تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و يجتنب القران في التمر ونحوه (8)، لما فيه من الشره والخطر على البلع، و ليحذر من نفض اليد في الإناء، وتقديم فمه إلى الإناء عند اللقم، ومِنْ غمس اللقمة الدسمة في خل أو نحوه، و مِنْ غمس اللقمة التي أكل منها في المرقة، ومِنْ عضِّ طرفها، ثم وضعها في المطعوم!.

و يحول وجهه عند السعال والعطاس، ويخلّل أسنانه بعد الطعام لا في أثنائه، و لا ينقل الضيف ما لديه إلى غيره (9)، و لا يخلط طعاما في غيره إلا في وعاء لديه، و لا يتصنع الانقباض فيوحش الحاضرين.

ومن لم يستطب طعاما فلا يظهر اشمئزازا، لئلا يأنف غيره منه، و يتكلف الانبساط بالحديث الطيب، والموعظة الحسنة، ولا يرفع من حضر مع جماعة يده عن الطعام قبلهم، حتى يكتفوا، إلا أن يعلم منهم شرها، و لا يمدح طعامه و تقويمه، لأنه دناءة، و لا بأس أن يأكل ما يكسر نهمته قبل ذهابه للدعوة، وأنسب أوقات الغداء قبل الزوال بساعة أو ساعتين، و العشاء قبل غروب الشمس بساعة) اهـ.


(1) جاء في الوضوء قبل الطعام ستة أحاديث: خمسة منها لا تصح:
الأول: حديث رواه الإمام أحمد في المسند وأبو داود و الترمذي والحاكم .. (عن سلمان -رضي الله عنه- قال: قرأت في التوراة: إن بركة الطعام الوضوء بعده؛ فذكرت ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم- وأخبرته بما قرأت في التوراة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده")، و لكنه حديث ضعيف، فقد سئل عنه الإمام أحمد فقال: " هذا حديث منكر، ما حدّث به إلا قيس بن الربيع "، وانظر السلسة الضعيفة (168).
والثاني: حديث رواه ابن ماجه عن أنس مرفوعا:
(من أحب أن يكثر الله خير بيته فليتوضأ إذا حضر غداؤه وإذا رفع). وقاله العلامة الألباني في (السلسلة الضعيفة رقم 117): (منكر).
و الثالث: ما رواه الحاكم في تاريخه عن أنس مرفوعا:
(سعة في الرزق وردع سنة الشيطان الوضوء قبل الطعام وبعده)
و قال عنه الألباني في (ضعيف الجامع): (موضوع) انظر حديث رقم: 3267.
و الرابع: ما رواه الحاكم في تاريخه عن عائشة مرفوعا:
(الوضوء قبل الطعام حسنة وبعد الطعام حسنتان).
و قال عنه العلامة الألباني في (ضعيف الجامع رقم"6159"):
(موضوع).
و الخامس: ما رواه الطبراني في الأوسط عن ابن عباس مرفوعا:
(الوضوء قبل الطعام وبعده ينفي الفقر وهو من سنن المرسلين).
و قال عنه العلامة الألباني في (ضعيف الجامع"6160"):
(موضوع).
و لكن ورد غسل اليدين قبل الطعام صحيحا- وهو الحديث السادس- عن النبي – صلى الله عليه وسلم – من فعله كما في سنن النسائي عن أم المؤمنين عائشة –رضي الله عنها- أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم – (كان إذا أراد أن ينام وهو جنب توضأ، وإذا أراد أن يأكل غسل يديه) وصححه الألباني، ولكنّ هذا الإطلاق في فعله ورد مقيدا بكونه في حال الجنابة،كما في الرواية الأخرى عند ابن ماجه و غيره:
(أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يأكل وهو جنب غسل يديه).
و جاء في روايات أخرى بلفظ (الوضوء) لا (غسل اليدين):
كما عند ابن ماجه وغيره أيضا من حديث عائشة مرفوعا:
(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يأكل وهو جنب توضأ)، و هنا اختلف العلماء في فهم هذا الوضوء للجنب إذا أراد الأكل، هل هو محمول على الرواية الأخرى وهي: غسل اليدين، فيكون معنى الوضوء هنا هو غسل اليدين لا وضوء الصلاة، أم أن الوضوء هنا محمول على حقيقته الشرعية، أو يكون هذا من باب التنويع، فالنبي – صلى الله عليه وسلم – ثبت عنه في روايات الغسل لليدين فقط، وفي روايات ثبت عنه الوضوء كوضوئه للصلاة، فكان تارة يفعل هذا، وتارة يفعل هذا، وهذا الأخير هو الأقرب.
و على كلٍّ، هل هذه الأحاديث يؤخذ منها سنية غسل اليدين مطلقا، أم يقال: إنّ هذا خاص بحال الجنابة فقط فهو أمر تعبدي، أو يقال: إنه في حال الجنابة، ولكنه لأمر معقول، ذلك أن المُجامع قد يصيب يديه من الأذى والقذر بسبب الجماع ما يستلزم غسلها، وهذا يرجح قول من قال: إن غسل اليدين سنة لمن كان في يديه أذى أو قذر؟، وهذا الأخير هو الراجح.
و الله أعلم.
(2) قال في (لسان العرب):
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير