تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[(الخوارج والتكفير بالكبيرة)]

ـ[أبو ريحانة]ــــــــ[30 - 06 - 07, 09:53 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

(الخوارج والتكفير بالكبيرة).

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه الأخيار الطيبين.

وبعد:

يظن الكثير أن التكفير بالكبيرة هو الوصف العام المميز للخوراج على اختلاف فرقهم وتشعب أقوالهم.

وقولنا الوصف العام يعني الذي يجتمع عليه طوائف الخوارج، وقولنا المميز يعني الذي يخص فرقة الخوارج فتتميز به عن غيرها من الفرق.

وقضية هذا البحث الكبيرة مجردة عن غيرها من المعاني، وإلا فالربط بين الكبيرة والتكفير بوجه من وجوه الدلالات المشبوهة أو الخاطئة موجود متناثر بين القدامي والمعاصرين، كما سنضرب لذلك بعض الأمثلة.

بهذا المعنى نستطيع أن نقول إن التكفير بالكبيرة ليس هو الوصف العام المميز لفرقة الخوارج، وهذا من وجوه:

الوجه الأول: أنه لم يأت في كلام النبي صلى الله عليه وسلم كوصف يتعلق به أحكامه في الخوارج. مع شدة الحاجة لبيان أوصافهم، لما رتبه صلى الله عليه وسلم في حقهم من العقوبة الشديدة كقوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: ((لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد)) (1) يعني قتلاً مستأصلاً، وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث علي رضي الله عنه: ((أينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة)) (2)، وفي رواية لحديث علي رضي الله عنه: ((طوبى لمن قتلهم طوبى لمن قتلوه)) (3).

فهذه أخبار بمعنى الأمر بقتلهم قتلاً مستأصلاً، فإذا انضم إلى ذلك شدة اجتهادهم في العبادة، كما أخبر صلى الله عليه وسلم في حديث أبي سعيد رضي الله عنه ((يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم)) مع قوله صلى الله عليه وسلم ((يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية))، وقد حمله بعض أهل العلم على الكفر، كان ذلك أدعى للنص على كل ما يتعلق بهم من أوصاف مخافة أن يلتبس أمرهم على المسلمين.

ولم يأت في وصفه صلى الله عليه وسلم لهم بأنهم يكفرون بالكبيرة، إنما الذي جاء في وصفهم: خروجهم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم ومفارقة جماعتهم ووضع السيف فيهم.

كما في طرف حديث أبي سعيد، قال النبي صلى الله عليه وسلم ((يقتلون أهل الإيمان، ويَدَعون أهل الأوثان)).

وقد ترجم له النسائي بقوله: " باب من شهر سيفه ثم وضعه في الناس " (4)

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية، ومن قاتل تحت راية عميّة يغضب لعصبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة فقتل فقتلة جاهلية، ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه)) (5)

وقد ترجم أبو عوانة لهذا الحديث بقوله: " بيان الخبر الموجب للإخراج من أمة محمد صلى الله عليه وسلم من قاتل للعصبية، ومن يخرج عليها يضرب برها وفاجرها، ومن يخرج من الطاعة " أهـ.

فهذا الخبر أصل في معرفة أقسام العداة على أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ومنهم الخوارج قطعاً، فقول النبي صلى الله عليه وسلم ((يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشى من مؤمنها)) فيه شهر السيف ووضعه في الناس التي هي سمة الخوارج كما في حديث ذي الخويصرة، وهذا مبين لصفة الخروج على الأمة في قوله ((خرج على أمتي)) أما قوله صلى الله عليه وسلم ((ولا يفي لذي عهد بعهده)) ففيه بيان صفة صنف من الخوارج غير الصنف الأول الذي كان يفي لأهل العهد والذمة كما في قوله صلى الله عليه وسلم ((ويدعون أهل الأوثان)).

وأول من أحدث هذا الحدث من الخوارج هم " النجدات " أصحاب نجدة بن عامر الحروري قال الشهرستاني:" واستحل نجدة بن عامر دماء أهل العهد والذمة وأموالهم في دار التقية وحكم بالبراءة ممن حرمها " (6) أهـ فكان هذا مما أحدثه نجدة بن عامر في قول الخوارج بعد إذ كانوا على تحريمها.

لذلك قال ابن تيمية ـ رحمه الله ـ وقال ـ يعني النبي صلى الله عليه وسلم ـ في بعضهم ((يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان)) (7).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير