[الإنصات ... ضمن فن إدارة الحوار]
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[14 - 11 - 09, 04:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخوتي أخواتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإنسان اجتماعي بطبعه أي لا بد من مجتمع يعيش في وسطه ويتفاعل معه في شتى مناحي الحياة ... اثناء قراءتي لأحد المقالات اعجبتني هذه المقالة كونها لها هدف عام: كسب الناس وعدم خسارة الأصدقاء ... أترككم الآن مع المقال ...
عدم الانصات مشكلة البشر جيمعاً، فقل أن تجد إنساناً يمتلك موهبة الانصات، فالجميع يريد أن يتحدث قدر المستطاع، في الوقت الذي خلق الله لنا لساناً واحداً وأذنين، حتى نسمع أكثر مما نتكلم.
نحن دائماً نشجعك على المشاركة المجتمعية، والدخول في نقاشات وحوارات مع الآخرين، والتحدث عما يدور داخلك، وبما تعرفه من معلومات حول القضية المثارة، لكننا في الوقت ذاته نشجعك أكثر على الإنصات لحديث الآخرين، بحيث تصنع ميزاناً كفته الراجحه للإنصات أكثر من الحديث.
فكلما كنت منصتاً أكثر منك متحدثاً، اكتسبت معلومات جديدة أكثر وكلما اكتشفت آراء أخرى من الآخرين توافق أو تخالف آراءك، أصبحت مقبولاً لدى الآخرين لإعطائك الفرصة لهم للحديث وعدم المقاطعة وإيصالهم وجهات نظرهم.ولأن الناس يحبون التحدث أكثر من الاستماع فإنهم يحبون من يخالف هذه القاعدة، ويرغبون في لقائه لشعورهم بأنه الشخص المناسب لطرح أفكارهم ووجهة نظرهم.
لقد اكتشفت هذه الميزة، من مواقف عدة، لعل أهمها حينما كنت أتحدث في الهاتف مع صحفي في جريدة (الرياض) لمناقشة قضية اجتماعية وحين طلبت منه أبدي وجهة، نظري رحب وقال لي: تفضل فبدأت أتحدث وهو صامت ينصت لي، فحين لم يقاطعني، استغربت وخشيت أن يكون خط الاتصال قد انقطع وسألته: إن كان معي ويسمعني؟ فأجاب بالإيجاب فواصلت حديثي دون أية كلمنه، فعاودت الاستفسار مرة أخرى إن كان مع ويسمعني؟ وعاود الإجابة نفسها، وأضاف عليها أنه لم يعتد مقاطعة المتحدث، وعندما انتهيت من حديثي صمت على أمل أن يعقب، لكنه استمر في صمته، فقلت له: ما رأيك؟ فسألني هل انتهيت؟ فقلت: نعم، فبدأ في الحديث وخلال ثوان قاطعته لإيضاح نقطعة محددة تطرق إليها، فطلب مني بطريقة مهذبة أن أنصت حتى ينتهي مثلما فعل هو، شعرت لحظتها بالحرج.
لقد أعجبتني طريقته، ومن بعدها جاهدت نفسي لأكون منصتاً أكثر من أكون متحدثاً، وحين أقول" جاهدت نفسي " فإنني أعني ما أقول فليس من السهل الانتقال من الحديث إلى الانصات بسهولة، فهي عملية تحتاج في البداية إلى قناعة ذاتية بجدوى الفكرة، ومن ثم مقاومة الرغبة في الحديث،و مجاهدة النفس على الإنصات أطول مدة ممكنة، حتى تبدأ النفس في الاعتياد على التحول من الحديث إلى الانصات. وحين تصبح ممارساً محترفاً لعملية الإنصات ستشعر بالسعادة وأنت تنصت إلى حديث الآخرين، بل وستضطر إلى أن يطلب منك المتحدث أن تبدأ الحديث لإبداء وجهة نظرك.
هناك احوال قد لا تنطبق عليها عملية الانصالات، وخصوصاً حين تكون بين أصدقائك المقربين جداً، ويكون محور الحديث إطلاق النكات والفرفشة، في هذه الحالة لست مطالباً بتطبيق عملية الإنصات، بل إنها فرصة للانطلاق في الحديث والمشاركة دون قيود.
إذاً أنت أمام مهمة وواجب يحتاج منك إلى بذل الجهد والمثابرة نحو التغيير للأفضل،والانصات بصفته ضمن فنيات مصطلح (الذكاء الاجتماعي)، ذلك المصطلح الذي يجعلك قريباً من الآخرين مرغوباً فيك، وستكشف عندئذ من أنت؟
منقول للفائدة (كاتب المقال د. عبدالرحمن الصبيحي)
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[14 - 11 - 09, 04:16 م]ـ
كيف تتعلم فن الحوار:
المحاولة والخطأ: وهي طريقة أكثر شيوعاً، وأطولها وقتاً، وتعرضك لمخاطر أن تجرب طرقاً غير سوية ثم تكتشف خطأها، ولكنها أساسية في تكوين الخبرة الإنسانية.
التعلم من خلال النموذج: بالبحث عن المتميزين في مهارات الحوار، ومراقبة سلوكهم بدقة، ومحاولة تقليده. سواء كان هؤلاء أشخاصاً تراهم حولك أو تشاهدهم في وسائل الإعلام، أو تقرأ عن حياتهم في الكتب. صور سيئة في الحوار:
حوار التعجيز: طلب السلبيات في الآخر.
الجدل البيزنطي: محاولة التفوق على الخصم بأي وسيلة.
حوار الاستكبار " أعلى – أدنى ": وهو حوار قائم على تسلط طرف على طرف، (آمر ومستجيب). ومنه قول فرعون: ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد.
حوار الذل " أدنى أعلى ": ويقوم فيه الطرف الأدنى بتملق الأعلى بصورة تفقد كلا الطرفين كرامتهما الإنسانية.
الحوار السطحي: كلمني .. ولكن لا تلمس العمق.
الحوار الإقصائي: أتحاور معك، وأنا موقن أنك خطأ .. ولكني أحاول إفهامك .. ولست مستعداً لأن تُفهِمني شيئاً لأنني أفهم كل شيء!!
حوار البرج العاجي " حين يتحاور المثقفون بعيداً عن واقع الحياة ": الحوار الأكاديمي في البلاد العربية، رسائل الماجستير والدكتوراه، والأبحاث.
مبادئ الحوار الإيجابي:
للحوار الإيجابي عدة صفات منها أنه:
• موضوعي: يهتم بالموضوع وليس الشخص.
• واقعي: يبحث في الوقائع قبل أن يقفز إلى تأويلها.
• متفائل: لا يفترض سوء الظن، ويتلمس الأفضل.
• صادق: لا يخادع ولا يكذب.
• متكافئ الطرفين: يحترم فيه كل طرف الطرف الآخر ولا يستعلي عليه.
• يفتح باب المحبة، ويقلل من مساحة الخلاف.
• ليكن منطلقك في كل حوار: البحث عن الحق لأتباعه.
• لابد لكل حوار من مرجعية، وإلا تحول إلى جدال مذموم.
• ابدأ في كل حوار بالمساحة المشتركة بينك وبين الآخر، ولا تقفز إلى المختلف فيه أولاً.
• اعتمد مبدأ النسبية، وشعاره قول الإمام الشافعي: "قولي صواب يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب".
¥