"البدعة تكون في أولها شبرا ثم تكثر في الأتباع، حتى تصير ذراعا، وأميالا، وفراسخ ". (ص:194)
الفائدة/25
وصف الشيخ العلامة بكر أبو زيد– رحمه الله تعالى – عبد الفتاح أبو غدة بعدة أوصاف منها:" مُرْجِئاً حَادَّ النَّفَسِ في التمشعر". (ص:196)
الفائدة/26
" .. ثبت الله الذين آمنوا ((أهل السنة و الجماعة)) على أصل الملة، وحقائقها الشرعية من أن الإيمان: ((قول، وعمل، ونية، وسنة، يزيد بالطاعة، و ينقص بالمعصية)).
وعليه: فالإيمان إذا كان قولا بلا عمل، فهو كفر.
وإذا كان قولا وعملا بلا نية، فهو نفاق.
وإذا كان قولا و عملا ونية بلا سنة، فهو بدعة.
كما قال سهل بن عبد الله التستري، و الأوزاعي، والشافعي، وغيرهم". (ص:201)
الفائدة/27
" .. ينبغي التنبيه على أمر مهم، وهو أن ما ورد عن كثير من التابعين، وتلامذتهم، في ذم الإرجاء، وأهله، والتحذير من بدعتهم إنما المقصود به هؤلاء المرجئة الفقهاء- الذين يقولون: الإيمان التصديق و القول- فإن جهما لم يكن قد ظهر بعد، وحتى بعد ظهوره كان بخرسان، ولم يَعْلَمْ عن عقيدته بعض من ذم الإرجاء من علماء العراق، وغيره، الذين ما كانوا يعرفون إلاَّ إرجاء فقهاء الكوفة، ومن اتبعهم، حتى إن بعض علماء المغرب كابن عبد البر لم يذكر إرجاء الجهمية بالمرة ". (ص:201)
الفائدة/28
"بين شيخ المفسرين ابن جرير الطبري – رحمه الله تعالى – معنى ((الإرجاء)) وأنه التأخير، ساق بسنده عن ابن عيينة، أنه سئل عن الإرجاء فقال: ((الإرجاء على وجهين: قوم أرجوا أمر علي و عثمان، فقد مضى أولئك. فأما المرجئة اليوم: فهم يقولون: الإيمان قول بلا عمل.
فلا تجالسوهم، و لا تؤاكلوهم، ولا تشاربوهم، ولا تصلُّوا معهم، ولا تصلوا عليهم.
ثم قال الطبري- بعد نقل آثار عنهم-: ((والصواب من القول في المعنى الذي من أجله سميت مرجئة، أن يقال: إن الإرجاء معناه ما بيناه من قبل من تأخير الشيء.
فَمُؤَخِّرٌ أمر علي و عثمان – رضي الله عنهما – وتارك ولايتهما، والبراءة منها مُرْجِىءٌ أمرهما فهو مرجىء.
ومؤخر العمل و الطاعة عن الإيمان، مرجئهما عنه، فهو مرجىء. غير أن الأغلب من استعمال أهل المعرفة بمذاهب المختلقين في الديانات في دهرنا، هذا الاسم. فيمن كان من قوله: الإيمان قول بلا عمل، وفيمن كان مذهبه، أن الشرائع ليست من الإيمان وأن الإيمان، إنما هو التصديق بالقول دون العلم المصدق بوجوبه)) انتهى ". (ص:201 - 202)
الفائدة/29
"وهذا ((الإرجاء)): تأخير العمل عن حقيقة الإيمان اخطر باب لإكفار الأمة، وتهالكها في الذنوب، والمعاصي، والآثام، وما يترتب عليه من انحسار في مفهوم العبادة، وتمييع التوحيد العملي ((توحيد الألوهية))، وكان من أسوأ آثاره في عصرنا ((شرك التشريع)) بالخروج على شريعة رب الأرض و السماء، بالقوانين الوضعية فهذه على مقتضى هذا الإرجاء، ليست كفراً.
ومعلوم أن الحكم بغير ما أنزل الله معاندة للشرع، ومكابرة لأحكامه، ومشاقة لله و رسوله .. ". (ص:203)
الفائدة/30
"الزركلي- تجاوز الله عنا و عنه – عضو حزب الاستقلال العربي. فيه نفس قومي حاد وهو القائل:
لو مثلوا لي موطني وثنا لهممت أعبد ذلك الوثنا
لهذا لم يترجم - حسب التتبع- لاحد من سلاطين الدولة العثمانية في ((الأعلام)). وهذه لفتة نفيسة، لم أر من تنبه لها، وهي منقصة للزركلي، وكتابه؛ إذ كيف يترجم للأعلام: وفيهم الكافر، والضلال من أهل القبلة ويترك تراجم سلاطين دولة عاشت نحو سبعة قرون، أليس في وسعه أن يترجم للعلم بما له و ما عليه، أو يعرف به فحسب كشأنه في بعض الأعلام.
هذا وللأستاذ محمد أحمد دهمان، مقال ذكر فيه بعض أوهام الزركلي في الأعلام، ولديَّ ضعفها، فإن نشطت جمعت ما هنالك في كتاب مستقل. ومنها قوله في ترجمة أبي بن كعب- رضي الله عنه-: ((كان قبل الإسلام حبر من أحبار اليهود)) اهـ. وحاشا أبياً من ذلك، فلعله انقلب على الزركلي: كعب الأحبار فالله أعلم ". (ص:206 - حاشية:01)
الفائدة/31
¥