تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الله جل جلاله]

ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[22 - 10 - 07, 03:27 م]ـ

(الله)

بقلم / ماجد بن أحمد الصغير

كلية الشريعة وأصول الدين - جامعة القصيم - الدراسات العليا

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، أحاط بكل شيء علماً، وأحصى كل شيء عدداً، وهو على كل شيء قدير. له الحمد كله، لامانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، ولا باسط لما قبض، ولا قابض لما بسط، ولا هادي لمن أضل، ولا مضل لمن هدى، ولاينفع ذا الجد منه الجد. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين. أمابعد. ففي هذه الحلقة نتحدث اسم عظيم من أسماء الله الحسنى، وهو اسم (الله) جل جلاله وعز شأنه، فإنه سبحانه أحق من عبد، وأحق من ذكر، وأجود من سئل، وأوسع من أعطى. والله تعالى هو المعبود بحقٍّ الذي تقصده كل الكائنات، وتعنو لجلال هيبته كل المخلوقات، فإذا خاف الإنسان التجأ إلى الله مولاه، وإذا افتقر اتجه إلى الله جل في علاه؛ وذلك أنَّ القلوب مفطورة على التوجه إليه، لكنَّها في حالات الرخاء يعلوها الران، فإذا نزلت بها نوازل القضاء اتجهت إلى الله وتركت كل ماسواه. سأل رجلٌ الإمام جعفر الصادق رحمه الله، فقال له: يا إمام من هو الله؟! فقال له: ألم تركب البحر؟ قال: بلى.قال: هل حدث مرة أن هاجت الريح عاصفة؟ قال: نعم. قال: وانقطع أملك من الملاحين ووسائل النجاة؟ قال: نعم. قال:فهل خطر في بالك وانقدح في نفسك أن هناك من يستطيع أن ينجيك إن شاء؟ قال: نعم. قال: ذلك هو الله!.

ومصداق ذلك في كلام الله عز وجل (وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْأِنْسَانُ كَفُوراً) [الإسراء: 67].

إنَّ الإنسان في ذلك الموقف ينسى كل أحدٍ، ويغفل عن كل شيء، ولا يجد في قرارة نفسه إلاَّ أن هناك إلهاً عظيماً قادراً على أنْ ينَّجيه إذا شاء. إنّه الله - سبحانه - الذي لا يخيب معه رجاء، ولا يضيع عنده سعي، ولا يرد عن بابه واقف، عزُ كل ذليل، و قوةُ كل ضعيف، و مفزعُ كل ملهوف، من تكلم سمع نطقه، ومن سكت علم سره، ومن عاش فعليه رزقه، ومن مات فإليه منقلبه. لا إله إلا هو الرحمن الرحيم. والألوهية: هي التوجه إلى الله سبحانه وتعالى وحده بالرغبة والرهبة، والخوف والرجاء، والحب. وقد جعلها الله حكمة خلق الجنِّ والإنِّس، فالله سبحانه وتعالى خلق الخلق ليعبدوه وحده، وهو - سبحانه -يذكر في كتابه الكريم: أنه لم يخلق الإنِّس والجنَّ إلاَّ لذلك (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) [الذاريات: 56 - 58].

وكلمة (لا إله إلاَّ الله) اشتملت هذا الاسم الكريم، على اسم (الله سبحانه وتعالى) وتضمنت حكمة الخلق وهذه الكلمة لعظم ما تضمنته من اسمه سبحانه وما اشتملت عليه من معانٍ، إذا وزنت لا يثقلها شيء، وإذا فقدت فلا يقوم مقامها شيء. فقد ورد في حديث البطاقة عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: " إنِّ الله سيخَّلصُ رجلاً من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فينشر عليه تسعة وتسعين سجلاً كل سجل مثل مد البصر، ثم يقول أتنكر من هذا شيئا أظلمك كتبتي الحافظون؟ فيقول: لا يا رب. فيقول: أفلك عذر؟ فيقول: لا يا رب. فيقول: بلى إنَّ لك عندنا حسنة فإنَّه لا ظلم عليك اليوم، فتخرج بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله فيقول: احضر وزنك. فيقول:يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات. فقال: إنك لا تظلم قال فتوضع السجلات في كفه والبطاقة في كفه فطاشت السجلات وثقلت البطاقة فلا يثقل مع اسم الله شيء ". [1].

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير