[اطلاق لفظ (السيد) على النبي صلى الله عليه وسلم]
ـ[ابن هادي]ــــــــ[24 - 08 - 07, 09:05 م]ـ
قال الشيخ / صالح آل الشيخ – حفظه الله تعالى –.
في شرح الواسطية.
((فأسأل الله – جل وعلا – لي ولكم العلم النافع، والعمل الصالح، والثبات على الحق حتى لُقياه.
ثم إن في وصف النبي – عليه الصلاة والسلام – بـ (السيادة) فيما قرأ الأخ، بارك الله في الجميع، حيث يقول كثيرون: (وصلى الله وسلم على سيدنا محمد) وهو – عليه الصلاة والسلام – سيد ولد آدم، ووصفه بالسياده؛ وصف يستحقه – عليه الصلاة والسلام – ولا شك، ولكن لا يدخله جهة التعبد من القائل.
بخلاف وصفه – عليه الصلاة والسلام – بمقام النبوة، أو بمقام الرسالة، فإنه وصف أعظم وأعلى من وصفه بالسيادة، ثم يؤجر العبد عليه، لأنه إقرار منه بنبوة ورسالة النبي – عليه الصلاة والسلام –.
فقول القائل في ابتدائه للكلام مثلا: (الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد أو على نبينا ورسولنا محمد) هذا أفضل، لأنه فيه الوصف الشرعي له – عليه الصلاة والسلام – ويؤجر العبد على ذلك، لأن فيه الإقرار بنيوته – عليه الصلاة والسلام – وبرسالته.
ولهذا كان العلماء جميعا؛ أعني علماء السلف، يفضلون بل الشائع عندهم هو وصفه – عليه الصلاة والسلام – بالنبوة والرسالة، وقلَّما تجد، بل لا تكاد تجد الثاني، وهو أن يقولوا: (والصلاة والسلام على سيدنا محمد).
واستحب طائفة من العلماء، من فقهاء المذاهب، أن يضاف على اسم النبي – عليه الصلاة والسلام – حيثما ورد لفظ السيادة، حتى في الأدعية النبوية، وحتى في أدعية الصلاة، من مثل التشهد، والصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم – فيقولون: تقولوا – يقول القائل - (اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد) إلى آخره.
وسئل الحافظ، سئل جمع من العلماء عن ذلك، ومنهم الحافظ ابن حجر – رحمه الله – في فتوى أو في استفتاء وجه إليه، فأجاب بأن هذا خلاف الأدب مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لأن النبي – عليه الصلاة والسلام – علم الصحابة تلك الأدعية، وتلكم الأذكار، ولم يشرع لهم الزيادة عليها.
بل إن النبي – عليه الصلاة والسلام – لما عَلَّمَ دعاء النوم، وقال من علمه: (آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبرسولك الذي أرسلت).
قال له – عليه الصلاة والسلام –: ((لا ولكن قل وبنبيك الذي أرسلت)) كما علمه – عليه الصلاة والسلام – أولا.
فدل على أن ما علمه النبي – عليه الصلاة والسلام – يراعى فيه لفظه، وهذا هو كمال الأدب معه – عليه الصلاة والسلام – لأنه اتباع له من كل الجهات، وطرح للرأي مع رأيه، والنبي – عليه الصلاة والسلام – لا شك هو سيد ولد آدم، ولكن لم يكن من شعار العلماء هذه العبارة.
وإطلاق لفظ السيد (السيد) بدون الإضافة عليه لا تجوز، لأن السيد هو الله – جل وعلا – يعني هكذا (السيد) إذا قيل هكذا ويُعنى به النبي – عليه الصلاة والسلام – فإن هذا منهي عنه، قد قال – عليه الصلاة والسلام –: ((السيد الله)).
ولما قيل له: (أنت سيدنا، وابن سيدنا، وخيرنا، وابن خيرنا)!
قال: ((قولوا بقولكم، أو ببعض قولكم، ولا يستجرنكم الشيطان)).
أو قال: ((ولا يستهوينكم الشيطان)) ونحو ذلك.
فدل:
• على أن الكمال في الأجر؛ أن يقول القائل: (نبينا ورسولنا محمد) لأنه يؤجر على هذه العبارة، لأن فيها وصف إيماني بما يعتقده المرء من الأمور التي رُتِّب عليها الإسلام، رُتبت عليها الأجور العظام.
• ثانيا: أن إطلاق لفظ (السيد) بالتعريف هذا فيه نوع تنديد، ولا يقال هكذا (السيد).
وبالإضافة لا بأس به أن يقال (فلان سيد قومه) النبي عليه الصلاة والسلام سيد ولد آدم كما قال " أنا سيد ولد آدم ولا فخر " ونحو ذلك، والعلماء فرقوا في هذه اللفظة لفظة (سيد) جمعا بين الأحاديث، بين مواجهة المُخاطَب بها أو عدم مواجهته، فإذا واجهه بقوله (أنت سيدنا) مثلا فإن هذا منهي عنه كما قال النبي عليه الصلاة والسلام " قولوا بقولكم أو ببعض قولكم ولا يستهوينكم الشيطان " وأما إذا وصف المرء بما فيه بدون مواجهة فإن هذا لا بأس به كما قال النبي عليه الصلاة والسلام " إن ابني هذا سيد " وكان صغيرا، وقال " هذا سيد قومه " " وفلان سيد قومه " وقال " أنا سيد ولد آدم " ونحو ذلك، فالإضافة جائزة ولا يواجه بها من قيلت فيه فإن هذا فيه فإن هذا هو الذي دل عليه حديث " قولوا بقولكم أو ببعض قولكم ".
ـ[أبو عمر المقدسي]ــــــــ[25 - 08 - 07, 12:43 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[ابو يوسف الشافعي المصري]ــــــــ[28 - 08 - 07, 11:12 ص]ـ
الاخ الكريم محرر المشاركة
لما كان الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قد وصف نفسه بأنه "سيد ولد آدم ولا فخر" فقد جاز لنا أن نصفه بما وصف نفسه به، أما عن تغيير ألفاظ الدعاء ففيه عدة مسائل هي كالتالي:
المسئلة الأولى: إنه من المستحب الدعاء بنص الدعاء الذي علم الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أصحابه الدعاء به لأنه - - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - "قد أوتي جوامع الكلم" كما جاء في السنن، ومها بلغت بلاغة البلغاء فلا أحسبهم قادرين عن الدعاء لله عز وجل بذات العبارات الجامعة المانعة للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
المسئلة الثانية: ومع ذلك لابد من أن ننظر إلى الدعاء المأثور عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على أنه من باب السنة وقد أجاز جمهور أهل العلم رواية السنة بالمعنى دون اللفظ.
ونستنتج من ذلك ما يلي "أنه يستحب الدعاء بذات الصيغة التي علمها لنا الحبيب - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فإذا نسينا أو أخطأنا بزيادة أو نقص أو إبدال كلمة بمرادفها فلا أثم علينا"
¥