[هل تراجع الغزالي عما كتبه في الإحياء؟]
ـ[أبو عبدالله الطحاوى]ــــــــ[19 - 11 - 07, 09:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أساتذتنا الافاضل شيوخنا الكرام
هل للغزالي من تراجعات مثبوتة في الكتب عما كتبه في الإحياء؟ أو عن مذهبه؟
للأهمية بارك الله فيكم
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[20 - 11 - 07, 02:46 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أما الغزالي فقد تكلم عن نفسه في كتابه [المنقذ من الضلال] فبين أنه درس أولاً علم الكلام وثنى بالفلسفة وثلَّث بتعاليم الباطنية وربَّع بطريق الصوفية وأما طريقة السلف في تعلم آثار النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأصحابه من بعده فلم يذكرها في كتابه، ولذلك تكلم فيه خَلقٌ من العلماء حتى أخص الناس به تكلموا فيه وحذروا منه ومن بعض كُتبه ككتاب الإحياء، ونذكر منهم مايلي:
أ - الإمام محمد بن الوليد الطرطوشي المالكي
فقد كان من رُفقاء الغزالى واجتمع به وعرفه حق المعرفة، فقال في جواب لسائل يسأله عنه:
(سلامٌ عليك فإني رأيت أبا حامد وكلمته فوجدته امرءاً وافر الفهم والعقل وممارسةٍ للعلوم، وكان ذلك معظم زمانه، ثم خالف عن طريقِ العلماء ودخلَ في غِمار العمال، ثم تصوف فهجر العلوم وأهلها ودخل في علوم الخواطر وأرباب القلوب ووساوس الشيطان، ثم سابها وجعل يطعن على الفقهاء بمذاهبِ الفلاسفة ورموز الحلاج، وجعل ينتحي عن الفقهاء والمتكلمين، ولقد كاد أن ينسلخ من الدين …)
وقال عن كتابه [إحياء علوم الدين]: (وهو لعمر الله أشبه بإماتة علوم الدين …)
ثم قال عنه: (فلما عمل كتابه الإحياء عَمَدَ فتكلم في علوم الأحوال ومرامز الصوفية، وكان غير أنيسٍ بها ولا خبيرٍ بمعرفتها فسقط على أُم رأسه فلا في علماء المسلمين قَرَّ، ولا في أحوال الزاهدين استقرَّ، ثم شحن كتابه بالكذب على رسول الله ? فلا أعلم كتاباً على وجه الأرض أكثرُ كذباً على الرسول منه، ثم شبَّكهُ بمذاهب الفلاسفة ورموز الحلاج ومعاني رسائل إخوان الصفا … وما مثلُ من نصر الإسلام بمذاهب الفلاسفة والآراء المنطقية إلاَّ كمن يغسل الثوب بالبول، ثم يسوق الكلام سوقاً يُرعد فيه ويبرق، ويُمنِّي ويُشوِّقُ، حتى إذا تشوفت له النفوس قال: هذا من علم المعاملة وما وراءه من علم المكاشفة لا يجوز تسطيره في الكتب، ويقول: هذا من سر الصدر الذي نُهينا عن إفشائه، وهذا فعل الباطنية وأهل الدَّغل والدَّخل في الدين، يستقل الموجود، ويُعلق النفوس بالمفقود، وهو تشويش لعقائد القلوب، وتوهين لما عليه الجماعة،
فلئن كان الرجل يعتقدُ ما سطَّرهُ لم يَبعد تكفيرُهُ، وإن كان لا يعتقده فما أقربَ تضليلُه، وأما ما ذكرت من إحراق الكتاب فلعمري إذا انتشر بين من لا معرفة له بسمومه القاتلة خِيفَ عليهم أن يعتقدوا إذاً صحتَ ما فيه)
(مقدمة كتاب الحوادث والبدع للإمام الطرطوشي ص 17 –18)
ب - الإمام العلامة أبو عمرو بن الصلاح
فقد ذكر الشيخ أبو عمرو بن الصلاح – فيما جمعهُ من طبقات أصحاب الشافعي وقرَّرهُ الشيخ أبو زكريا النووي – قال في هذا الكتاب: (فصلٌ في بيان أشياء مهمةٍ أُنكرت على الإمام الغزالي في مصنفاته، ولم يرتضيها أهل مذهبهِ من الشذوذ في مصنفاته) ثم ذكر ما يُنتقد عليه حتى قال:
(فكيف غَفَلَ الغزالي عن شيخه إمام الحرمين ومِن قبلهِ مِن كلِّ إمام هو لهُ مُقدِّم، ولمحله في تحقيق الحقائقِ رافعٌ ومُعظِّم، ثم لم يرفع أحدٌ منهم بالمنطقِ رأساً، ولا بنى عليه أُسَّاً، ولقد أتى بخلطة المنطق بأصول الفقه بدعةً عظُمَ شؤمها على المتفقهة، حتى كثُرَ فيهم بعد ذلك المتفلسفة والله المستعان).
[شرح الأصفهانية لابن تيمية ص 132]
ج – الإمام أبو عبدالله المازري المالكي
فقد قال عن الغزالي: (وأما أصول الدين فليس بالمستبحر فيها شغله عن ذلك قراءته علوم الفلسفة، وأكسبته قراءة الفلسفة جُرأةً على المعاني،
وتسهيلاً للهجوم على الحقائق …)
¥