تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الجوابُ عن خمس عشرة شبهة .. للدكتور أحمد القاضي ـحفظه الله ـ

ـ[مجاهد الحسين]ــــــــ[20 - 09 - 07, 10:51 ص]ـ

الجوابُ عن خمس عشرة شبهة .. للدكتور أحمد القاضي ـحفظه الله ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده، لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله الله بين يدي الساعة، بشيراً ونذيراً، للناس جميعاً، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، حتى أتاه اليقين. أما بعد:

فهذه إجابات على خمس عشرة مسألة وردت إلى الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي، عبر (المنتدى الإسلامي العالمي للحوار) تطرح من قبل جمعيات تنصيرية في ملتقيات الحوار الإسلامي النصراني، بدعوى التناقض والاختلاف بين النصوص القرآنية، أو بين القرءان والسنة، ثم يختلف المحاورون المسلمون في الإجابة عنها!!

وهذه المسائل تتعلق بأمور مستقرة في الشريعة، بل بعضها معلوم من الدين بالضرورة، لا يسع المحاور المسلم الالتفاف عليها تحت أي مبرر، وفي ظل أي ظرف، وخصمنا لا يرضى عنا إلا أن نتبع ملته، كما قال ربنا: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) (البقرة:120).

ومن الضروري في منهجية الحوار أن ينأى المحاور المسلم بدينه عن قفص الاتهام. وأن لا يستهلك جهده في الدفاع فقط، وإن كان هذا مطلوباً بقَدَر معين، بل عليه أن يأخذ بزمام المبادرة، ويحوز سبق المبادأة، كما أمر الله نبيه في محاورة أهل الكتاب، فقال: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُم) (آل عمران: من الآية64) ثم يشرع في الدعوة إلى الحق الذي يعتقده، والتحذير من الباطل الذي يعتقده خصمه: (أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ) فإن أبى فلا يضيع وقته في مجادلات لا طائل من ورائها، أو الاشتغال بأمور جانبية تصرفه عن هدفه الكبير: (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) (آل عمران: من الآية64).

المسألة الأولى: الحرية الدينية:

ولد مصطلح (الحرية الدينية) بمفهومه المعاصر، بميلاد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الصادر في 10 ديسمبر 1948م، كرد فعل للممارسات المتعسفة التي كانت تتزعمها الكنيسة ضد مخالفيها عبر القرون؛ من حجب، وحرم، وتحريق، وحبس، وطرد، حتى بحق النصارى أنفسهم الذين ينتمون إلى كنائس أخرى، فضلاً عن اليهود المضطهدين في المجتمعات الأوربية، والمسلمين الذين تم قسرهم على اعتناق النصرانية في الأندلس، أو قتلهم، أو طردهم.

جاء في المادة (18) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ما نصه: (لكل شخص حق في حرية الفكر والوجدان والدين، ويشمل هذا الحق حريته في تغيير دينه، أو معتقده، وحريته في إظهار دينه، أو معتقده، بالتعبد وإقامة الشعائر والممارسة والتعليم، بمفرده، أو مع جماعة، وأمام الملأ، أو على حدة) وبالتالي فليس هذا المبدأ مبدأً كنسياً حتى تتكىء عليه بعض الجمعيات التنصيرية لمحاولة النيل من العدالة الإسلامية، بل يجب التذكير دوماً أنه تعبير عكسي عن ممارسات الكنيسة ضد الحريات العامة. ولم تعتنق الكنيسة الكاثوليكية هذا المبدأ، رسمياً، إلا في المجمع الفاتيكاني الثاني، الذي انتهت أعماله عام 1965م، أي بعد قرابة سبعة عشر عاماً من صدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان! تحت الضغوط الليبرالية التي اجتاحت أوربا في منتصف القرن المنصرم، وكادت أن تقضي على الكنيسة برمتها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير