تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[صفة الساق]

ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[15 - 09 - 07, 08:17 ص]ـ

ذكر أقوال الأئمة في صفة الساق

و ترجيح ما ذهب له السلف

رحمهم الله

أعده: عبد الرحمن بن محمد بن عليّ الهرفيّ

الداعية بمركز الدعوة الدمام

1418هـ

المقدمة

الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات

أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و اشهد أن محمداً عبده و رسوله

"يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا و انتم مسلمون "

" يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالاً كثيرا و نساءاً واتقوا الله الذي تسائلون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيباً "

" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و قولوا قولاً سديدا يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله و رسوله فقد فاز فوزاً عظيماً " …………… أما بعد: فإن من المعلوم أن اعتقاد أهل السنة أصحاب الحديث في الأسماء و الصفات هو الإثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه من غير تأويل و لا تعطيل و لا تمثيل، و لم يحدث بين السلف رحمهم الله خلاف في الصفات إلا ما روي في صفة الساق، قال شيخ الإسلام رحمه الله (و قد طالعت التفاسير المنقولة عن الصحابة و ما رووه من الحديث ووقفتُ على أكثر من مائة تفسير فلم أجد إلى ساعتي هذه عن أحد من الصحابة أنه تأول شيئاً من آيات الصفات أو أحاديث الصفات بخلاف مقتضاها المفهوم المعروف بل عنهم من تقرير ذلك و تثبيته. إلا مثل قوله تعالى: " يوم يكشف عن ساق " ([1]) فروي عن ابن عباس و طائفة أن المراد به الشدة أو أن الله يكشف عن الشدة في الآخرة و عن أبي سعيد ـ رضي الله عنه ـ و طائفة أنهم عدوها في الصفات للحديث الذي رواه أبو سعيد ـ رضي الله عنه ـ في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم قال: " يكشف ربُنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن و مؤمنة و يبقى من كان يسجد في الدنيا رياء و سمعة فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقاً واحداً " ([2]) و لا ريب أن ظاهر القرآن لا يدل على أن هذه من الصفات فإنه قال " يوم يكشف عن ساق " و لم يضفها الله تعالى إلى نفسه، و لم يقل عن ساقه، فمع عدم التعريف بالإضافة لا يظهر أنها من الصفات إلا بدليل آخر و مثل هذا ليس بتأويل، إنما التأويل صرف الآية عن مدلولها ومفهومها ومعناها المعروف) ([3]) و بعد كلام شيخ الإسلام رحمه الله تبين لنا أن هناك خلافا بين الصحابة في هذه الصفة فما حقيقته و ما الراجح فيه؟. هذا ما سنتناوله هذا من خلال هذا البحث.و قد جعلت البحث في عدة مطالب وهي:

الأول: قول من قال أنها الشدة و أدلتهم.

الثاني: قول من قال أنها من صفات الرحمن و أدلتهم.

الثالث: قول من جمع بينهما.

الرابع: مناقشة الأقوال.

الخامس: الترجيح.

المطلب الأول:

أنها الشدة و الكرب، روى الفراء في تفسيره قال ( .. عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قرأ " يوم يكشف عن ساق ") يريدُ القيامة و الساعة لشدتها، قال أنشدني بعض العرب:

كَشَفَتْ لهمْ عن سَاقِها و بَدَا من الشَّرِّ صُراحُ) ([4])

و روى ابن جرير رحمه الله في تفسيره عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال (" يوم يكشف عن ساق " قال هو يوم كربٍ و شدةٍ) ([5]).قال الزمخشريّ " يوم يكشف عن ساق " في معنى يوم يشتدُ الأمر و يتفاقم، و لا كشف ثَمَ و لا ساق، كما تقول للأقطع الشحيح يده مغلولة و لا يد و لا غل و إنما هو البخل، و أما من شّبه فلضيق عطنه و قلة نظره في علم البيان و الذي غره حديث ابن مسعود رضي الله عنه " يكشف الرحمن عن ساقه فأما المؤمنون فيخرون سجداً و أما المنافقون فتكون ظهورهم طبقاً كأن فيها سفافيداً ([6]) و معناه يشتد أمر الرحمن و يتفاقم هوله و هو الفزع الأكبر يوم القيامة ثم كان من حق الساق أن تُصرف على ما ذهب إليه المشبهة لأنها ساق مخصوصة معهودة عنده و هي ساق الرحمن) ([7]) و قال القمي (قال أهل السنة: الدليل الدال على أنه تعالى منزه عن الجسمية و عن صفات الحدوث و سمات الإمكان دل على أن الساق لم يرد بها الجارحة فأولوه أنه عبارة عن شدة الأمر و عظم الخطب، و قيل يكشف عن ساق جهنم أو ساق العرش أو عن ساق ملك مهيب .. ) ([8]) و قال الرازي: (و

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير