تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[جواب إشكال فيما يتعلق بعلم الله في قوله تعالى (ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم ...]

ـ[زوجة وأم]ــــــــ[23 - 09 - 07, 02:38 م]ـ

بسم الله

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرحه للأربعين النووية - الحديث الثاني-:

فإن قال قائل: لدينا إشكال: مثل قول الله تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ) (محمد:31)

وقال الله عزّ وجل: (لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْب) (المائدة: الآية94) وقال: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) (آل عمران:142)

وأمثال هذه الآيات مشكلة، لأن ظاهرها تجدد علم الله عزّ وجل بعد وقوع الفعل؟

والجواب عن هذا الإشكال من أحد وجهين:

الوجه الأول: إن علم الله عزّ وجل بعد وقوعه غير علمه به قبل وقوعه، لأن علمه به قبل وقوعه علم بأنه سيقع، وعلمه به بعد وقوعه علم بأنه واقع، نظير هذا من بعض الوجوه: الله عزّ وجل مريد لكل شيء حتى المستقبل الذي لانهاية له، مريد له لاشك، لكن الإرادة المقارنة تكون عند الفعل: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (يّس:82)

فهاهنا إرادتان: إرادة سابقة، وإرادة مقارنة للفعل، فإذا أراد الله تعالى أن يخلق شيئاً فإنه يريده عند خلقه، لكن كونه أراد أن يخلق في المستقبل فهذا غير الإرادة المقارنة، كذلك العلم.

الوجه الثاني: (حَتَّى نَعْلَمَ) [محمد:31] أي علماً يترتب عليه الثواب والعقاب، لأن علم الله الأزلي السابق لا يترتب عليه ثواب ولا عقاب، فالثواب والعقاب يكون بعد الامتحان والابتلاء، كما قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ) (محمد:31)

وحينئذ قد زال الإشكال ولله الحمد.

وقد قال غلاة القدرية: إن علم الله تعالى بأفعال العباد مستأنف حيث يقولون: الأمر أنف يعني مستأنف، فيقولون: إن الله لايعلم الشيء، إلا بعد وقوعه، فهؤلاء كفرة بلا شك لإنكارهم ما دلّ الكتاب والسنة عليه دلالة قطعية، وأجمع عليه المسلمون.

ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[24 - 09 - 07, 02:53 م]ـ

إرادتان!! ماذكر من آيات يؤيد ما قاله عن الارادة المقارنة للفعل. وأسأل عما يؤيد ماأسماه فضيلته الارادة السابقة ثم اذا كانت فما الفرق بينها والمشيئة؟

واذا قلنا بالارادتان هل نقول بالعلمان والمشيئتان ... ؟

ـ[زوجة وأم]ــــــــ[24 - 09 - 07, 07:24 م]ـ

المقصود بالإرادة السابقة هي إرادته حصول كل ما يحصل منذ بداية الخلق إلى قيام الساعة

عندما كتب القلم في اللوح المحفوظ كل ما سيكون إلى يوم القيامة فهذا بإرادة الله عز وجل.

ولا أظن بأن هناك فرق بين المشيئة والإرادة، يعني أنهما نفسي الشيء والله أعلم (أرجو تصحيحي إذا أخطئت)

ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[25 - 09 - 07, 12:30 ص]ـ

أخى،إنه لمبحث عميق الأغوار،أدعو الله أن يمر علينا أحد العلماء الكرام كى يجيب على تساؤلاتنا.ولكن أحدد بدقة وجه الشبهة. اذا قلنا بارادة سابقة فما هى المشيئة؟ وبالنسبة لقولك أنهما نفس الشيء أقول لك إنى ممن يقولون بعدم الترادف وعليه فإنى أرى لكل منهم مفهوم مختلف. وانظر إلى السياقات التى ورد فيها فعل الارادة " وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له "غالبا ما يكون أداة الشرط إذا التى تفيد التحقق وآية يس تؤكد هذا " إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون " بلا تراخ ولم يرد -فيما أعلم -قبلها -إن - ولم تأت فى سياق غير التحقق "فعال لما يريد "

أما المشيئة فتأتى فى سياقات غير تلك التى جاءت فيها الارادة " .... إن شاء أو يتوب عليهم " هذا والله أعلم

ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[25 - 09 - 07, 05:48 م]ـ

ولا أظن بأن هناك فرقاً بين المشيئة والإرادة، يعني أنهما نفس الشيء والله أعلم (أرجو تصحيحي إذا أخطأت)

الصواب أن إرادة الله تعالى قسمان:

إرادة كونية وهي بمعنى المشيئة فما شاءه الله فقد أراده كونا

وإرادة شرعية وهي بمعنى المحبة فما أحبه الله فقد أراده شرعا

وعلى هذا فالإرادة أعم من المشيئة

ـ[زوجة وأم]ــــــــ[25 - 09 - 07, 06:36 م]ـ

جزاكم الله خيرا على التصحيح

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير