تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[من زعم أنا لا نحتاج إلى الدعاء فقد كذب وعصى، ويلزم أن يقول: لا حاجة بنا إلى الطاعة والإيمان، لأن ما قضاه الله من الثواب والعقاب لابد منه، وما يدري الأخرق الأحمق أن الله قد رتب مصالح الدنيا والآخرة على الأسباب.

وبناء على ما سبق به القضاء، لا بغيره، لزمه أن لا يأكل إذا جاع، ولا يشرب إذا عطش، ولا يلبس إذا برد، ولا يتداوى إذا مرض، ويقول في ذلك كله: ما قضاه الله فإنه لا يُرد .. وهذا ما لا يقوله مسلم ولا عاقل!،

ولقد قال بعض مشايخ الضلال منهم: لا يجوز التداوي لأنه يشرك باعتماده على الأسباب!!، فكان جوابه: لا يأكل!، ولا يشرب!، ولا يلبس!، ولا يركب!، ولا يدفع عن نفسه من أراد قتله!، ولا عن أهله من قصدهم بالزنا والفواحش!، فبهت الذي فجر].

انتهى كلامه – رحمه الله تعالى -.

وقد سئل الشيخ العلامة ابن عثيمين – رحمه الله تعالى – عن هذه العبارة كما في " نور على الدرب " ش. [290].

السؤال:

كثير من الناس يقولون: [اللهم إننا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه].

فما الحكم في ذلك جزاكم الله خيرا؟

الجواب:

[لا نرى الدعاء هذا، بل نرى أنه محرم، وأنه أعظم من قول الرسول عليه الصلاة والسلام:

(لا يقل أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت)، وذلك لأن الدعاء مما يرد الله به القضاء، كما جاء في الحديث: (لا يرد القضاء إلا الدعاء).

والله عز وجل يقضي الشيء، ثم يجعل له موانع فيكون قاضيا بالشي، وقاضيا بأن هذا الرجل يدعو فيرد القضاء، والذي يرد القضاء هو الله عز وجل، فمثلا الإنسان المريض، هل يقول اللهم إني لا أسألك الشفاء ولكني أسألك أن تهون المرض؟!! لا، بل يقول: اللهم إنا نسألك الشفاء فيجزم بطلب المحبوب إليه دون أن يقول: يا رب أبق ما أكره لكن الطف بي فيه، خطأ، هل الله عز وجل إلا أكرم الأكرمين وأجود الأجودين، وهو القادر على أن يرد عنك ما كان أراده أوّلا بسبب دعائك، فلهذا نحن نرى أن هذه العبارة محرمة، وأن الواجب أن يقول: اللهم إني أسألك أن تعافيني، أن تشفيني، أن ترد علي غائبي وما أشبه ذلك]. انتهى كلامه – رحمه الله تعالى -.

و قال أيضا - رحمه الله- في شرح الأربعين النووية:

[وفي هذا المقام يُنكَرُ على من يقولون: (اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه)، فهذا دعاء بدعي باطل، فإذا قال: (اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه)، معناه أنه مستغن، أي افعل ما شئت ولكن خفف، وهذا غلط، فالإنسان يسأل الله عزّ وجل رفع البلاء نهائياً فيقول مثلاً: اللهم عافني، اللهم ارزقني، وما أشبه ذلك.

وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لاَ يَقُلْ أَحَدُكُمُ اللَّهَمَّ اِغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ ".

فقولك: (لا أسألك رد القضاء، ولكن أسألك اللّطف فيه) أشد.

واعلم أن الدعاء قد يرد القضاء، كما جاء في الحديث: " لاً يَرُدُّ القَدَرَ إِلاَّ الدُّعَاءُ ".

وكم من إنسانٍ افتقر غاية الافتقار حتى كاد يهلك، فإذا دعا أجاب الله دعاءه، وكم من إنسان مرض حتى أيس من الحياة، فيدعو فيستجيب الله دعاءه.

قال الله تعالى: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} (الأنبياء:83).

فذكر حاله يريدُ أنّ اللهَ يكشفُ عنهُ الضُّرَّ، قال الله: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ} (الأنبياء: الآية84]].

انتهى من شرح الأربعين النووية لـ ابن عُثيمين رحمه الله.

وقال شيخنا الشيخ مشهور بن حسن – حفظه الله تعالى -: في الفتاوى الشرعية [أشرطة. شريط رقم 29]:

[" اللهم لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه " هذا دعاء آثم خاطئ، وهذا له علاقة بطفرة النظام، بل يجوز الدعاء، فهذا عمر - رضي الله عنه - يقول " اللهم إن كنت قد كنت كتبتني شقيا، فامحني واكتبني سعيدا " أخرجه الإسماعيلي في مستخرجه بإسناد جيد كما ذكر ذلك ابن كثير في كتابه " مسند الفاروق"].انتهى بتصرف.

وفي كتاب الإيمان بالقضاء والقدر للشيخ محمد بن إبراهيم الحمد ص 147:

السؤال:

ما صحة هذا العبارة التي يدعو بها بعض الناس: "اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه "؟

[الحمد لله، هذا الدعاء يجري كثيراً على الألسنة، وهو دعاء لا ينبغي، لأنه شُرع لنا أن نسأل الله رد القضاء إذا كان فيه سوء، ولهذا بوب الإمام البخاري رحمه الله باباً في صحيحه قال فيه: (باب من تعوذ بالله من درك الشقاء، وسوء القضاء، وقوله تعالى: {قل أعوذ برب الفلق، من شر ما خلق} الفلق/1 - 2

ثم ساق قول النبي صلى الله عليه وسلم: (تعوذوا بالله من جهد البلاء، ودرك الشقاء وسوء القضاء). البخاري 7/ 215 كتاب القدر] انتهى.

وأخيرا أسأل الله تعالى الكريم أن يفقهنا في ديننا، وأن يعلمنا من ديننا ما ينفعنا، وأن يوفقنا لاتباع سنته صلى الله عليه وسلم.

والحمد لله رب العالمين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير