تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[إخوانى ...... الأمر خطير جدا ... إنه الشرك]

ـ[السني]ــــــــ[21 - 07 - 07, 07:27 ص]ـ

وكيف لا يكون كذلك، وقد قال تعالى: {إن الله لا يغفر أن يُشرك به}.

إخوتي تعالوا نقرأ كلام أئمة التوحيد عن هذا الأمر الخطير، ألا وهو الشرك في النيات، ولْتَعِ قلوبنا عظم هذا الأمر، ولتدق ناقوس الخطر.

قال الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب عليه رحمات الملك التواب:

باب

من الشرك إرداة الإنسان بعمله الدنيا

قال العلامة عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ شارحاً لكتاب جده:

قوله: (باب: من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا):

فإن قيل: فما الفرق بين هذه الترجمة وبين ترجمة الباب قبله؟

قلت: بينهما عموم وخصوص مطلق، يجتمعان في مادة، وهو ما إذا أراد الإنسان بعمله التزين عند الناس والتصنع لهم والثناء، فهذا رياء كما تقدم بيانه، كحال المنافقين. وهو أيضاً إرادة الدنيا بالتصنع عند الناس، وطلب المدحة منهم والإكرام. ويفارق الرياء بكونه عمل عملاً صالحاً، أراد به عرضاً من الدنيا، كمن يجاهد ليأخذ مالاً، كما في الحديث " تعس عبد الدينار " أو يجاهد للمغنم أو غير ذلك من الأمور التي ذكرها شيخنا عن ابن عباس رضي الله عنه وغيره من المفسرين في معنى قوله تعالى: " من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها ".

وأراد المصنف رحمه الله بهذه الترجمة وما بعدها أن العمل لأجل الدنيا شرك ينافي كمال التوحيد الواجب، ويحبط الأعمال، وهو أعظم من الرياء، لأن مريد الدنيا قد تغلب إرادته تلك على كثير من عمله، وأما الرياء فقد يعرض له في عمل دون عمل، ولا يسترسل معه، والمؤمن يكون حذراً من هذا وهذا.

قال: (وقوله تعالى: " من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون * أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون"):

قال ابن عباس رضي الله عنه: " من كان يريد الحياة الدنيا " أي ثوابها. وزينتها، أي مالها. نوف، أي نوفر لهم ثواب أعمالهم بالصحة والسرور في المال والأهل والولد: " وهم فيها لا يبخسون " لا ينقصون، ثم نسختها:، " من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد " الآيتين. رواه النحاس في ناسخه.

قوله: ثم نسختها أي قيدتها. فلم تبق الآية على إطلاقها.

وقال قتادة: من كانت الدنيا همه وطلبته ونيته جازاه الله بحسناته في الدنيا ثم يفضي إلى الآخرة وليس له حسنة يعطي بها جزاء، وأما المؤمن فيجازى بحسناته في الدنيا ويثاب عليها في الآخرة ذكره ابن جرير بسنده، ......

وقد سئل شيخنا المصنف رحمه الله عن هذه الآية فأجاب بما حاصله: ذكر عن السلف فيها أنواع مما يفعله الناس اليوم ولا يعرفون معناه.

فمن ذلك: العمل الصالح الذي يفعله كثير من الناس ابتغاء وجه الله: من صدقة وصلاة، وصلة وإحسان إلى الناس، وترك ظلم، ونحو ذلك مما يفعله الإنسان أو يتركه خالصاً لله، لكنه لا يريد ثوابه في الآخرة، إنما يريد أن يجازيه الله بحفظ ماله وتنميته، أو حفظ أهله وعياله، أو إدامة النعمة عليهم، ولا همة له في طلب الجنة والهرب من النار، فهذا يعطي ثواب عمليه في الدنيا وليس له في الآخرة من نصيب. وهذا النوع ذكره ابن عباس.


إخوتي: قال ابن القيم في الجواب الكافي: "وأما الشرك فى الارادات والنيات فذلك البحر الذى لا ساحل له وقل من ينجو منه فمن أراد بعمله غير وجه الله ونوى شيئا غير التقرب إليه وطلب الجزاء منه فقد أشرك فى نيته وإرادته والإخلاص أن يخلص لله فى أفعاله وأقواله وإرادته ونيته"

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير