[بيان من الحافظ ابن رجب رحمه الله (إنها أيام أكل و شرب و ذكر الله عز و جل)]
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[29 - 11 - 09, 03:02 ص]ـ
في قول النبي صلى الله عليه و سلم: [إنها أيام أكل و شرب و ذكر الله عز و جل]
إشارة إلى أن الأكل في أيام الأعياد و الشرب إنما يستعان به على ذكر الله تعالى و طاعته و ذلك من تمام شكر النعمة أن يستعان بها على الطاعات و قد أمر الله تعالى في كتابه بالأكل من الطيبات و الشكر له فمن استعان بنعم الله على معاصيه فقد كفر نعمة الله و بدلها كفرا و هو جدير أن يسلبها كما قيل:
إذا كنت في نعمة فارعها ... فإن المعاصي تزيل النعم
و داوم عليها بشكر الإله ... فشكر الإله يزيل النقم
و خصوصا نعمة الأكل من لحوم بهيمة الأنعام كما في أيام التشريق فإن هذه البهائم مطيعة و هي مسبحة له قانتة كما قال تعالى: {و إن من شيء إلا يسبح بحمده} و إنها تسجد له كما أخبر بذلك في سورة النحل و سورة الحج و ربما كانت أكثر ذكرا لله من بعض بني آدم و في المسند مرفوعا: [رب بهيمة خير من راكبها و اكثر له منه ذكرا] (1) و قد أخبر الله تعالى في كتابه أن كثيرا من الجن و الإنس كالأنعام بل هم أضل فأباح الله عز و جل ذبح هذه البهائم المطيعة الذاكرة له لعباده المؤمنين حتى تتقوى بها أبدانهم و تكمل لذاتهم في أكلهم اللحوم فإنها من أجل الأغذية وألذها مع أن الأبدان تقوم بغير اللحم من النباتات و غيرها لكن لا تكمل القوة و العقل و اللذة إلا باللحم فأباح للمؤمنين قتل هذه البهائم و الأكل من لحومها ليكمل بذلك قوة عباده و عقولهم فيكون ذلك عونا لهم على علوم نافعة و أعمال صالحة يمتاز بها بنو آدم على البهائم و على ذكر الله عز و جل و هو أكثر من ذكر البهائم فلا يليق بالمؤمن مع هذا إلا مقابلة هذه النعم بالشكر عليها و الإستعانة بها على طاعة الله عز و جل و ذكره حيث فضل الله ابن آدم على كثير من المخلوقات و سخر له هذه الحيوانات قال الله تعالى: {فكلوا منها و أطعموا القانع و المعتر كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون} فأما من قتل هذه البهيمة المطيعة الذاكرة لله عز و جل ثم استعان بأكل لحومها على معاصي الله عز و جل و نسي ذكر الله عز و جل فقد قلب الأمر و كفر النعمة فلا كان من كانت البهائم خيرا منه و أطوع.
(1) الحديث فيه كلام.
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[29 - 11 - 09, 09:16 م]ـ
جزاكم الله خير ...
كلام جميل، رفع الله قدرك في الدارين ..
حبذا لو خرجت لنا الحديث فقد بحثت عنه في الشاملة ولم أجده؟ نفع الله بك
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[29 - 11 - 09, 10:06 م]ـ
جزاكم الله خير ...
كلام جميل، رفع الله قدرك في الدارين ..
حبذا لو خرجت لنا الحديث فقد بحثت عنه في الشاملة ولم أجده؟ نفع الله بك
واياكم اخانا الكريم ..
الحديث هو مخرج في المسند من طريق ابن لهيعة واخر وهما ضعيفان.
والله أعلم