[هل هذه الصورة "في باب الإيمان" ممكنة الوقوع؟ (أقولا لعلماء السلف)]
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[22 - 11 - 07, 04:51 م]ـ
هل يمكن أن يُتصور أن رجلا من المسلمين تاركا لأعمال الجوارج الواجبة المفروضة كأركان الإسلام مثلا، ثم هو يتقرب إلي الله بالنوافل والمستحبات كأن يأتي زوجته طاعة، ويميط الأذى عن الطريق تعبدا، فهل ممكن أن تقع هذه الصورة مع ذكر من نص على وقوعها من أئمة أهلالسنة المعتبرين، وإذا كانت ممكنة الوقوع ونص عليها علماء معتبرون، ماحكم صاحبها هل يقال عنه أنه أتى بجنس العمل لذلك هو من أهل الإيمان؟
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[25 - 11 - 07, 01:56 ص]ـ
لا تعليق الله المستعان
ـ[همام بن همام]ــــــــ[25 - 11 - 07, 02:17 ص]ـ
أخي الكريم وفقك الله.
حتى إن تصور وقوعها فلاتنفعه تلك الأعمال وحدها، قال شيخ الإسلام رحمه الله في كتابه الإيمان الأوسط:
وقد تبين أن الدين لابد فيه من قول وعمل، وأنه يمتنع أن يكون الرجل مؤمنًا بالله ورسوله بقلبه أو بقلبه ولسانه، ولم يؤد واجبًا ظاهرًا، ولا صلاة ولا زكاة ولا صيامًا، ولا غير ذلك من الواجبات، لا لأجل أن الله أوجبها، مثل أن يؤدي الأمانة أو يصدق الحديث، أو يعدل في قسمه وحكمه، من غير إيمان بالله ورسوله، لم يخرج بذلك من الكفر، فإن المشركين، وأهل الكتاب يرون وجوب هذه الأمور، فلا يكون الرجل مؤمنًا بالله ورسوله مع عدم شيء من الواجبات التي يختص بإيجابها محمد.
والله أعلم.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[26 - 11 - 07, 01:24 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله.
-هل يمكن أن يُتصور أن رجلا من المسلمين تاركا لأعمال الجوارج الواجبة المفروضة كأركان الإسلام مثلا، ثم هو يتقرب إلي الله بالنوافل والمستحبات كأن يأتي زوجته طاعة، ويميط الأذى عن الطريق تعبدا ... ؟
نعم هذا ممكن ..
-هل يمكن أن يتصور أعمى في الصين يبصر بقة في أرض الأندلس تدب في الليلة الظلماء .. ؟
نعم هذا ممكن أيضا عند الأشعرية ..
-هل يمكن أن يصل الانسان إلى القمر بقفزة واحدة ..
ممكن ...
لك أن تستمر في الخيالات وهي كلها ممكنة ما لم يحكم العقل بالاستحالة .. والعقل لا يحيل شيئا من الفرضيات السابقة .. فهي في حكمه ممكنة كإمكان سقوط المطر من سماء غائمة لا فرق ...
هذا اللعب العقلي هو الذي أضل المتكلمين والمنطقيين .. فحسبوا أن الإمكان العقلي سبيل إلى الإمكان الخارجي فجاؤوا بالطامات ..
اقرأ هذا النص للعارف بأمراض وعلل المتكلمين أبي العباس تقي الدين شيخ الإسلام الوارد في الكتاب العظيم درء التعارض الذي لم يقرأه المسلمون بعد-أو هكذا يبدو لي-:
"ومثال ذلك أنه سبحانه لما أخبر بالمعاد ـ والعلم به تابع للعلم بإمكانه فإن الممتنع لا يجوز أن يكون ـ بين سبحانه إمكانه أتم بيان ولم يسلك في ذلك ما يسلكه طوائف من أهل الكلام حيث يثبتون الإمكان الخارجي بمجرد الإمكان الذهني فيقولون: هذا ممكن لأنه لو قدر وجوده لم يلزم من تقدير وجوده محال فإن الشأن في هذه المقدمة فمن أين يعلم أنه لا يلزم من تقدير وجوده محال؟ فإن هذه قضية كلية سالبة فلا بد من العلم بعموم هذا النفي وما يحتج به بعضهم على أن هذا ممكن بأنا لا نعلم امتناعه كما نعلم امتناع الأمور الظاهر امتناعها مثل كون الجسم متحركا ساكنا فهذا كاحتجاج بعضهم على أنها ليست بديهية بأن غيرها من البديهيات أجلى منها وهذه حجة ضعيفة لأن البديهي هو ما إذا تصور طرفاه جزم العقل به والمتصوران قد يكونان خفيين فالقضايا تتفاوت في الجلاء والخفاء لتفاوت تصورها كما تتفاوت لتفاوت الأذهان وذلك لا يقدح في كونها ضرورية ولا يوجب أن ما لم يظهر امتناعه يكون ممكنا بل قول هؤلاء أضعف لأن الشيء قد يكون ممتنعا لأمور خفية لازمة له فما لم يعلم انتفاء تلك اللوازم أو عدم لزومها لا يمكن الجزم بإمكانه والمحال هنا أعلم من المحال لذاته أو لغيره والإمكان الذهني حقيقته عدم العلم بالامتناع وعدم العلم بالامتناع لا يستلزم العلم بالإمكان الخارجي بل يبقى الشيء في الذهن غير معلوم الامتناع ولا معلوم الإمكان الخارجي وهذا هو الإمكان الذهني فإن الله سبحانه وتعالي لم يكتف في بيان إمكان المعاد بهذا إذ يمكن أن يكون الشيء ممتنعا ولو لغيره ن وإن لم يعلم الذهن امتناعه بخلاف الإمكان الخارجي فإنه إذا علم بطل أن يكون ممتنعا والإنسان يعلم الإمكان الخارجي: تارة بعلمه بوجود الشيء وتارة بعلمه بوجود نظيره وتارة تعلمه بوجود ما الشيء أولي بالوجود منه فإن وجود الشيء دليل على أن ما هو دونه أولي بالإمكان منه ثم إنه إذا تبين كون الشيء ممكنا فلا بد من بيان قدرة الرب عليه وإلا فمجرد العلم بإمكانه لا يكفي في إمكان وقوعه إن لم يعلم قدرة الرب على ذلك .. "
ابن تيمية- رحمه الله- يفرق بين الامكان الذهني أو الداخلي، وبين الإمكان الواقعي أو الخارجي .. والمعول على الثاني وليس الأول ...
تطبيق:
صورة الإيمان التي ذكرها الأخ السائل ممكنة عقلا ... لكنها غير ممكنة واقعا .. لأن العقل حر في أي تصور ما لم يسقط في المحال .. لكن الواقع له ضغوطاته وسننه وموازينه فلا يمكن فيه ما يمكن عقلا ...
-فمن لا يصلي مع علمه بما على ترك الصلاة من وعيد أولى ألا يميط الأذى عن الطريق لوجه الله الذي لم يصل له مع المصلين!!!
-كيف يوجد مؤمن عاقل-والمؤمن هو عاقل دوما- يتقرب إلى الله بإماطة الأذى ولا يتقرب إليه بالصلاة ...
ما تقول في شخص جريح جدا يريد الوصول إلى المستشفى في البلدة الاخرى فلا يركب في السيارة السريعة المعروضة عليه مجانا ويفضل اكتراء حمار أعرج ليتخذه مطية ... حمق أم استخفاف أم استهتار!!!
ثم لا بد من افتراض سؤال هذا الشخص -ولا يكفي افتراض وجوده فقط-:لماذا لا يعبد الله بما فرض عليه من أركان ... ؟
هل ترك ذلك احتيالا ...
أم جهلا ..
أم لعبا بالدين ..
أم هوى ..
أم نكاية في القائلين بجنس العمل!!!!
وعلى جوابه سيكون الحكم ... والله أعلم.
¥