تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

النوع الخامس: التصريح بلفظ " الأين " في حديث الجارية وهو – صلى الله عليه وسلم - أعلم الخلق بربه، وأكملهم إيمانا، وأعرفهم بما يجوز وما يمتنع في حقه تعالى، وأنصحه الخلق لأمته، وأفصحهم بيانا عن المعنى الصحيح، وقد قال بلفظ لا يوهم باطلا بوجه: " أين الله "، في حديث الجارية الطويل وهو في صحيح مسلم فقد قال- صلى الله عليه وسلم- للجارية: «أينَ الله؟ قالت: في السماء، قال: مَنْ أنا؟ قالت: أنتَ رسول الله، قال: أعتِقها فإِنَّها مؤمِنةٌ» ().

النوع السادس: شهادته صلى الله عليه وسلم لمن قال إن ربه في السماء – بالإيمان كما في الحديث المتقدم

النوع السابع: إخباره صلى الله عليه وسلم: أنه تردد بين موسى عليه السلام وبين ربه ليلة المعراج بسبب تخفيف الصلاة، فيصعد إلى ربه ثم يعود إلى موسى عدة مرار.

النوع الثامن التصريح بعروج الملائكة إليه سبحانه وصعود الكلم الطيب إليه كما في قوله عليه السلام: في حديث تعاقب الملائكة: «ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بهم» (). الحديث، وقوله صلى الله عليه وسلم: «من تصدق بعدل ثمرة من كسب طيب ولا يصعد إلى الله إلا الطيب» الحديث ()

وللصحابة والتابعين ومن سار على نهجهم آثار كثيرة جدا عن عُلُوِ الله وفوقِيَّتِه، جمعها الذهبي في ((العُلُو)) وابن القيم في اجتماع الجيوش وابن قدامة في إثبات صفة العلو وفيما ذكرناه من الأدلة كفاية.

إجماع السلف الصالح وأئمة الهدى على علو الباريء سبحانه فوق عرشه وتضليلهم لقول الجهمية والمعتزلة بأن الله في كل مكان:

وقد أجمع السلف الصالح رضي الله عنهم على الإيمان بما دلت عليه هذه الآيات والأحاديث المتقدمة وأطبقوا كلهم على التصديق بأن الله تعالى في السماء عال على عرشه المجيد وفوق جميع المخلوقات وقطعوا الطمع عن إدراك كنه ذلك أو كيفيته، ومما تلقاه المسلمون بالقبول قول مالك وأئمة الهدى الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، ومن الله الرسالة، وعلى الرسول البلاغ، وعلينا التصديق والتسليم، وهكذا قولهم في جميع آيات الأسماء والصفات وأحاديثها: {آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا}، {آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}.

وقد ضلل السلف –رضي الله عنه- الجهمية والمعتزلة الذين أنكروا علو الله على خلقه حتى

ـ[أبو خالد الأثري]ــــــــ[04 - 02 - 08, 07:42 م]ـ

علو الله سبحانه على خلقه دل عليه كتاب الله تعالى وسنة رسوله محمد – صلى الله عليه وسلم وأجمع عليه أهل السنة والجماعة رحمة الله عليهم من أن الله سبحانه وتعالى استوى على عرشه فعلى على جميع خلقه علوا يليق بذاته، ويناسب جلاله – سبحانه - ولم يخالف في ذلك إلا الجهمية والمعتزلة من طمس الله بصيرتهم وأعمى قلوبهم فأعرضوا عن كتاب الله وسنة نبيه وحكموا عقولهم الفاسدة وأهوائهم الكاسدة.

وعلو الله سبحانه ثابت في الكتاب والسنة والعقل والفطرة:

فأما الكتاب:

فهو مملوء بالنصوص المحكمة الدالة على علوه سبحانه وتعالى بذاته وقدره وصفاته فوق جميع مخلوقاته، وقد جاءت هذه النصوص بأساليب مختلفة، وصيغ متعددة، نحو أحد عشر نوعا من الأدلة:ـ

النوع الأول: التصريح بالاستواء مقرونا بأداة " على " وقد جاء مختصا بالعرش، الذي هو سقف المخلوقات في سبعة مواضع في القرآن الكريم:

الموضع الأول قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} ()

الموضع الثاني قوله تعالى {إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ} ()

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير