تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ونخلص مما تقدم بأن الله تبارك وتعالى خلق الخلق ليعبدوه وبالإلهية يفردوه، وهذا حقه على الخلق، فمنهم من حقق الغاية التى ما خلق الله الخلق الا لأجلها وقام بمقتضى حق ربه عليه، وهم المؤمنون، ومنهم من كفر وخالف وعارض قصد الله ومراده من خلق الخليقة وهم الكافرون ..... ومن هنا يتقرر أن عبادة الخلق لربهم وخالقهم – الله الحكيم العزيز – هى حقه الخالص الذى يلزم الخلق جميعا أداءه والقيام بموجباته وانه أمر لازم حتم لااختيار فيه، وانه قضية الوجود وأوجب الواجبات على كل إنسى وجنى شاء أم أبى، وأنه ليس تفضل من الخلق على خالقهم بحيث يظن من عبد الله انه أحسن الى الله – تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا – ومن لم يعبد الله فله الحرية وهو حر يفعل ما يشاء، هذا من الضلال البعيد ... !!!

وبناءً عليه فإن الله سبحانه وتعالى شدد على عبادته وحده دون ما سواه وأمر بذلك كل الخلق من خلال كل الأمم والشعوب والاجناس والاعراق، وعن طريق الرسل.

قال تعالى:" وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (36) [النحل/36]

وقال تعالى: " ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آَخَرِينَ (31) فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (32) [المؤمنون/31، 32]

وهذا بيان مجمل وقد حاء مفصل فى أيات أخر فقال عز من قائل: " لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (59) [الأعراف/59]

وقال تعالى:" وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (65) [الأعراف/65، 66]

وقال تعالى:" وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) [الأعراف/73]

وقال تعالى:" وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (85) [الأعراف/85]

وغير هذا كثير فى القرآن ليُعلم الخلقَ جميعا حق ربهم عليهم وأنهم مطالبون به، وتحذيرهم بشدة من مغبة المخالفة فى إقامة هذا الحق وتحقيق مقتضياته، والتهديد والوعيد ممن يملك الوعيد ويقدر عليه وحده، من تضييع تلك الوظيفة الشرعية التى ما خلقهم الا لها، والوقوع فى الشرك والكفر والردة .. !!!

قال تعالى:

"إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ " [البقرة/161]

وقال تعالى:

"إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا " [النساء/56]

وقال تعالى:

"إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ " [آل عمران/91]

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير