تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[استشكال: هل في إضافة "بذاته" لنزول الله تبارك وتعالى محذور شرعي؟]

ـ[سيد أحمد مهدي]ــــــــ[24 - 10 - 07, 03:26 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال ابن عبد البر في الاستذكار 2/ 529 - 530 في سياق شرحه لحديث:"ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل .... ":

"وأما قوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ينزل ربنا الذي عليه أهل العلم من أهل السنة والحق والإيمان بمثل هذا وشبهه من القرآن والسنن دون كيفية فيقولون ينزل ولا يقولون كيف النزول ولا يقولون كيف الاستواء ولا كيف المجيء في قوله (عز وجل) (وجاء ربك والملك صفا صفا) الفجر 22 ولا كيف التجلي في قوله (فلما تجلى ربه للجبل) الأعراف 143

حدثنا محمد بن خليفة قال حدثنا محمد بن الحسين قال حدثنا عمر بن أيوب السفطي قال حدثنا أبو معمر القطيعي قال قال عباد بن العوام قدم علينا شريك واسط فقلنا له إن عندنا قوما ينكرون هذه الأحاديث (أن الله (عز وجل) ينزل إلى سماء الدنيا كل ليلة) فقال إنما جاءنا بهذه الأحاديث من جاءنا بالسنن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة والزكاة والصيام والحج وإنما عرفنا الله (عز وجل) بهذه الأحاديث

وحدثنا محمد بن خليفة قال حدثنا محمد بن الحسين قال حدثنا الحسن بن علي الجصاص وأبو سعيد قالا حدثنا الربيع بن سليمان قال قال الشافعي ليس في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا اتباعها ولا نعترض عليه بكيف ولا يسع عالما فيما ثبت من السنة إلا التسليم لأن الله قد فرض اتباعها

وقد قال قوم إنه ينزل أمره وتنزل رحمته ونعمته وهذا ليس بشيء لأن أمره بما شاء من رحمته ونقمته ينزل بالليل والنهار بلا توقيت ثلث الليل ولا غيره ........... وقد قالت فرقة منتسبة إلى السنة إنه ينزل بذاته! وهذا قول مهجور لأنه تعالى ذكره ليس بمحل للحركات ولا فيه شيء من علامات المخلوقات."

فيفهم من أول كلام ابن عبد البر رحمه الله موافقته لمذهب أهل السنة في الصفات لكن آخر كلامه المنقول مستشكل، فكأنه يمنع من إضافة قيد لم يرد في هذا النص الشرعي الذي يبين صفة من صفات الله لأن ذلك القيد يوهم التشبيه.

السؤال:هل في إضافة مثل هذه القيود التي لم ترد في نصوص الصفات محذور شرعي؟ وهل يجب الاكتفاء حرفيا بما جاءت به نصوص الصفات دون زيادة في التقييد مع الإيمان بالصفة وأن لها كيفية لا نعلمها؟

وبيان ذلك: هل نكتفي بقولنا "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا" ونؤمن بمعناها وأن لها كيفية نفوضها إلى الله تعالى ولا نزيد "بذاته" اكتفاء بألفاظ الشرع أم يسوغ لنا أن نضيف هذه القيود حملا لهذه النصوص على ظاهر معناها أو في معرض الرد على من أنكر هذا الظاهر؟

ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[24 - 10 - 07, 03:44 م]ـ

قال ابن القيم رحمه الله:

وأما الذين أمسكوا عن الأمرين وقالوا لا نقول يتحرك وينتقل ولا ننفي ذلك عنه فهم أسعد بالصواب والاتباع ...... إلى آخر كلامه رحمه الله

راجع لزاما كتاب العرش للذهبي بتحقيق الشيخ محمد بن خليفة التميمي صفحة 223 وما بعدها من الدراسة الجزء الأول

ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[31 - 10 - 07, 06:43 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

يا أخي لماذا فهمت من كلام ابن عبد البر مخالفة لأهل السنة؟؟

وهل يجوز لأحد أن يضيف أي قيد على صفات الله تعالى إلا ما ذكره الله ورسوله!.

نحن نؤمن به بنصه بدون زيادة ولا قيد ولا تأويل.

والله أعلم

ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[08 - 11 - 07, 10:53 م]ـ

نعم أخي هناك محذور شرعي لأنه خلاف الحق ...

فالحق الذي عليه معتقد أهل السنة والجماعة أنه تبارك وتعالى ينزل كيفما شاء ومتى شاء ....

والله ولي التوفيق والله أعلم ....

ـ[المقدادي]ــــــــ[08 - 11 - 07, 11:14 م]ـ

لفظة بذاته ليست فيها إضافة صفة لله تعالى و إنما قالها من قالها ردا على ما تأول و ادعى عدم الحقيقة في الصفات

فيجوز إثباتها إرغاماً لمن تأول ذلك فقول من قال ان الله - جل شأنه - ينزل بذاته المقصود به: أي ينزل بنفسه سبحانه و تعالى لا غيره كمن ادعى التأويل في ذلك فقال ان الملائكة تنزل و ليس الله تعالى! و هو كقول القائل يتكلم بذاته: اي يتكلم بنفسه لا غيره جل و علا

و قد أثبتها جماعة من الأئمة ردا على من تأول ذلك

و لا حاجة اصلا لقول هذا إلا لما حرّف البعض النزول و جعلوه نزولا لأمره او رحمته أو ملائكته

و في هذا يذكر الحافظ ابن رجب قصة الامام الحافظ كوتاه و ما حصل من هجر الحافظ اسماعيل التيمي له لقوله ان الله ينزل بذاته رغم انهما يتفقان في المعتقد ولكن التيمي انكر إطلاق اللفظ لعدم الأثر به

قال الحافظ ابن رجب في ذيل طبقاته:

" قلتُ: قد ذكر عن شيخ الإسلام الأنصاري أنه قال: كانت مضرته في الإسلام أكثر من منفعته. وعن إسماعيل التيمي أنه قال: خالفَ أباه في مسائل، وأعرض عنه مشايخ الوقت، وَما تركني أبي أسمع منه. وكان أخوه خيرًا منه.

وهذا ليس بقادح - إن صح - فإن الأنصاري والتيمي وأَمثالهما يقدحون بأدنى شيء ينكرونه من مواضع النزاع، كما هجر التيميُّ عبدَ الجليل الحافظَ كُوتاه على قوله: " ينزل بالذات " وهو في الحقيقة يُوافقه على اعتقاده، لكن أنكر إطلاقَ اللفظ لعدم الأثر به.) اهـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير