[معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته وقواعدهم في إثباتها]
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[06 - 11 - 07, 06:15 ص]ـ
[معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته وقواعدهم في إثباتها]
بقلم / خالد بن محمد السليم
5/ 2/1428
أهل السنة يؤمنون بما وردت به نصوص القرآن والسنة الصحيحة إثباتًا ونفيًا، فهم: يسمون الله بما سمى به نفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، لا يزيدون على ذلك ولا ينقصون منه من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل.
وينفون عن الله ما نفاه عن نفسه في كتابه أو على لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، مع اعتقاد أن الله موصوف بكمال ضد ذلك الأمر المنفي.
وبذلك يكونوا قد اتبعوا منهج القرآن والسنة الصحيحة.
قال الإمام أحمد - رحمه الله-: "لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا نتجاوز القرآن والسنة".
قال تعالى: ?لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ? فهذا رد على الممثلة ? وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ? [الشورى:11] رد على المعطلة.
وتوحيد الأسماء والصفات له ضدان هما: التعطيل والتمثيل. فمن نفى صفات الرب عز وجل وعطلها، فقد كذب تعطيله توحيده، ومن شبهه بخلقه ومثله بهم، فقد كذب تشبيهه وتمثيله توحيده.
أشهر الفرق المخالفة لأهل السنة في أسماء الله وصفاته.
أولاًالجهمية. وهي فرقة تنسب للجهم بن صفوان تنفي أسماء الله وصفاته.
حكم القول بنفي الأسماء والصفات:
قال العلامة ابن تيمية رحمه الله [1]: "والتحقيق أن التجهم المحض- وهو نفي الأسماء والصفات، كما يحكى عن جهم والغالية من الملاحدة ونحوهم، من نفي الأسماء الحسنى- كفرٌ بينٌ مخالفٌ لما علم بالاضطرار من دين الرسول صلى الله عليه وسلم".
ثانياً: المعتزلة.وهي فرقة تنسب لواصل بن عطاء وهم يقولون بإثبات الأسماء مجردة عن الصفات
فزعموا أن الله عر وجل لا علم له ولا قدرة ولا حياة ولا سمع ولا بصر له.
وحقيقة أمرهم أنهم أرادوا أن ينفوا أن الله عالم قادر حي سميع بصير، فمنعهم خوف السيف من إظهارهم نفي ذلك، فأتوا بمعناه لأنهم إذا قالوا: لا علم لله ولا قدرة له، فقد قالوا: إنه ليس بعالم ولا قادر.
وهذا إنما أخذوه عن أهل الزندقة والتعطيل لأن الزنادقة قال كثير منهم: إن الله ليس بعالم ولا قادر ولا حي ولا سميع ولا بصير.
ثالثاً: الأشاعرة.
وهي فرقة تنسب للإمام أبي الحسن الأشعري الذي رجع إلى طريق أهل السنة في آخر حياته
–في الجملة –. وقولهم في هذا الباب هو إثبات الأسماء الحسنى [2].
وهم في باب الصفات فريقان:
الفريق الأول: قدماء الأشاعرة ينفون الصفات الاختيارية [3].
الفريق الثاني: متأخروا الأشاعرة وهم لا يثبتون من الصفات سوى سبع صفات وهي: (العلم، القدرة، الحياة، السمع، البصر، الإرادة، الكلام).
وأما بقية الصفات فإنهم يحرفونها كتحريفهم لمعنى (الرحمة) إلى (إرادة الثواب، أو إرادة الإنعام) و (الود) في (الودود) ب (إرادة إيصال الخير).
قواعد أهل السنة في إثبات أسماء الله الحسنى [4].
القاعدة الأولى: أسماء الله تعالى توقيفية.
أسماء الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها فلا يسمى الله عز وجل إلا بما جاء به الكتاب والسنة فلا يزاد فيها ولا ينقص؛ لأن العقل قاصر عن معرفة مايستحقه الله تعالى من الأسماء فوجب الوقوف في ذلك على النص والدليل قوله تعالى ?وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً? [الإسراء: 36] فوجب سلوك الأدب والاقتصار على ما جاء ت به النصوص فهذا الباب ليس من أبواب الاجتهاد؛ ولذا لا يسمى الله سبحانه بالعارف ولا يوصف بالعاقل ولا يجوز أن يشتق من الفعل أو من الصفة اسماً لله تعالى، مثل اسم (المنتقم)؛لأنه لم يرد إلا مقيداً في قوله تعالى: ? إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُون ? [السجدة:22].
والخلاصة: أن التوقيف في أسماء الله معتبر، والإذن في جوازها منتظر، فلايسمى الله إلا بما ورد به الخبر.
القاعدة الثانية: باب الصفات أوسع من باب الأسماء.
¥