ـ[علي الفضلي]ــــــــ[14 - 05 - 09, 07:21 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخانا الكريم علي الفضلي ..
هل التضمين هنا مكروه على الإطلاق أم له ضوابط؟
فما يفعله المعلم من طلابه أحياناً لكسر ملل أو جذب العقول أو الاستلطاف له - كما لا يخفى عليكم - فوائد ....
أم ينصرف كلام الإمام القاسمي إلى القبيح من القول وما شابهه؟
وإياكم أخي المكرم أبا الشيماء.
الظاهر أنه يشمل القبيح وغير القبيح، ولعل مما يدل عليه في كلام العلامة القاسمي قوله:
(وفيه تجرئة السِّفْلة على الوقاحة).
و لاشك أن مثل هذا الانقباض عن مثل هذا المزاح يشمل الكم والكيف، أما كمّا: فلا يكون ديدنه هذا إلى أن يعرف به فيستخف به الناس وهذا مزرٍ به، وخاصة إذا كان من أهل العلم.
وأما كيفا: فلا يكون في تضمينه قبيح لفظٍ يخدش الأسماع أو يغضب السمّاع، ولا يكون فيه كذب يشابه به الفساق من أهل الكذب والمين أو يشابه أهل الأشعار الذين يقولون ما لا يفعلون.
ومن الكيف أيضا: أن ينتقي من ينبسط إليهم بمثل هذا، فلا ينبسط إلى من قصر عقله فيسقط في أعينهم، ولربما شهروا به أو نبزوه بما قال.
وعلى كل حال فالذي يظهر من كلام العلامة هنا كمقصد:
هو حفظ المروءة والهيبة، حتى لا يتجرأ سفلة القوم على الإنسان.
والله أعلم.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[14 - 05 - 09, 07:23 ص]ـ
و ينبغي التنبه أيضا إلى أن العلامة القاسمي هنا - فيما يظهر لي - لا يريد التضمين الذي يكون في النثر والشعر من كتاب الله تعالى، وهو من المختلف فيه بين أهل العلم.
والله أعلم.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[15 - 05 - 09, 07:38 ص]ـ
وقال في (أدب الأطفال):
( ... الاهتمام بتربية الطفل المنزلية
إذا لحظ المرء ما ينجم من التربية المنزلية يجد أنه كما يكون الأهل يكون الطفل في الغالب، فإن كانوا ذوي نظام وطباع كريمة شب الطفل كذلك، لما عُلم من أنه ميّال للتقليد والمحاكاة، وإن كانوا جهلاء أغبياء، وذوي خمول أو ضعف في العزيمة، شب الطفل على ذلك.
فمن هذا يعلم أن تربية البيت إما تكون عضدا وساعدا للمعلم في المدارس، وإما أن تكون عقبة كؤودا في سير التربية المدرسية.
تدارك من يُراد تربيته قبل تأثير الوراثة فيه.
تقرر في سنّة البشر أن الفروع كما ترث من أصولها جانبا من الصفات الجسمانية، كذلك ترث منها كثيرا من الطبائع الخلقية، فلقد تجد أولاد الرجل الأبله كأبيهم، وأبناء العاقل الداهية كذلك، ولا حاجة إلى إيراد البراهين على ذلك، لأنه يكفي في إثباته أدنى التفات إلى دراسة أصول العالم الذي نحن بين ظهرانيه.
نعم قد لا يطرد ذلك كليا، لأن لكل قاعدة شذوذا، إلا أن القصد التنبيه على أنه وإن كان في الحدث طباع موروثة، إلا أن المربي الحكيم يمكنه أن يهذب منها ما فسد، ويقوم ما اعوج، وإن احتاج إلى عناء زائد، وجهد كبير، شريطة أن يتدارك ذلك قبل أن تتمكن تلك الوراثة الفاسدة، وتصير ملكة، ولذا قلما تفيد التربية في الكبير.
العناية بتأديب الصغير.
قالت الحكماء: ينبغي أن يؤخذ الولد بالأدب من صغره، فإن الصغير أسلس قيادا وأسرع مؤاتاة، ولم تغلب عليه عادة تمنعه من اتباع ما يراد منه، ولا له عزيمة تصرفه عما يُؤمر به، فهو إذا اعتاد الشيء، ونشأ عليه، خيرا كان أو شرا، لك يكد ينتقل عنه، فإن عُوّد من صباه المذاهب الجميلة والأفعال المحمودة بقي عليها، ويزيد فيها إذا فهمها؛ وإن أُهمل حتى يعتاد ما تميل إليه طبيعته مما عُوّد عليها، عُوّد أشياء رديئة مما ليس في طبيعته، ثم أُخذ بالأدب بعد غلبة تلك الأمور عليه عسر انتقاله مع الذي يؤدبه، ولم يكد يفارق ما جرى عليه، فإن أكثر الناس إنما يؤتون في سوء مذاهبهم من عادات الصبا.
آداب عامة للصغير.
قال الحكيم المستعصمي:
1 - يجتنب النوم الكثير، فإنه يقبّحه، ويغلّظ ذهنه، ويميت خاطره!.
2 - يمنع من الفراش الوطيء وجميع أنواع الترفه، حتى يصلب بدنه بتعود الخشونة.
3 - يمنع من اعتياد الأمكنة الباردة صيفا، ومن النيران شتاء.
4 - لا يسرع المشي.
5 - لا يتثاءب بحضرة غيره.
6 - لا يضع رجلا على رجل.
7 - لا يضرب تحت ذقنه بساعده، ولا يعمد رأسه بيده، فإنه دليل الكسل، وإنه قد بلغ به التقبيح إلى أن يحمل رأسه حتى يستعين بيده.
8 - يعود ألا يكذب، ولا يحلف لا صادقا، ولا كاذبا.
9 - يعود الصمت وقلة الكلام، وأن لا يتكلم إلا جوابا، وإذا حضر من هو أكبر منه اشتغل بالاستماع إليه، والصمت.
10 - يمنع من خبيث الكلام وهجينه، ومن السب واللعن، ولغو الكلام.
11 - يعود حسن الكلام وظريفه، وجميل اللقاء وكريمه.
12 - يعود خدمة نفسه ومعلمه، ومن هو أكبر منه.
13 - يعود طاعة والديه ومعلميه ومؤدبيه، وأن ينظر إليهم بعين الجلالة والتعظيم، ويهابهم.
يعود ضبط النفس عما تدعو إليه من اللذات القبيحة والفكر فيها) اهـ.
¥