تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وَمَا زَالَ نُظَّارُ الْمُسْلِمِينَ يُصَنِّفُونَ فِي الرَّدِّ عَلَيْهِمْ فِي الْمَنْطِقِ وَيُبَيِّنُونَ خَطَأَهُمْ فِيمَا ذَكَرُوهُ فِي الْحَدِّ وَالْقِيَاسِ جَمِيعًا كَمَا يُبَيِّنُونَ خَطَأَهُمْ فِي الْإِلَهِيَّاتِ وَغَيْرِهَا.

وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ نُظَّارِ الْمُسْلِمِينَ يَلْتَفِتُ إلَى طَرِيقِهِمْ، بَلْ الْأَشْعَرِيَّةُ وَالْمُعْتَزِلَةُ والكَرَّامِيَة وَالشِّيعَةُ وَسَائِرُ الطَّوَائِفِ مِنْ أَهْلِ النَّظَرِ كَانُوا يَعِيبُونَهَا وَيُبَيِّنُونَ فَسَادَهَا، وَأَوَّلُ مَنْ خَلَطَ مَنْطِقَهُمْ بِأُصُولِ الْمُسْلِمِينَ أَبُو حَامِدٍ الْغَزَالِيُّ وَتَكَلَّمَ فِيهِ عُلَمَاءُ الْمُسْلِمِينَ بِمَا يَطُولُ ذَكَرَهُ ".

قال الشيخ أحمد بن عمر الحازمي حفظه الله تعالى في شرح الكوكب الساطع نظم جمع الجوامع للسيوطي (ش: 5، د: 53 وما بعدها) بعد أن نقل كلام ابن تيمية من قوله: " ولم يكن أحد ... " إلخ وعزاه خطأ لمجموع الفتاوى (2/ 86): " والصحيح أنه مسبوق بشيخه وأستاذه الأول صاحب البرهان، وهو إمام الحرمين الجويني حيث عقد ضمن مقدمات كتابه البرهان في أصول الفقه مقدمة خصصها للقول في العلوم ومداركها، وهي تتعلق بالعلم وحقيقة العلم ومدارك العلوم ومرتبها وغيرها، وهذه المباحث منطقية، حينئذ وضع اللبنة، ثم جاء بعده الغزالي متمما لهذه اللبنة، حينئذ يصح كلام ابن تيمية إذا نظرنا إلى أنه ألف مقدمة متكاملة، لا إشكال فيه، فيبقى أن أبا حامد الغزالي هو أول من كتب، وأول من أدخل بهذه الصورة، وأما المسائل من حيث هي فهو مسبوق بشيخه الجويني وإنما الغزالي أكمل مبادرة شيخه حيث جعل للمنطق في أول كتابه مقدمة، وهو المستصفى ".

قلت: المسائل المذكورة - المتعلقة بالعلم وحقيقة العلم ومدارك العلوم ومرتبها - موجودة في كتب الأشعرية من قبل الجويني، كما ذكر الأستاذ أبو بكر ابن فورك – مثلاً – كلام أبي الحسن الأشعري فيها في أول مجرد المقالات (ص5 - 14)، فلا يصح أن يقال إن أبا المعالي أخذها عن المنطق اليوناني، ولا اعتراض على ما قاله شيخ الإسلام – وابن الصلاح - في أولية الغزالي في إدخال المنطق في علم الأصول.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير