تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[بيت لم أفهمه!]

ـ[مسافرة]ــــــــ[26 - 10 - 07, 11:10 م]ـ

السلام عليكم و رحمة الله

كنت اقرأ نونية القحطاني إذ البيت:

والوقف في القرآن خبث باطل ... وخداع كل مذبذب حيران

للأسف لم أفهمه جيدا فهل من المساعدة؟

و هل يمكنكم أن تدلوني إلى شرح من شروح هذه القصيدة - قراءة غير استماع

جزاكم الله خير الجزاء و يرزقكم الله جنة عرضها السموات و الأرض. آمين

أختكم في الله

ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[26 - 10 - 07, 11:31 م]ـ

هذا كلام الشيخ البراك في شرحه للحائية

ولا تك في القرآن بالوقف قائلا

كما قال أتباع لجهم وأسجحوا

ولا تقل القرآن خلق قراءته

فإن كلام الله باللفظ يوضح


الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على نبينا ورسولنا وعلى آله وصحبه:

بعد ما ذكر الناظم -رحمه الله- المذهب الحق في كلام الله وفي القرآن هو أنه غير مخلوق: "وقل غير مخلوق كلام مليكنا" بل هو منزل من عند الله، تكلم الله به، والكلام صفته، وهو يتكلم ويكلم من شاء كيف شاء -سبحانه وتعالى- وأن هذا هو مذهب الأتقياء من عباد الله من السلف الصالح والصحابة والتابعين لهم بإحسان.

قال بعد ذلك: "ولا تك في القرآن بالوقف قائلا": ولا تك: "لا" ناهية و"تك" فعل مضارع مجزوم، وحذفت نونه جوازًا، وتعيّن حذفها للنظم، كما تقدم في البيت الأول: "ولا تك بدعيا" قال هنا: "ولا تك في القرآن" القرآن الذي هو كتاب الله المنزل على قلب عبده ورسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي هو أحسن الحديث: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا لا تقل أيها المسلم، أيها السني المتبع للسلف الصالح، "لا تك في القرآن بالوقف قائلا" لا تقل بقول الواقفة في القرآن.

والوقف هو التوقف عن القول بأن القرآن مخلوق أو غير مخلوق، هذا مذهب انتحله بعض الجهمية، وربما سلك على طريقهم بعض الجهلة وبعض الغالطين، يقولون: القرآن كلام الله، لكن لا نقول مخلوق ولا غير مخلوق، هذا معنى "توقف" شك، طيب ماذا تقول في القرآن؟ مخلوق ولّا غير مخلوق؟ يمكن يقول: لا أدري، أنا ما أقول إنه مخلوق ولّا غير مخلوق، أنا أقول كلام الله.

وهذا نفسه يستحسنه بعض القاصرين في هذا الأمر من بعض العلماء وبعض الجهال في هذا الوقت، كما سئل بعضكم أمس، يستحسنه، يظن هذا أنه زين وأنه أحسن، ليش يقول مخلوق ولا ما هو مخلوق؟ القرآن كلام الله وخلاص -ما شاء الله- هذا تستحسنه العقول القاصرة، يعني عقول بعض الناس، يستحسنون هذا، يقولون: لا نقول مخلوق ولا غير مخلوق، كلام الله.

طيب تقول: القرآن كلام الله، تكلم به ولّا تقول كلام الله وبس؟ يلزم؛ لأن كلمة تكلم الله به توضيح وبيان إلمام، ما جاء أن الله تكلم بالقرآن جاء القرآن كلام الله، وهذا مذهب باطل أعني القول بالوقف، وأنكره الأئمة أهل السنة، ومنهم إمام أهل السنة الإمام أحمد، وقال: إن الواقفة هم الذين يقولون القرآن كلام الله، لا أقول مخلوق ولا غير مخلوق. وذكر أنهم جهمية، وأنهم أشر وأخبث من الجهمية المصرحين بأن القرآن مخلوق؛ لأن الذي يصرح مذهبه واضح؛ القرآن يقول مخلوق فهذا حدد مذهبه وعرفناه، عرفنا أنه جهمي وأنه ينفي كلام الله، ينفي أن الله يتكلم، وينفي أن يكون القرآن كلام الله بمعنى أنه تكلم به، بل يقول: إنه مخلوق، كلام خلقه الله. وهذا ظاهر البطلان، وهذا هو أصل مذهب المعطلة، الجعد بن درهم والجهم بن صفوان ومن تبعهم.

لكن الواقفة هذا ينخدع الجهال بمسلكهم؛ فسلك هذا الطريق بعض الجهمية مراوَغة وتَقِيَّة مثل التَقِيَّة عند الرافضة، تَقِيَّةً تسترًا؛ لأنه لو قال القرآن مخلوق هاجمه أهل السنة، وأنكروا عليه وأغلظوا عليه، وإن قال القرآن كلام الله غير مخلوق خارج عن مذهبه الذي يستبطنه، مذهبه الذي يخفيه؛ فهو مسلك خداع ومكر خبيث.

وقلت لكم: إن هذا يستسيغه بعض الجهال، يعني بحسن نية، بل بعض العلماء رأوا أن الخوض في هذه المسألة أنه لا طائل تحته ولا موجب له، لا، إذا ظهرت البدعة وتكلم ودعا إليها أهلها وأظهروها، لا بد من تحديد الموقف، لا بد أن تحدد موقفك من هذا الكلام، لا بد أن تحدد موقفك، تقول: لا داعي أن أقول مخلوق ولا غير مخلوق؟ لا، حَدِّدْ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير