تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[منهج السلف فى الرد على اهل البدع]

ـ[محمد بن حجاج]ــــــــ[19 - 06 - 07, 02:56 ص]ـ

منهج السلف فى الرد على

أهل البدع

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات إعمالنا, من يهدى الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادى له ,ونشهد إن لا اله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد إن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.

(يا أيها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وانتم مسلمون).

(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا).

(يا أيها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا, يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما).

إما بعد:

فإن اصدق الحديث كتاب الله, وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم, وشر الأمور محدثاتها, وكل محدثةٍ بدعة وكل بدعةٍ ضلالة, وكل ضلالةٍ في النار.

وبعد:

فإن الجهل بمنهج السلف سواء فى العقيدة أو غيرها يؤدى إلى الزيغ والضلال, ولا شك إن منهج السلف الصالح فى الرد على أهل البدع وشروط الرد وحال المردود عليه والحالات التي ينبغي فيها الرد ولا يعتبر غيبة كل هذا أصبح غائباً عن البعض, فعمد الكثيرين ممن يجهلون بذلك المنهج إلى اختراع منهج جديد يحصر الدين كله فى الرد على أهل البدع فكان من الضروري بحث المسألة للتفريق بين الحق والباطل.

وإخفاء الأمر يعُتبر إخفاء للحق وسيكون بأذن الله الواحد الأحد عن عدة محاور لسياق الموضوع وتسهيله على النفوس وهذه المحاور هي.

(1) الحالات التي يجب الرد فيها ولا يعتبر الرد غيبة.

(2) حال المردود عليه وبيان موضع الرد.

(3) بيان التحذير من كتب أهل البدع.

(4) بيان وقت الانتهاء من الرد على المبتدع.

(5) عدم حصر الدين فى الرد على البدعة.

(6) منهج السلف فى الرد على أهل البدع.

وأخيراً فما كان من خطأ أو سهوا فمن نفسي ومن الشيطان والله ورسوله منه بريئان ونسأل الله الثواب المغفرة, وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم,

والحمد لله رب العالمين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

(1) الحالات التي يجب الرد فيها ولا يعتبر الرد غيبة.

هناك الكثير من الحالات التي لا يعتبر الكلام فيها غيبة حتى وان كان بغير علم المتكلم فيه:

أ-التظلم: حيث ان التظلم للحاكم من ظُلم وقع لك فإن الكلام عليه فى تلك الحالة لا يعتبر غيبة وانما يعتبر حماية للحقوق او ما شابه, والدليل على ذلك ما رواه أبو داود فى السنن بأسناداً جيد عن أبي هريرة قال:

(جاء رجل إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم يشكو جاره فقال: "اذهب فاصبر" فأتاه مرتين أو ثلاثاً فقال: " اذهب فاطرح متاعك في الطريق" فطرح متاعه في الطريق، فجعل الناس يسألونه فيخبرهم خبره، فجعل الناس يلعنونه: فعل اللّه به، وفعل، وفعل، فجاءه إليه جاره فقال له: ارجع لا ترى منِّي شيئاً تكرهه).

فيجوز للمظلوم أن يتظلم إلى السلطان وغيرهما ممن له ولاية أو قدرة على إنصافه من ظالمه، فيقول: ظلمني فلان, ورغم ذلك لا يدخل فى باب الغيبة رغم انه ذكر أخاه بما يكره الا انه ذكر ذلك للضرورة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

ب-التعريف:

هو عبارة عن تعريف الشخص بلقب معين لاشتراك الكثيرين فى اسمه الحقيقي, فمثلاً يكون اسمه محمد فيطلقون عليه لقب ليكون مميز بينهم, وهذا يحدث كثيراً فى رواة الحديث فيطلقون عليهم ألقاب للتميز والتعريف مثل لقب الأعمش والأعرج والأصم والأعمى والأحول وغيرهم, ولكن إذا خرج الكلام مخرج التنقيص وليس التعريف فهو غيبة.

وهذا التعريف له مصلحة كبرى للتميز بين الرواة, فلا يلتبس الأمر فيجعل العلماء الضعيف ثقة والثقة ضعيف مما يؤثر في الحكم على الحديث.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

ج- التحذير:

وهو التحذير الضروري من المبتدعة أو الفسقة وغيرهم حتى لا يلتبس الأمر على العامة, ولابد ان يكون المُتكلم ينوى النصيحة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم, وإلا يكون فى قلبه الحقد والحسد تجاه الشخص الذى يتكلم فيه, وان يكون متأكد ببدعة المُتكلم فيه, فلا يتكلم وهو يجهل حاله من الاصل.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير