تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ما الفرق بين التوقف والتفويض في الصفات؟]

ـ[توبة]ــــــــ[05 - 07 - 07, 10:54 م]ـ

في كتاب مذهب أهل التفويض،ذكر الشيخ أحمد القاضي،الإتجاهات المتمايزة لدى أهل القبلة في مواجهة نصوص الصفات، وهي:

عند المقريزي [افتراق الناس في الصفات على خمسة أقوال:

أحدها اعتقاد ما يفهم مثله في اللغة، و ثانيها السكوت عنها مطلقا، و ثالثها السكوت عنها بعد نفي إرادة الظاهر، و رابعها حملها على المجاز، و خامسها حملها على الإشتراك]

و عند الواسطي على أربعة أقسام [تأويل الصفات وتحريفها،أو إمرارها،أو الوقوف فيها، أو إثباتها بلا تأويل و لا تعطيل و لا تشبيه و لا تمثيل]

وعند شيخ الإسلام ستة أقسام

[قسمان يقولان تجري على ظاهرها:

-مع جعل الظاهر من جنس صفات المخلوقين، وهم المشبهة.

-والآخر يجر ها على ظاهرها اللائق بجلال الله. وهم أهل السنة والجماعة.

وقسمان يقولان هي على خلاف ظاهرها: أو ينفيان ظاهرها

-منهم من يتأولون ويعيّنون المراد منها، وهم المؤولة والمتكلمين.

-وآخرون يقولون الله أعلم بما أراد منها، ولكنّا -والكلام لابن تيمية-نعلم أنهم لم يريدوا إثبات صفة خارجية، عما علمناه.

وقسمان يسكتون:وفيه قال أما القسمان الواقفان يجوز أن يكون ظاهرها المراد اللائق بجلال الله، ويجوز أن يكون المراد صفة الله ونحو ذلك، فهذه طريقة الفقهاء وغيرهم، وقوم يسكتون عن هذا ولا يزيدون على تلاوة القرآن وقراءة الحديث معرضين بقلوبهم والسنتهم عن هذه التقديرات. اهـ]

ومن خلال المقارنة والجمع بين تقسيمات الثلاثة،خرج الكاتب بتحديد خمسة اتجاهات في الصفات:

الإتجاه الأول:التمثيل أو التشبيه ويقابله القسم الأول عند المقريزي أي اعتقاد ما يفهم مثله في اللغة.

الإتجاه الثاني:التأويل ويقابله القسم الرابع عند المقريزي أي حملها على المجاز.

الإتجاه الثالث: التوقف والسكوت ويقابله القسم الثاني عند المقريزي أي السكوت عنها مطلقا.

الإتجاه الرابع: التفويض ويقابله القسم الثالث عند المقريزي والإمرار عند الواسطي أي السكوت عنها بعد نفي الظاهر.

الإتجاه الخامس: وهو الإثبات من غير تأويل ولا تحريف ولا تشبيه، وهو عند المقريزي حملها على الإشتراك أي القسم الأخير.

الإشكال عندي هو في الإتجاه الثالث، أو ما سماه ابن تيمية قسم 'التوقف والسكوت'،كيف يتم التفريق بينه وبين إتجاه التفويض، ما الدليل على نفي الظاهر؟

وما موقف هذا الإتجاه من عقيدة أهل السنة والجماعة؟

ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[07 - 07 - 07, 01:20 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

الأخت توبة بارك الله فيك

الفرق بينهما ظاهر فالواقف الساكت لا ينفي بل يكتفي بمجرد القراءة للقرآن والسنة معرضا عن المعنى لا يثبت ولا ينفي.

أما المفوضة فهم ينفون المعنى الظاهر.

فإن قيل ما دليلهم على ذلك؟

قيل: هم يرون أن إثبات المعنى الظاهر يستلزم التشبيه والتجسيم فيجب نفيه عندئذ أما عن مراده الحقيقي فلا نثبت بعد ذلك شيئا من المعاني للفظ؛ لأنه من المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله كما قال تعالى: {وما يعلم تأويله إلا الله}.

وهذا خطأ من وجوه:

1 - أنهم متناقضون في قولهم هذا كما ذكر ابن تيمية وابن القيم _ رحمهما الله _ وقد ذكرت هذا في موضوع (سؤال هام حول تفويض الصفات) ووجه التناقض أنهم نفوا الظاهر ثم ادعوا أنه متشابه لا يعلمه إلا الله فلماذا لم يفوضوا المعنى دون نفي كما فعل الواقفة الساكتون؟ ألا يجوز عقلا أن يكون المراد باللفظ المذكور هو المعنى الذي نفوه فكيف يتقدمون بين يدي الله ورسوله ويتقولون على الله وهم يزعمون أنه متشابه لا يعلمه إلا الله؟ بل إن الظاهر هو المرجح من المعاني المحتملة التي فوضوها؛ لأنه الأصل في خطاب القرآن فقد نزل بلسان عربي مبين.

2 - أنهم نفوا لتصورهم إمكان التماثل بين الخالق والمخلوق وهذا خطأ فلا يجوز تصور ذلك أصلا فالله عز وجل لا تماثل صفاته صفات المخلوقين كما أن ذاته لا تماثل ذوات المخلوقين سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً.

3 - أن هذه النصوص ليست من المتشابه ولم يقل أحد من السلف لا من الصحابة ولا من التابعين ولا من أئمة أهل السنة والجماعة أنه لا يفهم معناها.

وللفائدة فهناك كتاب في مسألة النفي في الصفات وهو كتاب (النفي في باب صفات الله عز وجل بين أهل السنة والجماعة والمعطلة) وهو عبارة عن رسالة ماجستير في قسم العقيدة في كلية الدعوة وأصول الدين بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية وهي من إعداد أبي محمد أزرقي بن محمد سعيداني وقد أجيزت بامتياز مرتفع مع مرتبة الشرف الأولى وقد نوقشت سنة 1424 هـ وطبع الكتاب سنة 1426هـ والكتاب من مطبوعات مكتبة دار المنهاج بالرياض (مجلد واحد في 780 صفحة).

ـ[توبة]ــــــــ[07 - 07 - 07, 01:51 ص]ـ

بارك الله فيكم ..

لعلي لم أحسن صياغة السؤال

قصدي ما الدليل على أن الساكت لا يفوض المعنى، أو لا ينفيه، أليس معنى سكوته إمرارا لللّفظ ونفيا لظاهره، ما دام لا يقره؟

وما هو موقف الساكتين 'أو الواقفين' من أهل السنة والجماعة،إن كانوا لا ينفون ولا يثبتون؟!

(إنما شفاء العي السؤال .... )

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير