تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال: (عمق علم السلف، لقوله: "قد أحسن من انتهى إلى ما سمع، ولكن كذا وكذا"؛ فعلم أن الحديث الأول لا يخالف الثاني، لأن قوله: "لا رقية إلا من عينٍ أو حمة" لا يخالف الثاني؛ لأن الثاني إنما هو في الاسترقاء، والأول في الرقية؛ فالإنسان إذا أتاه من يرقيه ولم يمنعه؛ فإنه لا ينافي قوله: "ولا يسترقون"، لأن هناك ثلاث مراتب: المرتبة الأولى: أن يطلب من يرقيه، وهذا قد فاته الكمال. المرتبة الثانية: أن لا يمنع من يرقيه، وهذا لم يفته الكمال؛ لأنه لم يسترق ولم يطلب. المرتبة الثالث: أن يمنع من يرقيه، وهذا خلاف السنة؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يمنع عائشة أن ترقيه، وكذلك الصحابة لم يمنعوا أحداً أن يرقيهم (1)؛ لأن هذا لا يؤثر في التوكل.)

ـ[عبد الوهاب الأثري]ــــــــ[07 - 12 - 09, 09:23 ص]ـ

النصوص يفسر بعضها بعضا:

عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن امرأة سوداء أتت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقالت: إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي قال: إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله أن يعافيك. فقالت أصبر ...

فالأحاديث التي فيها الأمر بالاسترقاء تدل على جواز الاسترقاء عند الحاجة، ولا كراهة فيها، ولهذا لم ينه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - المرأة السوداء التي سألته الرقية؛ لأنها ترخصت بالأحاديث الدالة على الجواز، كحديث عائشة رضي الله عنها: (أمرني رسول الله صلى الله عليه و سلم أو أمر أن يسترقى من العين) متفق عليه.

لكن الأكمل والأفضل ترك الاسترقاء كما في حديث حديث السبعين ألفا فإن من صفتهم ترك الاسترقاء؛ لكمال توكلهم على ربهم، وسكونهم إليه، وثقتهم به، ورضاهم عنه، وإنزال حوائجهم به، لا يسألون الناس شيئا. كالفقير المذكور في قوله: {للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف ... } وفي قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (ولكن المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه، ولا يفطن له فيتصدق عليه، ولا يسأل الناس شيئا) فهو لا يسأل الناس شيئا ولهذا الجاهل بأمرهم لا يعرفهم لأنهم عفُّوا أنفسهم عن سؤال الناس وهذا لا شك أفضل من الفقير الذي يسأل الناس، وإن كان سؤاله عند الحاجة جائز.

فصارت الأحاديث الواردة في الاسترقاء (طلب الرقية) على نحوين:

1/ دالة على جوازها كحديث عائشة وما في معناه.

2/ دالة على أن الأكمل والأفضل تركها كحديث السبعين ألفا.

والله أعلم.

ـ[أحمد سكر]ــــــــ[07 - 12 - 09, 09:46 ص]ـ

إخواني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛

أظن القضية لا تحتاج إلى تعقيد، ولا تحتاج إلى جمع بين الأحاديث ولا توفيقاً بينها، بل القضية أبسط من ذلك مع احترامي لكل من تحدث فإني أقول:

الحديث الذي ذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم السبعين ألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب لا يوجب عدم الرقية، بل وببساطة شديدة يبين لك قدر من لا يسترقي أو لا يرقي، ولا يعني هذا أن الأمة كلها تترك الرقية، وإلا لتعسر الجمع بين ذلك وبين حصر العدد الهائل الذي سينتج من خلال من يتركون الاسترقاء أو الرقية ثم إن الرقية ليست هي المقصودة فقط بل الرقية وطلبها وعدم التطير وترك الكي والتوكل لابد وأن يكونوا قد اجتمعوا في كل شخص من هؤلاء السبعين ألفاً، بمعنى لو أن أحداً لم يرقي ولم يسترقي لكنه يتطير وترك الاكتواء وتوكل على الله فهل هذا يدخل في السبعين ألف؟ بالطبع لا، وعلى هذا فَقِسْ.

أما أحاديث الأمر بالرقى فليس فيها تعارض بين هذا الحديث لأنه ربما يكون لا يرقي لكنه يكتوي، أو يتطير فهل ينفعه عدم الرقية؟ بالطبع لا.

والله تعالى أعلم وأحكم.

ـ[أحمد سكر]ــــــــ[07 - 12 - 09, 09:47 ص]ـ

إخواني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛

أظن القضية لا تحتاج إلى تعقيد، ولا تحتاج إلى جمع بين الأحاديث ولا توفيقاً بينها، بل القضية أبسط من ذلك مع احترامي لكل من تحدث فإني أقول:

الحديث الذي ذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم السبعين ألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب لا يوجب عدم الرقية، بل وببساطة شديدة يبين لك قدر من لا يسترقي أو لا يرقي، ولا يعني هذا أن الأمة كلها تترك الرقية، وإلا لتعسر الجمع بين ذلك وبين حصر العدد الهائل الذي سينتج من خلال من يتركون الاسترقاء أو الرقية ثم إن الرقية ليست هي المقصودة فقط بل الرقية وطلبها وعدم التطير وترك الكي والتوكل لابد وأن يكونوا قد اجتمعوا في كل شخص من هؤلاء السبعين ألفاً، بمعنى لو أن أحداً لم يرقي ولم يسترقي لكنه يتطير وترك الاكتواء وتوكل على الله فهل هذا يدخل في السبعين ألف؟ بالطبع لا، وعلى هذا فَقِسْ.

أما أحاديث الأمر بالرقى فليس فيها تعارض بين هذا الحديث لأنه ربما يكون لا يرقي لكنه يكتوي، أو يتطير فهل ينفعه عدم الرقية؟ بالطبع لا.

والله تعالى أعلم وأحكم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير