تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[03 - 05 - 09, 02:16 ص]ـ

أخي الفاضل مصطفى رضوان وفقه الله ورعاه آمين:

إنما نص الشارع الحكيم على دعاء الولد لوالده، لأنه لا شك أنّه أبلغ في حصول المقصود، ولهذا استحب الشارع الحكيم أن يتولى الصلاة على الجنازة أقرب شخص للميت لأنه الأنفع له، وكذا تنصيصه على بعض الأعمال كالصيام، والحج، وقضاء الدين، هذا أبلغ في حصول المقصود لئلاّ يتوهّم متوهّم، أن الميت لا يلحقه شيء من عمل الحي، وخاصة إذا كان ذا قرابة، وخاصة إذا كان ابنا له، وهذا التوهّم وارد، بل وقع، والدليل عليه أنّ غالب تلك النصوص وردت كأسئلة (أفأحج عنه)، (أفأصوم عنه)، (مات وعليه دين)، وكذلك لأن العمل إذا صاحبه الاحتسابُ، وقصدُ نفعِ الوالد، أو الميت عموما، كان أعظمَ أجراً من العمل الذي لا تصحبه هذه النية، على قاعدة (ليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة) وهذا لا يمنع أن الأب يستفيد من أعمال البر التي يقوم به الابن كحفظ قرآن، وتعليم علم، ونفع الخلق، ولو لم ينو الابنُ نفعَ أبيه بذلك، بل لو نوى نفع نفسه فقط وغاب عن ذهنه استحضار نفع أبيه، بل لو قال اللهم اجعل هذا العمل في ميزان حسناتي ولا تجعل لأبي منه شيئا كأن تكون بينهم عداوة لدنيا مثلا، مع ذلك يلحق ثواب العمل إلى الأب، فأنت تعلم أن الإنسان مثلا قد يبث في هذا الملتقى المبارك فائدة، فيستفيد منا خلق لا يحصيهم إلا الله، فيؤجر بقدر العدد الذي استفاد، من باب قوله صلى الله عليه وسلّم (الدال على الخير كفاعله) كما تفضّلت، وهكذا هم إن نفعوا غيرهم سيؤجر معهم وإن فاتَتْهُم نيّة نفع صاحب الفضل، أو تعمّدوا ذلك فإنّ ذلك ليس لهم، هذه حسابات خارجة عن نطاق القدرة البشرية، لها محاسب خاص أحب من أحب، وكره من كره، ولكن لو انتدب أحد أعضاء الملتقى وذكّرنا بأن الفائدة لفلان فلا ننساه من الدعاء، ونَذْكُرُه بخير، وننسب العلم له، كان فعله هذا من قبيل حديث النبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (أو ولد صالح يدعو له).

ولاشك أن المقصود ثواب الأعمال، فقول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن) المقصود في الثواب، وإلا فمن قرأ ثلث القرآن حقيقة، زاد ثوابه على من قرأ قل هو الله أحد فقط بقدر ما بذله من جهد ووقت في القراءة، فلا يستويان، فالأب يؤجر مع أي عمل صالح يعمله الابن، أحبّ الابن أو كره، إذا كان الأب سبق الابن بالإيمان، وإسلام الابن يعود فضله لسابق إسلام الأب، من باب قوله صلى الله عليه وسلّم (لعلّ الله يخرج من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئا)، والأفضل من ذلك أن ينوي الابن بعمله نفع أبيه الذي كان سببا في وجوده.

والفرق بين الابن وبين باقي الخلق، أنه ما من عمل يقوم به الابن، صغيرا أو كبيرا، فرضا أو نفلا، لازما أو متعديا، إلا ويحصل مثل أجره للأب بمقتضى الولادة له على الإيمان، ولو كره الابن، بخلاف باقي الخلق والله أعلم

ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[03 - 05 - 09, 09:20 ص]ـ

[ quote= راشد بن عبد الرحمن البداح;1034974] كلمة ليتك ما قلتها!!

فقد أعجبني رفقك حين طرحت (معادلتك الرياضية) ولكن ساءني التعميم في هذه العبارة

وإنما قلت ذلك لأن المؤمن للمؤمن كاليدين تغسل إحداهما الأخرى، ولابد مع ذلك من نوع التخشين!

أما العموم أخي راشد فقد يراد به الخصوص كما لا يخفى عليك، وذلك كان مقصدي، ولو كنت مكاني، وكان أول من تعقب مشاركتك يقول لك: (ما قررته باطل) (هو قول باطل) لشعرت بما شعرت به حينها.

وكان عليك أن توجه نصحا لطيفا لسميك راشد أيضا على أسلوبه.

أم أن الاتفاق في الاسم أحدث نوع ولاء؟!! هذه طبيعة بشرية لا أنكرها، وأنا منهم (ابتسامة)

وعلى كلّ فأنا أتراجع عن ذلك التعميم وأستجيب لنصحك، فأقول: أستغفر الله وأتوب إليه، وإنما قصدت إلى ذلك، حتى أخفف حمل الوطأة على ما ذهبت إليه، فأنت مشكور مأجور بإذن الله تعالى

ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[03 - 05 - 09, 09:40 ص]ـ

كلمة ليتك ما قلتها!!

فقد أعجبني رفقك حين طرحت (معادلتك الرياضية) ولكن ساءني التعميم في هذه العبارة

وإنما قلت ذلك لأن المؤمن للمؤمن كاليدين تغسل إحداهما الأخرى، ولابد مع ذلك من نوع التخشين!

وبعد هذا اسمح لي بتعقيب وتعقب:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير