(7) قال أبو عبدالرحمن: الصير من استعمال العامة، وهي صحيحة مجازاً، لأن صيغة (فِعْل) للاسم من صار، وبفتح الفاء للمصدر .. وصير اسم لما صار إليه الشيىء من المآل .. وصير الباب الحفرة السفلى لعمود الباب من يسار، فالباب يصير إليها عند فتحه وإغلاقه، ولهذا يكون تراب الصير دقيقاً جداً كتراب المَرَاغة .. وفي الفصحى فالصير لمطلق شق في الباب، وصير الباب له صوت حكايته (صَرِير) إذا لم تُعمَّق الحفرة ويُرشُّ تُرابها بالماء، وقد لوحظت حكاية الصوت في (الصِّيار) بالصاد المشدَّدة المكسورة المهملة، وهو صوت الصنج.
(8) قال أبوعبدالرحمن: إذا كان الأب غير مباشر وجب إثبات ألف (ابن).
(9) قال أبوعبدالرحمن: العجرفة في لغة العرب الفصحى بمعنى الجفوة في الكلام، واللفظ منحوت من (جرف) و (عجر) بمعنى عَقَّد، ثم توسعت بها العامة للمزاح بعلاقة المراد؛ كأنهم يريدون بالجفوة الممازحة.
(10) قال أبوعبدالرحمن: ألبتة اسم ناب عن المفعول المطلق على نِيَّة حذف الفعل، والتقدير لا أُساوم ما أُبتَّ ألبتة؛ فناب اسم ألبتة عن الفعل المطلق؛ لأن أصل الأبت المقطوع؛ فلما جُعل اسم (البتة) بلا همزة للمرة الواحدة الدائمة بمعنى الأبد استحقت بالتضمين قطع الألف .. أي همزها .. هذا ما يتعلق بالإعراب، وأما همز ألف (البتة) فقد حكى سماعها عن العرب الصاغاني في العباب والدماميني في شرح التسهيل، وتابعهما جمهور من اللغويين وهما ثقتان رحمهم الله جميعاً .. وليس وجه همز ألف ألبتة على أن معنى (أل) وأصلَها الألفُ المهموزة كما عند ابن جني، ولا على وجه همز ألف اسم الجلالة (ألله) كما في قول حسان بن ثابت رضي الله عنه:
لتسمَعُنُّ وشيكاً في ديارهمُ
ألله أكبر يا ثارات عثمانا
فذلك ميزة للاسم الكريم الذي لا يطلق إلا على الرب سبحانه .. وشاع اسم (الله) بالألف غير المهموزة؛ لأنه شاع إطباقاً استعماله لله وحده سبحانه؛ فاستغنوا عن الهمزة مع جوازها؛ وإنما وجه ذلك أن (ألبتة) نُقِلَت بتخصيص (ألبتة) لمعنى الأبدية الدائمة؛ فإذا أردتَ المرة الواحدة من (بتَّ، وأبتَّ) لم تهمز؛ فلما كانت بمعنى الأبدية اكتسبت قطع الهمزة .. قال الخليل بن أحمد رحمه الله تعالى: (أبتَّ فلان طلاق فلانة)، وقال الكسائي رحمه الله تعالى: (كلام العرب أْبتَتُّ عليه القضاء)، وأهل الحجاز يقولون: (بتَّ) .. انظر ديوان الأدب للفارابي (-350هـ) رحمه الله تعالى 2/ 153، ومقاييس اللغة لابن فارس (-395هـ) رحمه الله تعالى 1/ 170؛ فمعنى أبته جعله مؤبَّداً، والهمزة في الأفعال تفيد عموم نقل المعنى ومنه التعدية، فلا عجب إذا أفادت التسمية فيما نقل معناه؛ فأصبح ماكان نائباً مناب المصدر اسماً، وإنما امتنعت همزة الأسماء في أسماء لا تتعدى عشرة أسماء ليست مما يعمل عمل الفعل كالمصدر مثل ابن واسم .. ويدل على معنى التأبيد قول الإمام ابن فارس رحمه الله تعالى عن ألبتة: (غير أنه مستعمل في كل أمر يُمضى ولا يُرجع فيه) .. ووقع بيدي رسالة نفيسة بعنوان (استدراك الفلتة على مَن قطع بقطع همزة ألبتة) للعلامة أحمد المأمون البلغيثي (- 1348هـ) رحمه الله تعالى، وقد نشرت في مجلة (آفاق الثقافة والتراث) في العدد (33) عام1428هـ بتحقيق الأستاذ عبدالقادر أحمد عبدالقادر، وقد أجاد البلغيثي وأفاد واستوعب، ولكن فاته وجه التخصيص بالاسمية، ولم يدفع الأصل في رواية العدول عن العرب .. كما أن ذهاب جمهور علماء اللغة إلى همز ألف ألبتة لا يُسَمَّى فلتة!!.
(11) قال أبوعبدالرحمن: الصواب ضمير المذكر؛ لأنه يسمى ضمير الشأن.
(12) قال أبوعبدالرحمن: معنى (مِدْباس) عامي عند الجمهور، وهو وصفٌ لرجل يطأ الأرض بعنف في حلك الليل الداجي لا يخاف .. مأخوذة من الدبابيس جمع دبوس بمعنى مقامع الحديد الثقيلة؛ فَخُطَى المدباس تؤثر في الأرض كأثر الدبابيس .. والدبوس تعريب (دبوز) بالزاي، وقد جاءت في شعر لقيط بن زرارة من أهل السليقة .. وتوسعوا بها للدبوس والدباسة - إن لم تكونا مُعَرَّبتين -؛ لأن لهما تأثيراً بالثقب وإن كان أقل من تأثير المِعْول .. ولصحة (مِفعال) صيغة، وصحة الاشتقاق من مُعَرَّب استعمله الفصحاء أرى صحة (مدباس) لغةً للمعنى الذي أسلفته.
يتبع إن شاء الله ..
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[06 - 12 - 09, 05:39 م]ـ
أين؟!
أنك لم تكتب شيئا؟!
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[06 - 12 - 09, 05:40 م]ـ
لا يوجد شيئ ٌ؟!
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[06 - 12 - 09, 06:02 م]ـ
عفوا ..
كان عندي خلل ٌ
أرجو المعذرة
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[10 - 12 - 09, 12:07 ص]ـ
لا بأس وفقك الله ..
ـ[تقويم النظر]ــــــــ[10 - 12 - 09, 02:54 ص]ـ
أرجوا من المشرف تعديل وحذف اول المشاركة التي تتعلق بكلام الظاهري عن بعض الناس ونبزهم والإستعداء عليهم من هذا الموضوع
وإبقاء مالا ضرر فيه من تجاربه الخاصة به كرجوعه عن جواز الغناء إلى تحريمه
¥