مؤلفاتهُ عديدة نافعة، منها:
1 - تلبيس إبليس.
2 - صيد الخاطر.
3 - منهاج أهل الإصابة في محبة الصحابة والقرابة.
4 - المعاد.
5 - منتقد المعتقد.
6 - التبصرة بأحوال الموتى والآخرة.
7 - تذكرة أولي الأبصار في معرفة الكبائر.
8 - الدالية السنية.
9 - القرامطة.
10 - دفع شبه التشبيه.
والوقفة ستكون مع كتاب دفع شبهة التشبيه في ذكرِ معتقده.
عقيدته:
يقول الشيخ د- أحمد المزيد:
"بعد اطلاعي على عدد كبير من مؤلفات الشيخ –رحمه الله- المطبوعة والمتيسر من مخطوطاته في العقيدة، فإني خلصتُ إلى نتيجة وقناعة أن الشيخ –رحمه الله- موافق لأهل السنة عموماً، عدا مسألتين هما:
مسألة الصفات الإلهية، ومسألة التبرك بالقبور؛ فإنه جانب الصواب فيهما؛ بل هو في المسألة الأولى مضطرب لم يثبت على رأي واحد، فهو تارة يقول بالإثبات، وتارة يقول بالتفويض، وأخرى بالتأويل، وقد بينتُ هذا بصورة تفصيلية في موضعه من هذا الفصل-يعني تحقيقه لكتاب ابن الجوزي تلبيس إبليس-.
انتساب ابن الجوزي:
إن ما وقع فيه ابن الجوزي –رحمه الله- من أخطاء عقدية، هي –في نظري- زلة عالم، لا يتبع عليها، ولا يقتدى به فيها.
غير أن هذه الأخطاء لم تصدر عنه من واقع انتساب إلى مذهب بدعي أو فرقة ضالة، بل ابتلي بذلك بسبب تقليده لبعض العلماء كابن عقيل وغيره. زيادة على أن الخطأ من سمات البشر، والعصمة للأنبياء؛ لذلك لا ندّعي العصمة لابن الجوزي –رحمه الله-،وما وقع من خطأ كان سببه الغلو الذي كان من بعضهم في الإثبات، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- ... إلى آخر كلام الدكتور فليرجع له .. "
واختصاراً للوقت:
أقول أثبت الدكتور بعض ملامح المنهج للإمام ابن الجوزي في التلقي والاستدلال على العقيدة، تحت نقاطٍ أذكرها مع بعض التعليقات بتصرف يسير:
1 - حثهُ على لزوم السنة واجتناب البدعة.
2 - ذمُّهُ للكلامِ وأهله:
3 - تعظيمهُ للنقل:
لاشك أن ارتباط ابن الجوزي –رحمه الله- بعلوم الكتاب والسنة دراسةً وتدريساً، أنشأ في نفسهِ تعظيمً لنصوصها، وتقديمها على أي مصدرٍ آخر للعلوم.
ومن الأمثلة:
ما جرت عادته –رحمه الله- في كتابهِ "تلبيس إبليس" أنه يردّ على جميع الانحرافات بما ثبت في الكتاب والسنة.
وفي أثناء نقاشهِ مع للمتكلمين قال: "بالله تأملوا، أليس قد وجب علينا هجرُ الرّبا بقولهِ تعالى: {ولا تأكلوا الربا} وهجر الزنا {ولا تقربوا الزنا}؟ فأي فائدة لنا في ذكرِ قراءة ومقروء وتلاوة ومتلو وقديم ومحدث.
فإن قيل: فلا بدّ من اعتقادهِ. قلنا: طريق السلف أوضح محجّة؛ لأنا لا نقوله تقليداً، بل بالدليل، ولكنا لم نستفدهُ عن جوهر وعرض، وجزء لا يتجزأ، بل بأدلة النقل، مع مساعدة العقل، من غير بحث عما لا يُحتاج إليه".صيد الخاطر 363 - 364.
وكلام المصنف يحتاج إلى تفصيل مُفادهُ: أن هذه الأسماء لها معان وبينها فروق معلومة، وهي معروفة للصحابة وإن لم يتكلموا بها لعدم الحاجة إلى ذلك، ولما حدثت البدع احتاج العلماء إلى ذكر هذه الأسماء وبيان معانيها، وما بينها من فروق ليزول الاشتباه الناشئ عن الاشتراك اللفظي والمعنوي.
4 - الإيمان بكل ما نُخبرُ بهِ عن الصادقِ المصدوق.
5 - التسليم وترك التأويل:
المقصود بهذه القاعدة هو عدم الخوضِ في الأخبارِ المتلقاة عن الله ورسولهِ بالآراء والأهواء، ولذلك لما تكلم الطحاوي –رحمه الله- عن رؤية الله عز وجل، وأنها حق غير أنها بغير إحاطة ولا كيفية قال: "وتفسيرهُ على ما أراد الله وعلمه، وكل ما جاء في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الله عليه وسلم، فهو كما قال، ومعناه على ما أراد، لا ندخل ي ذلك متأولين بآرائنا، ولا متوهين بأهوائنا؛ فإنه ما سلم في دينه إلا من سلم لله عز وجل ولرسوله، ورد علم ما اشتبه عليه إلى عالمه" شرح الطحاوية 1/ 207.
والإمام ابن الجوزي –رحمه الله- له عدة إشارات إلى هذا المعنى الجليل منها قوله: "أيها السامع لما جاء من أحاديث الصفات والآثار المشكلات، سلّم الأمور إلى باريها، واترك تأويلها إن كنت تاليها وقاريها" بستان الواعظين 111.
ومنها قوله أيضاً: "جادة التسليم سليمة، وادي النقل بلا نقع، انزل عن علو غلو التشبيه، ولا تعلُ قُلل أباطيل التعطيل، فالوادي بين جبلين، المشبه متلوث بفرث التجسيم، والمعطل نجس بذم الجحود، ونصيب المحق لبن خالص هو التنزيه" المدهش 137.
¥