ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[14 - 02 - 09, 03:28 م]ـ
ـ التنبيه العاشر:
قال العلامة الألباني رحمه الله تعالى في الشريط (91) الدقيقة (30) من سلسلة الهدى والنور: مِمَّا جَرى على الألسنة (كُلُّ أَمرٍ ذِي بَال لا يُبتدَأُ ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع أو أبتر أو أجذم) هذا الحديث مع شهرته ففيه رجل اسمه عبد الرحمن بن قرَّة وهو ضعيف لسوء حفظه ولذلك فالحديث بسبب ذلك ضعيف لا يُحتَجُّ به والمحفوظ والثَّابت عن النبي صلى الله عليه وسلم إنَّما هو قوله: (كُلُّ كََلامٍ لا يُبتَدَأُ بالحمد فهو أجذم) بالحمد هذا هو الثابت في سنن أبي داود وغيره. اهـ.
ـ قال العلامة الألباني في الضعيفة برقم ():- " كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله و الصلاة علي فهو أقطع أبتر، مسحوق من
كل بركة ".
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (2/ 303):
موضوع. رواه السبكي في " طبقات الشافعية الكبرى " (1/ 8) من طريق
إسماعيل بن أبي زياد الشامي عن يونس بن يزيد عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي
هريرة مرفوعا. و قال (1/ 10): " لا يثبت ". قلت: بل هو موضوع بهذا
السياق، و آفته إسماعيل هذا، قال الدارقطني: " متروك الحديث ". قلت و قد
روي الحديث من طريق أخرى عن الزهري به دون ذكر الصلاة، و دون قوله " أبتر ....
" و هو ضعيف الإسناد كما حققته في " إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل. اهـ.
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[14 - 02 - 09, 03:30 م]ـ
ـ التنبيه الحادي عشر:
ـ فات صاحبا معجم المصنفات الواردة في فتح الباري كتاب الزاهي فلم يذكراه في حرف الزاي.
ـ قال الحافظ في الفتح: قَالَ: وَحَكَى اِبْن شَعْبَان فِي اَلزَّاهِي: مَنْ قَالَ أَشْهَدُ بِاَللَّهِ أَنَّ لِفُلَانٍ عَلَى فُلَان كَذَا لَمْ تُقْبَلْ شَهَادَتُهُ؛ لِأَنَّهُ حَلِفٌ وَلَيْسَ بِشَهَادَة قَالَ اِبْن بَطَّال: وَالْمَعْرُوفُ عَنْ مَالِكٍ خِلَافُهُ.اهـ.
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[14 - 02 - 09, 03:31 م]ـ
ـ التنبيه الثاني عشر:
قال صاحب مواهب الجليل حيث قال مانصُّه: وَزَادَ فِي رِوَايَةِ الْبُخَارِيِّ بَعْدَ قَوْلِهِ: الَّذِي وَعَدْتَهُ إنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ وَرَوَاهَا الْبَيْهَقِيُّ في سُنَنِهِ. انتهى. قلتُ: من المعلوم عند أهل الفن أن زيادة: إنك لا تخلف الميعاد في الدعاء عقيب الآذان لم يخرجها البخاري في صحيحه. ولعلَّ منشأ الوهم هنا أنَّ صاحب المواهب نظر في السنن الكبرى للبيهقي فوجد مانصُّه: (أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو نصر أحمد بن علي بن أحمد الفامي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عوف ثنا علي بن عياش ثنا شعيب بن أبي حمزة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال حين يسمع النداء اللهم اني اسئلك بحق هذه الدعوة التامة والصلوة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه المقام المحمود الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد حلت له شفاعتي.
رواه البخاري في الصحيح عن علي بن عياش. انتهى.
ـ قلتُ كذا قال رحمه الله تعالى ومقصوده أصل الحديث لا جميع الألفاظ وهذا الذي نبَّه عليه الشيخ تقي الدين ابن دقيق فرحمه الله ماأدقَّ تنبيهاته وتحقيقاته. وهذا ينبيءُ عن تتبع واستقراء وجرد للمُطوَّلات رحمه الله تعالى.
ـ كلام نفيس لابن دقيق العيد رحمه الله تعالى:
ـ قال في نصب الراية في الكلام على حديث: أَيُّمَا إهَابٍ دُبِغَ فَقَدْ طَهُرَ: وَاعْلَمْ أَنَّ كَثِيرًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ الْمُتَقَدِّمِينَ وَالْمُتَأَخِّرِينَ عَزَوْا هَذَا الْحَدِيثَ فِي " كُتُبِهِمْ " إلَى مُسْلِمٍ، وَهُوَ وَهْمٌ، وَمِمَّنْ فَعَلَ ذَلِكَ الْبَيْهَقِيُّ فِي " سُنَنِهِ " وَإِنَّمَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ بِلَفْظِ: {إذَا دُبِغَ الْإِهَابُ فَقَدْ طَهُرَ}، وَاعْتَذَرَ عَنْهُ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ فِي " كِتَابِ الْإِمَامِ " فَقَالَ: وَالْبَيْهَقِيُّ وَقَعَ لَهُ مِثْله فِي " كِتَابِهِ " كَثِيرًا، وَيُرِيدُ بِهِ أَصْلَ الْحَدِيثِ لَا كُلَّ لَفْظَةٍ مِنْهُ، قَالَ: وَذَلِكَ عِنْدَنَا مَعِيبٌ جِدًّا إذَا قَصَدَ الِاحْتِجَاجَ بِلَفْظَةٍ مُعَيَّنَةٍ، لِأَنَّ فِيهِ إيهَامَ أَنَّ اللَّفْظَ الْمَذْكُورَ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، مَعَ أَنَّ الْمُحَدِّثِينَ أَعْذَرُ فِي هَذَا مِنْ الْفُقَهَاءِ؛ لِأَنَّ مَقْصُودَ الْمُحَدِّثِينَ الْإِسْنَادُ وَمَعْرِفَةُ الْمخرج، وَعَلَى هَذَا الْأُسْلُوبِ أَلَّفُوا كُتُبَ الْأَطْرَافِ، فَأَمَّا الْفَقِيهُ الَّذِي يَخْتَلِفُ نَظَرُهُ بِاخْتِلَافِ اللَّفْظِ فَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُحْتَجَّ بِأَحَدِ الْمخرجين، إلَّا إذَا كَانَتْ اللَّفْظَةُ فِيهِ انْتَهَى.
ـ قلتُ: قد يقول قائل: الفقهاء من وجه أعذر لبعد كثير منهم عن التعمُّق والتحقّق في فن الحديث بخلاف المحدّثين في ذلك. والله أعلم.
¥