... * أنه لو لم يكن من فوائد العلم إلا أنه يثمر اليقين الذي هو أعظم حياة القلب وبه طمأنينته وقوته ونشاطه وسائر لوازم الحياة ولهذا مدح الله سبحانه أهله في كتابه وأثنى عليهم بقوله: {وبالآخرة هم يوقنون} سورة"البقرة"الآية (4) وقوله تعالى: {كذلك نفصل الآيات لقوم يوقنون} سورة"الأعراف "الآية (32)، قوله في حق خليله إبراهيم: {وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين} سورة "الأنعام" الآية (75) وذم من لا يقين عنده فقال: {إن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون} سورة"النمل"الآية (82)
....
.... * أن الله سبحانه نفى التسويّة بين العالم وغيره، كما نفى التسوية بين الخبيث والطيب، وبين الأعمى والبصير، وبين النور والظلمة، وبين الظلً والحرور، وبين أصحابه الجنة وأصحاب النار، وبين الأبكم العاجز الذي لا يقدر على شيء، ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم، وبين المؤمنين والكفار، وبين الذين آمنوا وعملوا الصالحات والمفسدين في الأرض، وبين المتقين والفجار، فهذه عشرة مواضع في القرآن نفى فيها التسوية بين هؤلاء الأصناف. وهذا يدلّ على أن منزلة العالم من الجاهل كمنزلة النور من الظلمة، والظل من الحرور والطيب من الخبيث، ومنزلة كل واحد من هذه الأصناف مع مقابلة. وهذا كاف في شرف العلم وأهله بل إذا تأملت هذه الأصناف كلها ووجدت نفي التسوية بينها راجعاً إلى العلم وموجبه فيه وقع التفضيل وانتفت المساواة.
....
.... * أن سليمان -عليه السلام- لما توعّد الهدهد بأن يعذبه عذاباً شديداً أو يذبحه إنما نجا منه بالعلم واقدم عليه في خطابه له بقوله: {احطت بما لم تحط به} خبراً وهذا الخطاب إنما جرأه عليه العلم وإلا فالهدهد مع ضعفه لا يتمكن من خطابه لسليمان مع قوته بمثل هذا الخطاب لولا سلطان العلم.
....
.... * وما حصل ليوسف -عليه السلام- من التمكين في الأرض والعزّة والعظمة بعلمه بتعبير تلك الرؤيا، ثم علمه بوجوه استخراج أخيه من إخوته بما يقرون به ويحكمون هم به، حتى آل الأمر إلى ما آل إليه من العزّ والعاقبة الحميدة وكمال الحال التي توصل إليها بالعلم، كما أشار إليها سبحانه في قوله: {كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله نرفع درجات من نشاء ([3]) وفوق كل ذي علم عليم} جاء في تفسيرها نرفع درجات من نشاء بالعلم؛ كما رفعنا درجة يوسف –عليه السلام-على أخوته بالعلم.
....
.... * وقال –تعالى- في إبراهيم -عليه السلام: {وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء} فهذه رفعة بعلم الحجة، والأول رفعة بعلم السياسة.
....
.... * أن الله سبحانه أثنى على إبراهيم خليله بقوله تعالى {إن إبراهيم كان أمّة قانتا لله حنيفاً ولم يك من المشركين شاكراً لأنّعمه اجتباه} …مدح خليله بأربع صفات كلها ترجع إلى العلم والعمل بموجبه وتعليمه ونشره فعاد الكمال كله إلى العلم والعمل بموجبه ودعوة الخلق إليه.
....
.... * وكذلك ما حصل للخضر -عليه السلام- بسبب علمه من تلمذة كليم الرحمن له وتلطفه معه في السؤال حتى قال: {هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا}.
....
.... * وكذلك ما حصل لسليمان–عليه السلام-من علم منطق الطير حتى وصل إلى ملك سبأ وقهر ملكتهم واحتوى على سرير ملكها ودخولها تحت طاعته ولذلك قال: {يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء إن هذا لهو الفضل المبين}
....
.... * وكذلك ما حصل لداود-عليه السلام-من علمه نسج الدروع من الوقاية من سلاح الأعداء، وعدد سبحانه هذه النعمة بهذا العلم على عباده فقال: {وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل انتم شاكرون}
....
.... * وكذلك ما حصل للمسيح-عليه السلام-من علم الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ما رفعه الله به إليه وفضله وكرمه
....
.... * وكذلك ما حصل لسيد ولد آدم–صلى الله عليه وسلم-من العلم الذي ذكره الله به نعمة عليه فقال: {وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيماً}
ـ[أبو محمد عبدالحميد الأثري]ــــــــ[26 - 04 - 09, 12:55 م]ـ
(((فضل العلم وبيان شرف أهله في السنة النبوية المطهرة)))
¥