تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[لقاء مجلة الفرقان "الكويتية" مع الشيخ الدكتور منقذ السقار حول حوار الأديان]

ـ[وليد دويدار]ــــــــ[14 - 08 - 10, 12:25 م]ـ

لقاء مجلة الفرقان الكويتية مع الشيخ الدكتور منقذ السقار حول حوار الأديان

الدكتور منقذ السقار في حوار مع (الفرقان):

تقريب الأديان فكرة تهدف إلى إزالة الفوارق بين الأديان ويرفضها المسلمون

حوار الدعوة واجب وهو نهج الأنبياء .. وحوار التقريب والتلفيق كفر وردة

الفوارق بين المسلمين وغيرهم كثيرة وتختلف باختلاف الملل والنحل

لا يجوز أن نضع الناس كلهم في سلة واحدة فالقرآن علّمنا أنهم «ليسوا سواء»

من المهم أن نمتلك الحق ولكن الأهم أن نحسن عرضه والدعوة إليه

حاوره/ وليد دويدار

أكد الدكتور منقذ السقار أن فكرة تقريب الأديان فكرة تهدف إلى إزالة الفوارق بين الأديان وصهرها في بوتقة واحدة يخلط فيها الحق والباطل للوصول إلى صيغة توفيقية تلفيقية، وهو لون منكر في تلاقح الثقافات يرفضه المسلمون, وقال: إن الفوارق بين المسلمين وغيرهم كثيرة جداً، وتختلف باختلاف الملل والنحل، مشيراً إلى أن بعض الملل تنكر وجود الله، وغيرها تقر بوجوده ولكنها تنسب إليه ما لا يليق. وأشار إلى أنه يجب ألا نضع الناس في سلة واحدة، فهناك المنصف للإسلام والجاهل والجاحد وغيرهم.

< في البداية ما المقصود بقول البعض: «التقريب بين الأديان»؟

> (تقريب الأديان) فكرة تهدف إلى إزالة الفوارق بين الأديان، وصهرها في بوتقة واحدة، يخلط فيها الحق والباطل، يتنازل كل واحد عن شيء من دينه ومعتقده للوصول إلى صيغة توفيقية تلفيقية، وهو لون منكر من تلاقح الثقافات أو قل ذوبانها وتلاشيها، ويرفضه المسلمون، كما يرفضه غيرهم ممن ينتمون إلى أديان ويعتزون بانتمائهم إليها، وعليه فالجميع يرفض التماهي في أديان الآخرين، ويؤسفني أنه خلال تاريخ المسلمين ظهرت ولكن بصورة ضعيفة دعوات للتقريب بين الأديان، وفي ذلك يقول ابن تيمية رحمه الله عن بعض هؤلاء التقريبيين: «بل يجوّزون التهود والتنصر، وكل من كان من هؤلاء واصلاً إلى علمهم فهو سعيد، وهكذا تقول الاتحادية منهم, كابن سبعين وابن هود والتلمساني ونحوهم، ويدخلون مع النصارى بِيَعهم، ويصلون معهم إلى الشرق، ويشربون معهم ومع اليهود الخمر، ويميلون إلى دين النصارى أكثر من دين المسلمين»، وبالخلاصة فهذه الدعوة مرفوضة، ولمثل هؤلاء قال الله لكفار قريش: {لكم دينكم ولي دين}.

< ماذا يعني مصطلح (حوار الأديان)؟

> (حوار الأديان) يراد منه معنيان:

الأول: الحوار الدعوي بين أتباع الأديان حول مسائل المعتقد والشريعة بغية إثبات الحق والدعوة إليه، فهو حوار يتركز حول المختلف عليه، ومن هذا اللون حوار الأنبياء مع أقوامهم وما يجري من مناظرات بين المسلمين وغيرهم في إثبات صحة الإسلام ودحض معتقدات الآخرين.

والمعنى الثاني - وهو الأشهر - ما يجري اليوم من مؤتمرات حوارية بين أتباع الأديان، وأسميه حوار التعايش، وهو حوار يتجاوز نقاط الاختلاف الدينية، ليبحث في المشتركات الإنسانية التي تجمعنا؛ سعياً للوصول إلى تحقيق مصالحنا الإنسانية المشتركة، كوقف التلوث والقضاء على الجريمة والفقر والأمراض، ونحو ذلك مما يهم البشرية على اختلاف معتقداتها.

< هل الحوار مع الطرف الآخر غير مشروع بالمرة؟

> إذا تبين أن الحوار أنواع، فالجواب يتعدد بحسب أنواعه، أما حوار الدعوة فهو واجب، وهو نهج الأنبياء ووظيفة الدعاة، بينما حوار التقريب والتلفيق كفر وردة، وأما حوار التعايش فهو جائز إذا لم يتلبس بمنكرات، كتمييع الخلافات أو المداهنة أو التلفيق بين الأديان، وقد تطرقت لهذه الضوابط تفصيلا في كتابي (الحوار مع أتباع الأديان .. مشروعيته وآدابه).

< ما أهم نقاط الخلاف بين المسلمين وغيرهم غيرهم إجمالاً؟

> الفوارق بين المسلمين وغيرهم كثيرة جداً، وتختلف باختلاف الملل والنحل، فبعض الملل تنكر وجود الله، وغيرها تقر بوجوده، ولكنها تنسب إليه ما لا يليق من صفات البشر كالضعف والتجسد والبداء.

ومن الملل من ينكر النبوات تماماً، ومنهم من يؤمن ببعض ويكفر ببعض، وكذلك فمن الملل من يؤمن بالبعث والنشور، ومنهم من لا يؤمن باليوم الآخر، هكذا يطَّرد الموضوع في كل المعتقدات والشرائع.

< هل نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قراءة كتب الملل الأخرى؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير