تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[نفي الجسم الذي لم يرد فيه نص. (حجة من ليس عنده حجة من كتاب او سنة)]

ـ[ابو ربا]ــــــــ[28 - 04 - 10, 08:06 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

اما بعد

فهؤلاء يحتجون بنفي الجسم عن الله تعالى في نفي صفات الله عز وجل كلها او بعضها بسبب خلافهم في معنى الاعراض وهو خلاف صوري عند التحقيق

فيلزم القائلين بهذه الحجة العقلية (ما لا يخلو من الحوادث -الاعراض - فهو حادث - مخلوق -) نفي جميع الصفات

فلما قرروا هذه الحجة جعلوها اصلا لهم وحكما يرجعون اليها في تحكيم آيات الصفات وهذا ما جعلهم

يصفون المثبتين بالتجسيم لانهم لم يحكموا هذه القاعدة في النصوص المتشابه كما يزعمون

وما نقموا من اهل السنة والجماعة الا لانهم

وصفوا الله تعالى بما وصف به نفسه في كتابه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته ونفوا عن الله تعالى ما نفى عن نفسه ونفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم

اثباتا بلا تمثيلا ونفيا بلا تعطيل

ولهذا قال غير واحد من السلف علامة اهل البدع وصفهم لاهل السنة بالتجسيم

ومما يدل على ذلك وصف الجهمية والمعتزلة الامام احمد بن حنبل بالتجسيم ووصفهم لعثمان بن سعيد الدارمي بالتجسيم بل بعض متعصبتهم قال:

ثلاثة من الانبياء مشبهة موسى ومحمد وابراهيم صلوات الله عليهم وسلامه

وقد عُذِّبَ كثير من السلف لاجل تمسكهم بالكتاب والسنة

ووِصفوا بالتجسيم منهم الامام عبدالغني بن عبدالواحد المقدسي الحنبلي صاحب كتاب عمدة الاحكام

وله كتاب في العقيدة شاهد على تمسكه بالسنة واتباعه للسلف

لا للحنابلة المتأخرين

وبعده شيخ الاسلام بن تيمية وقصته مشهورة

وهذا نقل لشيخ الاسلام بن تيمية يبين مرادي من الوضوع:

(وَأَمَّا قَوْلُ الْمُعَارِضِ: إنَّ هَذَا إنَّمَا يُعْقَلُ فِيمَا هُوَ جِسْمٌ مُتَحَيِّزٌ فَإِذَا قُدِّرَ مَا لَيْسَ بِجِسْمِ وَلَا مُتَحَيِّزٍ خَلَا عَنْ هَذَيْنِ الْقِسْمَيْنِ وَلَمْ تَنْحَصِرْ الْقِسْمَةُ حِينَئِذٍ فِي أَحَدِهِمَا.

فَيُقَالُ: أَوَّلًا لَفْظُ " الْجِسْمِ " و " الْحَيِّزِ " و " الْجِهَةِ " أَلْفَاظٌ فِيهَا إجْمَالٌ وَإِبْهَامٌ

وَهِيَ أَلْفَاظٌ " اصْطِلَاحِيَّةٌ " وَقَدْ يُرَادُ بِهَا مَعَانٍ مُتَنَوِّعَةٌ وَلَمْ يَرِدْ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ فِي هَذِهِ الْأَلْفَاظِ لَا بِنَفْيٍ وَلَا إثْبَاتٍ وَلَا جَاءَ عَنْ أَحَدٍ مِنْ سَلَفِ الْأُمَّةِ وَأَئِمَّتِهَا فِيهَا نَفْيٌ وَلَا إثْبَاتٌ أَصْلًا؛

فَالْمُعَارَضَةُ بِهَا لَيْسَتْ مُعَارَضَةً بِدَلَالَةِ شَرْعِيَّةٍ؛ لَا مِنْ كِتَابٍ وَلَا مِنْ سُنَّةٍ وَلَا إجْمَاعٍ؛ بَلْ وَلَا أَثَرٍ لَا عَنْ صَاحِبٍ أَوْ تَابِعٍ وَلَا إمَامٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ

بَلْ الْأَئِمَّةُ الْكِبَارُ أَنْكَرُوا عَلَى الْمُتَكَلِّمِينَ بِهَا وَجَعَلُوهَا مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ الْبَاطِلِ الْمُبْتَدَعِ؛ وَقَالُوا فِيهِمْ أَقْوَالًا غَلِيظَةً مَعْرُوفَةً عَنْ الْأَئِمَّةِ؛ كَقَوْلِ الشَّافِعِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ حُكْمِي فِي أَهْلِ الْكَلَامِ: أَنْ يُضْرَبُوا بِالْجَرِيدِ وَالنِّعَالِ وَيُطَافَ بِهِمْ فِي الْقَبَائِلِ وَالْعَشَائِرِ؛ وَيُقَالُ هَذَا جَزَاءُ مَنْ تَرَكَ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ وَأَقْبَلَ عَلَى الْكَلَامِ.

وَبِالْجُمْلَةِ فَمَعْلُومٌ أَنَّ الْأَلْفَاظَ " نَوْعَانِ ": لَفْظٌ وَرَدَ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ أَوْ الْإِجْمَاعِ؛ فَهَذَا اللَّفْظُ يَجِبُ الْقَوْلُ بِمُوجَبِهِ سَوَاءٌ فَهِمْنَا مَعْنَاهُ أَوْ لَمْ نَفْهَمْهُ؛ لِأَنَّ الرَّسُولَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَقُولُ إلَّا حَقًّا وَالْأُمَّةُ لَا تَجْتَمِعُ عَلَى ضَلَالَةٍ.

وَالثَّانِي: لَفْظٌ لَمْ يَرِدْ بِهِ دَلِيلٌ شَرْعِيٌّ كَهَذِهِ الْأَلْفَاظِ الَّتِي تَنَازَعَ فِيهَا أَهْلُ الْكَلَامِ وَالْفَلْسَفَةِ هَذَا يَقُولُ: هُوَ مُتَحَيِّزٌ.

وَهَذَا يَقُولُ. لَيْسَ بِمُتَحَيِّزِ

وَهَذَا يَقُولُ: هُوَ فِي جِهَةٍ.

وَهَذَا يَقُولُ: لَيْسَ هُوَ فِي جِهَةٍ.

وَهَذَا يَقُولُ: هُوَ جِسْمٌ أَوْ جَوْهَرٌ.

وَهَذَا يَقُولُ: لَيْسَ بِجِسْمِ وَلَا جَوْهَرٍ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير