تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقوف الزوج في هذا البرزخ بين العزوبية والزواج، يجعله في معاناة نفسية، تزيد حدتها مع تقدم الزمن حين تزداد الفوارق الفيزيولوجية بين الرجل والمرأة شيئا فشيئا، حتى إذا ما انقطعت عن المرأة عادتها، وتغيرت حالتها، وأصبحت تنظر إليه بغير العين التي ينظر هو بها إليها، وأصبح يجد من نفسه ما لا تجد هي من نفسها، وخالفت الطبيعة بينهما اختلافا شديدا، فبقي يطمح فيما لم تعد هي تريده، ويتوق إلى ما لا تتوق إليه، وينظر إلى قطار التعدد قد ابتعد عنه في سكة الزمن، والصيف قد ضيع اللبن، إذ لا حيلة له اليوم بمواجهة العجوز وبناتها، ولا طاقة له بالشابة وطلباتها، فيعرف أنه أضاع الفرصة وقد كانت سانحة، وقد كان أحد أساتذتي الشيوخ، الذين مرّوا من هذه التجربة، يحدثني وهو في السبعين، عن أسفه على ما فرط في أمر الزواج.

أما من وقعوا فيما حرم الله، وابتغوا السبيل السيء، فهم كثير، وما زلنا نراهم في كل طائرة، وفي كل مطار، وفي كل فندق، لم يخرجهم من ديارهم ويقحمهم المخاطر، إلا تلك الحاجة التي لم يقضوها في بيوتهم ومساكنهم، فهجروا من أجلها الأوطان، وركبوا بسببها الأهوال، وصرفوا في سبيلها الأموال، وباعوا من أجلها الأديان، فصاروا أضحوكة كل من يراهم، وأمر مثل هذا، ودافع يجعل الإنسان يضحّي كل هذه التضحية، ويغامر كل هذه المغامرة، لهو أمر لا ينبغي أن نتهاون فيه، أو نقلل من خطره، وهو ما عالجه القرآن في ثلاث كلمات: (مثنى وثلاث ورباع) ...

وهذا جزاء من ترك الزواج مخافة أم فلان، وقد قال الله (فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة)، فترك التعدد لا خشية العدل والظلم والعاقبة والمآل، فهو لم يخطر له أمر العدل على بال، ولم يترك الزواج من أجل ذلك الخوف المذكور في القرآن، المحمود عند خالق الأكوان، إنما استحضر نظرتها الغاضبة، وجبينها المكشر، وصوتها المرعب، وتهديدها الذي يصب الماء في الركب، وتخويفها إياه بالأهل والأقارب، وتشتيت الأسرة وتفريق الأبناء، وتحطيم ما بني، وتهديم ما بقي، فوافقت من قلبه إيمانا ضعيفا، ومن عقله نظرا كفيفا، فظن أن بيدها نفعا وضرا، ونسي أن ربه قد أحاط بكل شيء قدرا، فانقاد إليها قسرا، وعاش في ظل سيطرتها دهرا، فخلّاه الله وما يخشى، وتركه وإياها، فزادته على رهقه رهقا، وهذا جزاء من يخشى غير الله، ويترك أمره لأمر امرأة، ويعرض عن شرعه لغيرة أنثى، ومن خاف من شيء سلطه الله عليه: (وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا) ...

وأخيرا فلنعم أن الخوف من الزوجة وترك الزواج من أجلها، يجعل الرجل في معاناة هي لا تحس بها، ولا تعانيها، فهي بطبعها لا تطمع في غيره، ولا تحتاج إلى رجل سواه، وقد يصل هذا الخوف إلى المس بعقيدة التوكل لدى المؤمن والخوف من الله عز وجل وحده، فيصبح خوفه خوفا غير حميد، ومنقلبه منقلبا غير سعيد، والحمد لله المجيد، إنه على ما نقول شهيد.

ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[14 - 08 - 10, 02:16 ص]ـ

احمد الله يارجل فغيرك لا زوجة و لا ابتسامة ولا تكشيرة .... (ابتسامة)

ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[14 - 08 - 10, 03:09 ص]ـ

فمهت الآن لماذا صغّرت حجم الخط

لو ختمت بأبيات ابن القيم لكان أمتع

يا رب عذرا قد طغت أقلامنا ـــ يا رب معذرةً من الطغيانِ

اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة

ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[14 - 08 - 10, 05:51 ص]ـ

احمد الله يارجل فغيرك لا زوجة و لا ابتسامة ولا تكشيرة .... (ابتسامة)

صدقت يا أبا نصر (ابتسامة)

ـ[أبو عبد الله بن أبي بكر]ــــــــ[14 - 08 - 10, 10:15 ص]ـ

مقال في غاية الروعة والامتاع

لم أملك ابتسامتي و أنا أقرأه

نعوذ بالله من قهر الرجال (ابتسامة)

ـ[أم يزيد العلي]ــــــــ[14 - 08 - 10, 06:07 م]ـ

لافوض فوك، والله ماقلته حقا

ـ[أم يزيد العلي]ــــــــ[15 - 08 - 10, 07:24 م]ـ

الأخ حامد، أنا أم يزيد، أوافقك ولما لا أوافق.لأن هذا الحق، والحق مر كما يقال، لايرضى به إلا المنصفون. فكم من الرجال يعيشون في سيطرة زوجاتهم وهم لا يشعرون تذهب به يمينا ويسارا يوالي من توالي ويعادي من تعادي وغير ذلك، بل وكم من رجل مستقيم ذهب دينه مع زوجة غير متدينة ـ وللأسفـ ـ

الأخ الكريم:عندما تنادون بالتعدد من أجل راحتكم ـ وهو حق لكم ـ فيجب أن يقام التعدد على العدل ـ ترى أمر التعدد امر صعب لايستسهله الرجال، وأقول هذا لأن القصص مبكية في ذلك.

وللحديث بقية

ـ[أم عمير السلفية]ــــــــ[16 - 08 - 10, 02:07 ص]ـ

الموضوع طريف

لكنه حق لا يمكن انكاره

للرفع

ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[16 - 08 - 10, 02:37 ص]ـ

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ,:)

ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[16 - 08 - 10, 03:26 ص]ـ

ومن خاف من شيء سلطه الله عليه: (وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا) ...

وأخيرا فلنعم أن الخوف من الزوجة وترك الزواج من أجلها، يجعل الرجل في معاناة هي لا تحس بها، ولا تعانيها، فهي بطبعها لا تطمع في غيره، ولا تحتاج إلى رجل سواه، وقد يصل هذا الخوف إلى المس بعقيدة التوكل لدى المؤمن والخوف من الله عز وجل وحده، فيصبح خوفه خوفا غير حميد، ومنقلبه منقلبا غير سعيد، والحمد لله المجيد، إنه على ما نقول شهيد.

كلام رجل فقه وخبر حياة الزوجية واخلاق النساء، لله درك يارجل هل تقبلني عندك تلميذا .... (ابتسامة)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير