تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[19 - 05 - 08, 05:08 م]ـ

ورد في تفسير الطبري:

" حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: (وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ) قال: تفقد الهدهد من أجل أنه كان يدله على الماء إذا ركب، وإن سليمان ركب ذات يوم فقال: أين الهدهُد ليدلنا على الماء؟ فلم يجده؛ فمن أجل ذلك تفقده، فقال ابن عباس: إن الهدهد كان ينفعه الحذر ما لم يبلغه الأجل؛ فلما بلغ الأجل لم ينفعه الحذر، وحال القدر دون البصر، فقد اختلف عبد الله بن سلام والقائلون بقوله ووهب بن منبه، فقال عبد الله: كان سبب تفقده الهدهد وسؤاله عنه ليستخبره عن بُعد الماء في الوادي الذي نزل به في مسيره، وقال وهب بن منبه: كان تفقده إياه وسؤاله عنه لإخلاله بالنوبة التي كان ينوبها، والله أعلم بأي ذلك كان إذ لم يأتنا بأيّ ذلك كان تنزيل، ولا خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيح.

فالصواب من القول في ذلك أن يقال: إن الله أخبر عن سليمان أنه تفقد الطير، إما للنوبة التي كانت عليها وأخلت بها، وإما لحاجة كانت إليها عن بُعد الماء ... " أهـ

وبغض النظر عن السبب الذي تفقد سليمان عليه السلام لأجله الهدهد، يعرف الجميع أن مملكة سليمان مملكة ربانية يحكمها نبي من أنبياء الله تعالى، فهي مملكة ربانية إذا صح التعبير، والمهمة الأساسية لهذه المملكة هي الدعوة إلى الله تعالى وعبادته وتوحيده وحده لا شريك له، أليس كذلك؛ فكيف يقال أن الهدهد خالف الأوامر، وقد قال سليمان عليه السلام كما ورد في القرآن الكريم:

{لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ} (النمل:21)

فلو كان سليمان عليه السلام متأكدا من أن الهدهد خالف الأوامر لذبحه أوعذبه من دون أن ينتظر السلطان المبين.

فكيف لنا أن نقول أن الهدهد كان متأولا تأويلا قريباً!

وقد كان في صلب العمل الذي من أجله طلب سليمان عليه السلام الملك،ومن أجله قامت مملكته

{قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} ص:35

والله أعلم وأحكم.

ـ[ابن وهب]ــــــــ[20 - 05 - 08, 02:43 ص]ـ

بارك الله فيكم

في عمدة القاري

(

ففيه أن من جاء مستفتيا فيما فيه الاجتهاد دون الحدود المحدودة أنه لا يلزمه تعزير ولا عقوبة كما لم يعاقب النبي الأعرابي على هتك حرمة الشهر قاله عياض قال لأن في مجيئه واستفتائه ظهور توبته وإقلاعه قال ولأنه لو عوقب كل من جاء بجيئه لم يستفت أحد غالبا عن نازلة مخافة العقوبة بخلاف ما فيه حد محدود وقد بوب عليه البخاري في كتاب المحاربين باب من أصاب ذنبا دون الحد فأخبر الإمام فلا عقوبة عليه بعد أن جاء مستفتيا وفي رواية أبي ذر مستعتبا ثم قال البخاري وقال ابن جريج ولم يعاقب الذي جامع في رمضان

فإن قلت وقع في (شرح السنة) للبغوي أن من جامع متعمدا في رمضان فسد صومه وعليه القضاء والكفارة ويعزر على سوء صنيعه قلت هو محمول على من لم يقع منه ما وقع من صاحب هذه القصة من الندم والتوبة

)

وفي الفتح

(وَاسْتُدِلَّ بِهَذَا عَلَى أَنَّ مَنْ اِرْتَكَبَ مَعْصِيَةً لَا حَدَّ فِيهَا وَجَاءَ مُسْتَفْتِيًا أَنَّهُ لَا يُعَزَّرُ، لِأَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُعَاقِبْهُ مَعَ اِعْتِرَافِهِ بِالْمَعْصِيَةِ، وَقَدْ تَرْجَمَ لِذَلِكَ الْبُخَارِيُّ فِي الْحُدُود وَأَشَارَ إِلَى هَذِهِ الْقِصَّة، وَتَوَجُّهُهُ أَنَّ مَجِيئَهُ مُسْتَفْتِيًا يَقْتَضِي النَّدَمَ وَالتَّوْبَة، وَالتَّعْزِيرُ إِنَّمَا جُعِلَ لِلِاسْتِصْلَاحِ وَلَا اِسْتِصْلَاح مِنْ الصَّلَاح، وَأَيْضًا فَلَوْ عُوقِبَ الْمُسْتَفْتِي لَكَانَ سَبَبًا لِتَرْكِ الِاسْتِفْتَاء وَهِيَ مَفْسَدَةٌ فَاقْتَضَى ذَلِكَ أَنْ لَا يُعَاقَبَ، هَكَذَا قَرَّرَهُ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ، لَكِنْ وَقَعَ فِي " شَرْحِ السُّنَّةِ لِلْبَغَوِىِّ " أَنَّ مَنْ جَامَعَ مُتَعَمِّدًا فِي رَمَضَان فَسَدَ صَوْمه وَعَلَيْهِ الْقَضَاء وَالْكَفَّارَة وَيُعَزَّرُ عَلَى سُوء صَنِيعه، وَهُوَ مَحْمُولٌ عَلَى مَنْ لَمْ يَقَع مِنْهُ مَا وَقَعَ مِنْ صَاحِبِ هَذِهِ الْقِصَّةِ مِنْ النَّدَمِ وَالتَّوْبَةِ، وَبَنَاهُ بَعْض الْمَالِكِيَّة عَلَى الْخِلَاف فِي تَعْزِير شَاهِد الزُّورِ.)

ـ[ابن وهب]ــــــــ[20 - 05 - 08, 02:57 ص]ـ

أما التأويل القريب والتأويل البعيد

فالتأويل القريب ما ليس فيه تعمد انتهاك حرمة الشهر

وأما التأويل البعيد فما فيه تعمد انتهاك حرمة الشهر

أ و قل ما كان تاويله بعييعني هو ما كان أقرب إلى انتهاك حرمة الشهر

أو قوي فيه شبهة انتهاك حرمة الشهر

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير