تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لما عقد الولاية بين المؤمنين، أخبر أن الكفار حيث جمعهم الكفر فبعضهم أولياء لبعض فلا يواليهم إلا كافر مثلهم.

وقوله: (إِلا تَفْعَلُوهُ) أي: موالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين، بأن واليتموهم كلهم أو عاديتموهم كلهم، أو واليتم الكافرين وعاديتم المؤمنين.

(تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ) فإنه يحصل بذلك من الشر ما لا ينحصر من اختلاط الحق بالباطل، والمؤمن بالكافر، وعدم كثير من العبادات الكبار، كالجهاد والهجرة، وغير ذلك من مقاصد الشرع والدين التي تفوت إذا لم يتخذ المؤمنون وحدهم أولياء بعضهم لبعض.

< 1 - 328 >

وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (74) وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (75).

الآيات السابقات في ذكر عقد الموالاة بين المؤمنين من المهاجرين والأنصار.

وهذه الآيات في بيان مدحهم وثوابهم، فقال: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ) أي: المؤمنون من المهاجرين والأنصار (هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا) لأنهم صدقوا إيمانهم بما قاموا به من الهجرة والنصرة والموالاة بعضهم لبعض، وجهادهم لأعدائهم من الكفار والمنافقين.

(لَهُمْ مَغْفِرَةٌ) من اللّه تمحى بها سيئاتهم، وتضمحل بها زلاتهم، (و) لهم (رِزْقٌ كَرِيمٌ) أي: خير كثير من الرب الكريم في جنات النعيم.

وربما حصل لهم من الثواب المعجل ما تقر به أعينهم، وتطمئن به قلوبهم، وكذلك من جاء بعد هؤلاء المهاجرين والأنصار، ممن اتبعهم بإحسان فآمن وهاجر وجاهد في سبيل اللّه. (فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ) لهم ما لكم وعليهم ما عليكم.

فهذه الموالاة الإيمانية - وقد كانت في أول الإسلام - لها وقع كبير وشأن عظيم، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم آخى بين المهاجرين والأنصار أخوة خاصة، غير الأخوة الإيمانية العامة، وحتى كانوا يتوارثون بها، فأنزل اللّه (وَأُولُو الأرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ) فلا يرثه إلا أقاربه من العصبات وأصحاب الفروض، فإن لم يكونوا، فأقرب قراباته من ذوي الأرحام، كما دل عليه عموم هذه الآية الكريمة، وقوله: (فِي كِتَابِ اللَّهِ) أي: في حكمه وشرعه.

(إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) ومنه ما يعلمه من أحوالكم التي يجري من شرائعه الدينية عليكم ما يناسبها.


المصدر: تفسير العلامة عبدالرحمن السعدي - سورة الأنفال
http://www.qurancomplex.org/Quran/tafseer/Tafseer.asp?nSora=8&t=saady&l=arb&nAya=72#8_72

ـ[سعد الحقباني]ــــــــ[25 - 08 - 10, 11:19 م]ـ
وهنا تفسير العلامة بن كثير لنفس الآيات ومن نفس الموقع الإلكتروني أعلاه

ويلاحظ التقارب الكبير بين تفسيري الشيخين مع بسط لإبن كثير وإيجاز للسعدي

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير