قال "ابن العرب": رسل المسيح فعلوا معجزات باسمه. نقضها "العميد" بأنهم كانوا يسألون الله لا المسيح.
تمسك "ابن العرب" بأن "رب" أطلقت على المسيح. وبعد نقض "العميد" رجع وقال: أنت على حق اللفظة لا تصلح وحدها للاستدلال!
قدم "ابن العرب" فاتحة لوقا وسماها "أول دليل". وبعد نقض "العميد" لها رجع وقال: أنا لم أثبت شيئًا بعد!
وُصف يحيى بأنه "نبي العلي"، فادعى "ابن العرب" أن "العلي" هو المسيح. وبعد نقض "العميد" رجع وقال: العلي هنا هو الآب لا المسيح.
تمسك "ابن العرب" بقول المسيح "أبي وأبيكم". وبعد نقض "العميد" رجع وقال: لست ساذجًا لأستدل بها على ألوهية المسيح!
سرد "ابن العرب" نص اعتماد يسوع وفتح السماء ونزول الحمامة. وبعد نقض "العميد" رجع وقال: ليس فيه ألوهية الأقنوم الثاني.
تلخيص الحوار
(1)
«إثبات الثالوث عقليًا ونقليًا» كان هذا عنوان الحوار. ومع هذا فقد تم الاتفاق على قصر الحوار على الجانب النقلي.
بوصولنا للمشاركة الثانية عشر، نكون أدركنا أن "ابن العرب" لا يجد نصًا لفظيًا يثبت الثالوث في الكتاب المقدس، وأن طريقة "ابن العرب" في إثبات الثالوث هي إثبات ألوهية المسيح أو الأقنوم الثاني أولاً، ثم الثالث، فيجتمع له الثالوث.
وافق "العميد" وطالب "ابن العرب" بأول أدلته على ألوهية المسيح.
(2)
ردًا على هذه المطالبة، أخذ "ابن العرب" يشرح نظريته التي تقول أن "رسل" المسيح لم يدركوا ألوهيته إلا بعد قيامته.
أين الدليل في هذا على ألوهية المسيح؟ .. لا أحد يدري! .. وما زال "العميد" يطالب "ابن العرب" بتوضيح وجه الدلالة في هذه النظرية على ألوهية المسيح، و"ابن العرب" لا يفعل شيئًا أكثر من إعادة شرح نظريته.
إزاء إعراض "ابن العرب" عن توضيح الدليل المطلوب منه، اضطر "العميد" إلى افتراض أن "ابن العرب" يحتج بقيامة المسيح على ألوهيته. الطريف أننا نجد "ابن العرب" يجاريه دون أن يوضح هل كان هذا دليله فعلاً أم لا!
يتبين لنا فيما بعد أن "ابن العرب" صار يرى في قيامة المسيح دليلَ ألوهيتِه.
نقض "العميد" هذا بالإشارة إلى مَن قاموا أيضًا من الموت حسب الكتاب المقدس.
حاول "ابن العرب" التملص من هذا النقض بإبراز فرق غير مؤثر، وهو أن المسيح لم يمت بعد قيامته.
أي: كان احتجاج "ابن العرب" بالقيامة، فصار احتجاجه الآن بعدم الموت بعد القيامة!
حتى هذه نقضها له "العميد" بأن الناس كلهم أيضًا لن يموتوا بعد بعثهم من الموت يوم القيامة.
فيقول "ابن العرب" – مواصلاً لعبة الفروق غير المؤثرة - بأن قيامة المسيح كانت في الدنيا!
(3)
"ابن العرب": فأَقامَه اللهُ مِن بَينِ الأَموات (أعمال 3/ 11).
"العميد": «أقامه» حجة عليك لأنها عرفتنا أنّ الله والمسيح شيئان متغايران: واحد قوي أقام الآخر الضعيف.
"ابن العرب": فلا خلاص بأحد غيره (أعمال 3).
"العميد": وهكذا كل نبي: لا خلاص إلا باتباعه.
"ابن العرب": المسيح ابن الله (مرقس 1)
"العميد": وكذا آدم ابن الله (لوقا 3/ 38) وكثيرون حسب الكتاب المقدس. فهل كل هؤلاء آلهة؟!
(4)
"ابن العرب": قد جعله الله ربًا ومسيحًا (أعمال 2/ 36).
"العميد": «جعله» دليل على أنه مخلوق محدث لله، وهذا يبطل ألوهيته المزعومة. أما "الرب" فتعني السيد أو المعلم.
"ابن العرب": كلامك يصح لو كانت اللفظة "رابي" أو "رابوني". لكنها هنا "كيريوس" وهي اللفظة اليونانية التي اختارها أصحاب الترجمة السبعينية معادلة للفظة "يهوه". بمعنى أن الله=يهوه=كيريوس.
"العميد": قال حارس السجن لبولس: «يا سيدي» وهي نفسها "كيريوس" اليونانية التي استخدمت للمسيح عليه السلام. فهل هذا دليل على ألوهية بولس أيضاً؟!
"ابن العرب": هي "كيريوس" هنا فعلاً. لكن الذي قالها هو الحارس اليوناني الذي يؤمن بتعدد الآلهة وظهورها في حياة البشر، وكان يعتقد أن بولس وبرنابا آلهة متجسدة لأنهما قاما بما لا يقوم به البشر.
"العميد": من أين أتيت بأن الحارس ظنّ أنهما آلهة؟! .. ولماذا لم يصحح له بولس ويخبره بأنه ليس إله؟! .. قطعًا للجدال، إليك أمثلة أخرى: (أع 3/ 16، 19)، (بط 3/ 6)، (يو 20/ 15)، (يو 12/ 21)، (يو 4/ 11). كان يجب أن تدقق النظر في أقوى أدلتك على ألوهية المسيح قبل تقديمه.
¥