[ابن رجب الحنبلي ممن يفرق بين الحمد والثناء]
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[08 - 09 - 07, 12:50 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم:
من فرائد الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله أنه أشار إلى الفرق بين الحمد والثناء , وقد وقفت على نص صريح من الحافظ المعروف بابن رجب الحنبلي في التفريق بين الحمد والثناء ولعله استفاده من شيخه ابن القيم الجوزية
قال رحمه الله: في الحمد
والكلامُ عليه من ثلاثةِ أوجه:
الأوَّل: في تفسيرِه: اختلف في معنى الحمدِ، فقيل: هو الثَّناءُ بمحاسن المحمُود، وهو المشهورُ، وذكر ابن جرير بإسناده عن كعبٍ قال: مَن قال: الحمدُ لله، فذلك ثناء على الله.
ولكن بين الحمد والثناءِ فرقٌ، ولهذا يقولُ الله عزَّ وجلَّ: (حمدني عَبدي) ثم يقول: (أَثنَى عليَّ عَبدي) فالثناءُ تكريرُ الحمد وتثنيتُه؛ وقيل: هو المدْحُ، وهو مقلوبٌ عَنه، وهو يُلاقيه في الاشتقاق الأوسط - وهو الاجتماعُ في عَين الحُروف دُون نظمها -، وفي الحديث: «لا أحدَ أحبُّ إليه المدحُ مِن الله»، وفُرِّق بين المدح والحمد بوجوه:
أحدها: أنَّ الحمدَ لا يكون إلا للحيِّ، والمدحُ يكون للحيِّ والميِّت.
والثاني: أنَّ الحمدَ لا يكونُ إلا بعدَ تقدُّم الإحسان، والمدح يكون قبله، وهذا ضعيفٌ، فإنَّ الله يحمد نفسَه.
والثَّالث: أنَّ المدحَ لا يَكونُ إلاَّ باللسان، والحمدُ يكونُ بالقلبِ بناءً على أنَّه الرِّضَا كما سيأتي، ذَكرَهُ العِمَّانيُّوفيه نظرٌ.
والرَّابع: أنَّ قولَك: مدحتُ زيدًا، لا يصدق بدُون سابقة مَدحٍ، بخلافِ قولِك: الحمدُ لله، فإنَّ هذا خبرٌ يَحصُلُ به إنشاءُ الحمدِ، ففيه معنى الخبر ومعنى الإنشاءِ.
والخامسُ: أنَّ الحمدَ: الإخبارُ بمحاسن المحمُودِ معَ المحبَّةِ لها والرِّضا بها، والمدحُ: الإخبارُ بمحاسنِه فقط. قاله أبو عَبد الله بن القيِّم.
تفسير الفاتحة (40)
فالحمد معناه: وصف المحمود بصفات الكمال مع المحبة والتعظيم
كما نقله عن ابن القيم رحمه الله , وقد أشار إلى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
وأما الثناء فهو تكرار الحمد كما ذكر ابن رجب رحمه الله.
فإذا علم ذلك فمن الخطأ كما أشار إلى ذلك الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تفسير الحمد بالثناء كما هو المتعارف عند الكثير.
والله أعلم