المعتمدة في الكنائس حاليًا لم تستطع إخفاء الحقيقة إذا استثنينا الأسفار التي اتهمها البروتستانت بالكذب والتلفيق واستبعدوها وأبقى عليها الكاثوليك والأرثوذكس وإن جعلوها درجة أقل باسم الأسفار القانونية الثانية, فقد أعلنت الأسفار القانونية أن المسيح عليه السلام: "قضى الليل كله في الصلاة لله" لوقا 6\ 12, وأنه: "كان يعتزل في البراري ويصلي" لوقا 5\ 16, وأنه قال: "لأنه مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد" متى 4\ 10, وقال: "الحق الحق أقول لكم إنه ليس عبد أعظم من سيده ولا رسول أعظم من مرسله" يوحنا 13\ 16, وعندما سُئِل: "يا معلم أية وصية هي العظمى في الناموس؟ " متى 22\ 36, أجاب قائلا: "الرب إلهنا رب واحد" مرقس 12\ 29, وقال: "هذه هي الوصية الأولى والعظمى" متى 22\ 38, وقال: "لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء" متى 5\ 17, وقد أعلن مرارا أنه عليه السلام رسول الله: "ليعلم العالم أنك أرسلتني" يوحنا 17\ 23, وقال: "أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئا .. لا أطلب مشيئتي بل مشيئة .. الذي أرسلني" يوحنا 5\ 30,
¥