[النحلة الشيطانية.]
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[28 - 06 - 07, 02:21 ص]ـ
النحلة الشيطانية
الحمدلله رب العالمين، و العاقبة للمتقين، و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين، و لا عدوان إلاَّ على الظالمين الملحدين، أتباع الشياطين.
و بعد فهذا بحث مختصر عن أصل نحلة "عبادة الشيطان"، حيث كثُر في الآونة الاخيرة ذكرهم في كثير من المنتديات، و أصبحت وسائل الإعلام تتناقل أخبارهم دون أدنى غضاضة أو أقل انتقاد، و هذا بحث مختصر عن تاريخ أشنع ملة،و أصل أقذع نحلة، أما فساد نحلتهم فهو واضح للعيان، و لا يحتاج إلى أدنى دليل أو برهان.
...............................................
عبادة الشياطين ـ في حقيقة الأمرـ قديمة قدم الشرك، و قدم الديانات الوثنية نفسها ـ، إذكانت موجودة منذ تحوَّل الناس عن الحنفية التي نزل بها آدم عليه السلام إلى الشرك و اتخاذ الأنداد من دون الله.
و عبادة الشياطين لها جذور في معظم الحضارات القديمة و التي كانت في الغالب حضارات وثنية، حيث تتطلب الممارسات الوثنية و من الكهنة طقوساً سحرية خاصةً تقدم لعالم "الأرواح الشريرة" للاستعانة بهم في تحقيق مرادات الكهنة و مرتاديهم، و بالتالي نستطيع أن نستنتج بداية تاريخ هذه العبادة من خلال تاريخ السحر نفسه.
أمَّا بالنسبة إلى عبادة إبليس نفسه لكونه رمزا لغلبة الشر المحض، فقد أشار القرآن الكريم إلى عبادة الشيطان في عدة مواضع، قال تعالى: {ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين}.
وعندما يخاطب إبراهيم عليه السلام والده ـ ناصحاً له ـ فإنه يقول له: {يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا}.
هذه الآيات وغيرها دليل على وجود عبادة الشيطان منذ القدم، ولكنها قد تختلف بعض الشيء عن وقتنا الحاضر من ناحية الأفكار التي تحملها وطرق تأديتها.
ـ و من أقدم ما ذكر في تاريخ هذه النحلة الشيطانية:
1ـ ما كان في بابل و أشور، حيث تذكر الأساطير البابلية و الآشورية أن هناك آلهة للنور وآلهة للشر، و أنهما كانا في صراع دائم.
2ـ و يبدو أن البداية المعتمدة أو الجذور المعروفة لهذه الديانة ترجع إلى أرض فارس، حيث بدأت عبادة شياطين الليل المفزعة، ثم تطورت لتعبر عن مطلق الشر، ثم تطورت ـ مرةً أخرى ـ لتعبر عن الشر بالظلمة، والخير بالنور، من خلال العقائد الثنوية التي كانت تؤمن بإلهين؛الأول إله النور الفاعل لكل ما هو خير؛ والثاني إله الظلمة الفاعل لكل ما هو شر و هو الشيطان؛ و يقتسم ـ في زعمهم ـ الإلهان السيطرة علي الكون.
وتفرض المثنوية لإله الشر في بعض الأزمنة سلطانا أكبر من سلطان إله الخير على الأرض، فترى أن النور و الخير منفردان بالسماوات، و أن الظلمة و الشر غالبان على الأرضين.
و تقوم سلسلة الديانات ا لفارسية "الثنوية" على معتقد أن العالم مركب من أصلين "اثنين" قديمين أحدهما النور والآخر الظلمة، و من الديانات الثنوية الزرادشتية و المزدكية، وكذلك المجوسيبة التي تعبد النار بصفتها معدن الشيطان و أصله.
، و تبعهم في ذلك طوائف عدة تعبد الشيطان منها الشامانية والمانوية، و اللتان تؤمنان بقوة إله الشر و الظلمة "الشيطان" وتعبدانِه، ومازال لهما بعض الأتباع في أواسط آسيا يقدمون له الضحايا والقرابين
3ـ وكان لدى الفراعنة كما تشير الكتب إلهين، الأول إله الخير وهو ما يعرف بأوزريس والآخر إله الشر ويعرف بإيزيس أو بـ ست - أحياناً يسمى ساتان- وكان المصريون يقدمون له القرابين اتقاءً لشره، وكلاهما كان مقدسا لديهم. .
4ـ وكذلك الهنود كان لديهم أكثر من إله من ضمنها إله الشر المعروف بـ شو، وكان للشيطان دور كبير في حياتهم الدينية، حيث عبروا عنه باسم الراكشا.
5ـ وفي التراث الإفريقي، ما زال يعتبر سحر الفودو، وهو السحر الرسمي الوحيد في العالم كنوع من تقديس الشيطان، والحصول منه على قدرات خارقة للسيطرة على بعض الناس.
¥