[تأملوا هذه الكلمة في التدمرية]
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[01 - 11 - 07, 01:49 ص]ـ
قال شيخ الإسلام في الرسالة التدمرية (ص: 16 - 17):
(فغاليتهم يسلبون عنه النقيضين فيقولون لا موجود ولا معدوم ولا حى ولا ميت ولا عالم ولا جاهل لأنهم بزعمهم إذا وصفوه بالاثبات شبهوه بالموجودات واذا وصفوه بالنفى شبهوه بالمعدومات.
فسلبوا النقيضين وهذا ممتنع فى بداهة العقول وحرفوا ما انزل الله من الكتاب وما جاء به الرسول فوقعوا فى شر مما فروا منه فإنهم شبهوه بالممتنعات اذ سلب النقيضين كجمع النقيضين كلاهما من الممتنعات.
وقد علم بالاضطرار ان الوجود لابد له من موجد واجب بذاته غنى عما سواه قديم أزلى لا يجوز عليه الحدوث ولا العدم فوصفوه بما يمتنع وجوده , فضلا عن الوجوب أو الوجود أو القدم).
يظهر أن كلمة القدم هنا غير صحيحة , بل هي (العدم) لأن ابن تيمية هنا في سياق إلزام المخالف وبيان شناعة مذهبه.
وقارن هذا مع ما ذكره في مجموع الفتاوى (5/ 327) , حيث قال رحمه الله:
(ولهذا كان محققوهم وهم القرامطة ينفون عنه النقيضين فلا يقولون موجود ولا لا موجود ولا حى ولا لا حى ولا عالم ولا لا عالم قالوا لأن وصفه بالاثبات تشبيه له بالموجودات ووصفه بالنفى فيه تشبيه له بالمعدومات فآل بهم اغراقهم فى نفى التشبيه الى أن وصفوه بغاية التعطيل
ثم أنهم لم يخلصوا مما فروا منه بل يلزمهم على قياس قولهم أن يكونوا قد شبهوه بالممتنع الذى هو أخس من الموجود والمعدوم الممكن ففروا فى زعمهم من تشبيهه بالموجودات والمعدومات ووصفوه بصفات الممتنعات التى لا تقبل الوجود بخلاف المعدومات الممكنات وتشبيهه بالممتنعات شر من تشبيهه بالموجودات والمعدومات الممكنات).
وقد وجدتها هكذا (القدم) في تحقيق السعوي ونسخة الفتاوى وشرح آل مهدي والبراك والجزائري وفخر الين بن الزبير, ولكن والله أعلم أنها العدم كما ذكرت ومن تأمل السياق ظهر له ذلك. ولم أجد من نبه على ذلك.
ـ[همام بن همام]ــــــــ[01 - 11 - 07, 02:22 ص]ـ
أخي عبد الرحمن سددك الله
كلمة القدم صحيحة والمعنى مستقيم، وتأمل قوله "فضلا عن الوجوب أو الوجود أو القدم" ففي قوله "فضلا" ما يدل على أن هذا هو الواجب عليهم أن يصفوا الرب به، وهو:الوجوب أو الوجود أو القدم" لا أن يصفوا الرب بالعدم، يوضحه ما سبق من قوله رحمه الله: "وقد علم بالاضطرار أن الوجود لابد له من موجد واجب بذاته غنى عما سواه قديم أزلى لا يجوز عليه الحدوث ولا العدم".
فالذي يظهر أن المعنى لا يصح إذا استبدلت كلمة "القدم" بـ"العدم".
والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[01 - 11 - 07, 02:41 ص]ـ
أخي المبارك جزاك الله خيرا
- تأمل معي أليس وصف الوجوب يلزم منه القدم.
- وأيضا ما فائدة هذا التنزل معهم من الوجوب إلى الوجود إلى ...... إذا كانت الكلمة (القدم) , أما إذا كانت العدم فالأمر ظاهر.
- وأنا معك لو كان العطف بحرف الواو لكانت المعنى مستقيما بكلمة القدم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[01 - 11 - 07, 02:45 ص]ـ
يظهر أن كلمة القدم هنا غير صحيحة , بل هي (العدم)
وفقك الله
يبدو أنه لا يصح ذكر العدم هنا؛ لأن المعطوفات المذكورة كلها مما يجب إثباته لله تعالى.
فقولنا (فضلا عن كذا أو كذا أو كذا)، يفيد أن المذكورات كلها في جهة واحدة، فكيف يصح عطف العدم على الوجود وهما نقيضان؟
ولذلك قرن شيخ الإسلام (الحدوث والعدم) في الجملة التي قبلها مباشرة؛ لأنهما أيضا في جهة واحدة مما يجب نفيه عن الله تعالى.
فتأمل.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[01 - 11 - 07, 02:47 ص]ـ
- تأمل معي أليس وصف الوجوب يلزم منه القدم.
وفقك الله، ويلزم منه الوجود أيضا، فلا يصح هذا الإيراد
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[01 - 11 - 07, 03:03 ص]ـ
أخي الفاضل أبا مالك العوضي جزاك الله خيرا على مرورك
- السياق هنا سياق إلزام لا سياق إثبات انظر إلى قوله (فوصفوه بما يمتنع وجوده , فضلا عن الوجوب أو الوجود أو القدم).
- يصح عطف الوجود على العدم هنا إذا كانت (أو) هنا بمعنى (بل) وليست لمطلق الجمع.
أي أنهم لم يصفوا الله بالوجوب بل ولا بالوجود بل ولا بالعدم الذي هو أكمل من الممتنع.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[01 - 11 - 07, 03:17 ص]ـ
وفقك الله
إذا كانت (أو) بمعنى (بل) هنا، فيكون كلامك متجها، لا سيما مع النص الآخر الذي تفضلت بنقله من مجموع الفتاوى، فهو يؤيد كلامك.
واستعمال (أو) بمعنى (بل) معروف في العربية، كما قال ابن مالك:
خير أبح قسم بـ (أو) وأبهم ................ واشكك وإضراب بها أيضا نمي
ولكني لم ألحظ في أسلوب شيخ الإسلام ابن تيمية أنه يستعمل (أو) بمعنى (بل).
فلعلك تزيدنا علما بهذا، وجزاك الله خيرا.
ـ[همام بن همام]ــــــــ[01 - 11 - 07, 03:35 ص]ـ
أخي عبد الرحمن بارك الله فيك
ما ذكرتَه أحسب أنني قد أجبتك عليه وكذا ما أجابك به الشيخ أبو مالك حفظه الله، إلا أنه بقي أن يقال على قولكم:
- وأيضا ما فائدة هذا التنزل معهم من الوجوب إلى الوجود إلى ...... إذا كانت الكلمة (القدم) , أما إذا كانت العدم فالأمر ظاهر.
شيخ الإسلام لم يتنزل معهم هنا، وإنما ذكر الوجوب والوجود والقدم تفريعاً على قوله قبلُ: "وقد علم بالاضطرار أن الوجود لابد له من موجد واجب بذاته غنى عما سواه قديم أزلى".
والله أعلم.
¥