[موقف المسلم من الرسوم المسيئة لسيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم]
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[11 - 09 - 07, 02:21 ص]ـ
موقف المسلم من الرسوم السويدية المسيئة للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم وغيرها
د. خالد بن عبد الرحمن بن حمد الشايع ( http://www.saaid.net/Doat/shaya/khalidshaya.htm)
الأمين المساعد للبرنامج العالمي للتعريف بنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم
الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى إخوانه من النبيين، وعلى سائر الآل والصحب والتابعين، وبعد:
فقد استاء أهل الإسلام في أرجاء الدنيا من المحاولات المتكررة للإساءة لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم من قبل عدد من الأشخاص غير المسلمين، وخاصةً من المنتسبين للكتابين المقدسين التوراة والإنجيل، وسبيلهم في هذه المحاولات رسومٌ ساخرة أو محاضرات ومؤلفات أوغيرها، ويساعدهم في ذلك بعض وسائل الإعلام، وخاصة في أوروبا وأمريكا.
وكان من آخر هذه المحاولات ما أقدم عليه رسام سويدي من رسم صور مسيئة يحاول الرمز بها لشخص النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وحاشاه فداه أبي وأمي ونفسي من كل سوء في وصفه أو شخصه أو هديه، وحاول عرضها في أوائل أغسطس 2007 بمتحف "هيمسبوقدقارد" السويدي للفنون،وبادر المتحف برفض نشرها لاعتبارات عديدة مع تقديرنا لهذا التعقل من مسئولي المتحف،إلا أن صحيفة سويدية محلية تجاهلت المضامين السيئة لمحاولة الرسام السويدي فلبت له بكل أسف نشر تلك الرسوم المسيئة في 18 أغسطس.
ولا ريب أن هذا العمل مما يتنافى مع مبادئ وأسس الشرائع السماوية التي جاءت باحترام الأنبياء وتَنْزيههم عما يسيء إليهم، قال الله تعالى في القرآن العظيم: (قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) [سورة البقرة، الآية:136].
كما توعد الله جل وعلا كل من وقف موقف العداء والإساءة للرسل الكرام فقال سبحانه: (مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ) [سورة البقرة، الآية:98] إلى غير ذلك من الآيات الكريمة التي تبين مكانة الأنبياء وسوء عاقبة من اعتدى عليهم أو أساء إليهم.
وما أحسن ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ إذ قال: وإذا استقصيت قصص الأنبياء المذكورة في القرآن تجد أممهم إنما أُهلكوا حين آذوا الأنبياء وقابلوهم بقبيح القول أو العمل، ولعلك لا تجد أحداً آذى نبياً من الأنبياء ثم لم يَتُبْ إلا ولا بد أن يصيبه الله بقارعة.
كما أن تلك الرسوم المسيئة والأعمال الساخرة بالنبيين مما تمنع منه التشريعات الإنسانية والدساتير الدولية لما فيه من الاعتداء المعنوي على الآخرين، بل على أشرف البشر، وهم الرسل، بل على سيدهم وسيد الخلق أجمعين محمد صلى الله عليه وسلم، ونذكِّر في هذا المقام بالقرار الذي تبنته لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة (بتاريخ 3/ 3/1426 هـ - الموافق12/ 4/2005 م) الداعي إلى محاربة تشويه الأديان، لاسيما الإسلام، بسبب تكرر الإساءة إلى مقدسات المسلمين.
ومن جملة ما يدعيه أصحاب هذه الإساءات ومن ينشر إساءاتهم أنها داخلة في إطار حرية الإعلام والتعبير عن الرأي، وهذا الادعاء غير صحيح؛ ذلك أن الإعلام له أخلاقيات يجب التزامها، ومن هذه الإخلاقيات عدم الإساءة غير المبررة للآخرين، كما أن التعبير عن الرأي ليس على إطلاقه بل إنه يقف عن حدود الإخلال بحقوق الآخرين، ومن أعظم حقوق الآخرين مراعاة كرامتهم الإنسانية مهما كانت منزلتهم، فكيف إذا كانوا من أكرم الخلق وهم الرسل عليهم السلام، فكيف بمقدمهم وخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم.
¥