[قول اشكال في "اذا اجتمعا افترقا" .. في قول الله في قوم لوط (فأخرجنا من كان فيها من الم]
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[21 - 09 - 07, 02:39 م]ـ
بسم الله
قال الشيخ العثيمين رحمه الله في شرح الأربعين النووية - الحديث الثاني-:
(وهذه المسالة نقول فيها ما قال السلف:-
إن ذكر الإيمان وحده دخل فيه الإسلام، وإن ذكر الإسلام وحده دخل فيه الإيمان، فقوله تعالى: (وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً) (المائدة: الآية3) يشمل الإيمان، وقوله تعالى: (فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ) (آل عمران: الآية20) يشمل الإيمان.
كذلك الإيمان إذا ذكر وحده دخل فيه الإسلام، قال الله تعالى: (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) (الصف: الآية13) بعد أن ذكر (تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ) (الصف: الآية11) قال: (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) [الصف:13.
- أما إذا ذكرا جميعاً فيفترقان،ويكون الإسلام بالأعمال الظاهرة من أقوال اللسان وعمل الجوارح، والإيمان بالأعمال الباطنة من اعتقادات القلوب وأعمالها. مثاله: هذا الحديث الذي معنا، ويدل على التفريق قول الله عزّ وجل: (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ) (الحجرات: الآية14).
فإن قال قائل: يرد على قولنا: إذا اجتمعا افترقا إشكال، وهو قول الله تعالى في قوم لوط: (فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ*فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) [الذّاريات:35 - 36] فعبر بالإسلام عن الإيمان؟
فالجواب: أن هذا الفهم خطأ، وأن قوله: (فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) يخص المؤمنين وقوله: (فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) يعم كل من كان في بيت لوط، وفي بيت لوط من ليس بمؤمن، وهي امرأته التي خانته وأظهرت أنها معه وليست كذلك، فالبيت بيت مسلمين، لأن المرأة لم تظهر العداوة والفرقة، لكن الناجي هم المؤمنون خاصة، ولهذا قال: (فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) وهم ما عدا هذه المرأة، أما البيت فهو بيت مسلم.
ويؤخذ من هذه الآية فائدة هي: أن البلد إذا كان المسيطر عليه هم المسلمون فهوبلد إسلامي وإن كان فيه نصارى أو يهود أومشركون أوشيوعيون، لأن الله تعالى جعل بيت لوط بيت إسلام مع أن امرأته كافرة، هذا هو التفصيل في مسألة الإيمان والإسلام.
والحاصل أنه إذا ذكر الإسلام وحده دخل فيه الإيمان، وإن ذكر الإيمان وحده دخل فيه الإسلام، وإن ذكرا جميعاً افترقا، فصار الأمر كما قال بعضهم: إن اجتمعا افترقا، إن افترقا اجتمعا ولهذا نظائر: كالمسكين والفقير، والبر والتقوى، فهذه الألفاظ إذا اجتمعت افترقت، وإذا افترقت اجتمعت.) ا. هز
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[21 - 09 - 07, 06:59 م]ـ
هذه القاعدة مفيدة جدا للجمع بين النصوص، ويظهر ذلك من خلال كلام الإمام النووي عليه رحمة الله تعالى في حديث جبريل من شرح مسلم، وهي تحل إشكالات كثيرة فعلا.
وأيضا كلمة (الإيمان المطلق) و (مطلق الإيمان) فالأولى للكمال والثانية لمجرد الإثبات للاسم.
وجزاكم الله خيرا
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[24 - 09 - 07, 06:39 م]ـ
و (مطلق الإيمان) لمجرد الإثبات للاسم.
بل لإثبات الأصل، وأن أصل الإيمان موجود.
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[24 - 09 - 07, 08:58 م]ـ
بل لإثبات الأصل، وأن أصل الإيمان موجود.
جزاك الله خيرا، وإنما قصدت إثبات اسم الإيمان وجواز اتصاف الشخص به حتى ولو كان ناقص الإيمان، فيقال: مؤمنٌ عاصٍ، مؤمنٌ فاسقٌ.
و لا يُسلب منه اسم الإيمان، ثم هو ينفعه في النجاة من الخلود في النار ثم دخول الجنة، أصابه قبل ذلك ما أصابه، إلا أن يعفو الله عنه فيدخله الجنة بلا عذاب.
ـ[عمر خيري]ــــــــ[26 - 09 - 07, 01:08 ص]ـ
رحم الله الشيخ العثيمين رحمة واسعة
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[09 - 04 - 08, 04:45 م]ـ
للفائدة