[حال أطفال المسلمين، وأطفال الكافرين:]
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[19 - 04 - 10, 01:01 ص]ـ
حال أطفال المسلمين، وأطفال الكافرين.
عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: " أتي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بصبي من صبيان الأنصار، فصلى عليه، قالت عائشة: فقلت: طوبى لهذا عصفور من عصافير الجنة لم يعمل سوء، ولم يدركه. قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «أو غير ذلك يا عائشة. خلق الله عز وجل الجنة وخلق لها أهلاً، وخلقهم وهم في أصلاب آبائهم، وخلق النار وخلق لها أهلاً، وخلقهم قي أصلاب آبائهم» رواه مسلم وغيره.
قال النووي ـ رحمه الله ـ: «أجمع من يعتد به من علماء المسلمين، على أن من مات من أطفال المسلمين فهو من أهل الجنة. والجواب عن هذا الحديث، أنه لعله نهاها عن المسارعة إلى القطع من غير دليل، أو قال ذلك قبل أن يعلم أن أطفال المسلمين في الجنة».
وقال السندي ـ رحمه الله ـ في حاشيته على سنن النسائي بجواب خلاصته: «أنه إنما أنكر عليها الجزم بالجنة لطفل معين، قال: ولا يصح الجزم في مخصوص، لأن إيمان الأبوين تحقيقاً غيب، وهو المناط عند الله تعالى».
وقد أخذ بعض أهل العلم من قتل الخضر الغلام، أن أطفال المسلمين لا يحكم لهم بجنة، ولا بنار، حيث أن الغلام الذي قتله الخضر في النار، ولهذا قتله. وأبواه مؤمنان، والله أعلم.
وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: «ذرا ري المسلمين في الجنة يكفلهم إبراهيم ـ صلى الله عليه وسلم ـ» رواه احمد (2/ 326)، وابن حبان (1826)،والحاكم (2/ 370) وإسناده حسن.
انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (2/ 153) حديث رقم (603).
فالحديث يدل على أن أطفال (ذراري) المسلمين في الجنة.
قال الإمام احمد ـ رحمه الله ـ: «أطفال المسلمين لا يختلف عليهم أحد أنهم في الجنة». كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين ص (673).
أما أطفال المشركين:
فقد أختلف الناس فيهم إلى ثمانية مذاهب ذكرها الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ في كتابه طريق الهجرتين وباب السعادتين من ص (674 وحتى ص 697)، وذكر أدلة كل مذهب، وهذه المذاهب هي:
(1) الوقف فيهم.
(2) أنهم في النار.
(3) أنهم في الجنة.
(4) أنهم في منزلة بين المنزلتين بين الجنة والنار.
(5) أنهم تحت مشيئة الله تعالى.
(6) أنهم خدم أهل الجنة ومماليكهم.
(7) أن حكمهم حكم آبائهم في الدنيا والآخرة فلا يفرون عنهم بحكم في الدارين، فكما هم منهم في الدنيا فهم منهم في الآخرة.
(8) أنهم يمتحنون في عرصات القيامة، ويرسل إليهم هناك رسول، وإلى كل من لم تبلغه الدعوة، فمن أطاع الرسول دخل الجنة ومن عصاه أدخله النار.
وهذا القول الأخير هو الذي مال إليه ابن القيم ـ رحمه الله ـ ورجحه.
قال ـ رحمه الله ـ: «وعلى هذا فيكون بعضهم في الجنة، وبعضهم في النار. وبهذا يتألف شمل الأدلة كلها، وتتوافق الأحاديث ويكون معلوم الله الذي أحال عليه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حيث قال: «الله أعلم بما كانوا عاملين» يظهر حينئذ ويقع الثواب والعقاب عليه حال كونه معلوماً علماً خارجياً لا عماً مجرداً، ويكون النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد رد جوابهم إلى علم الله فيهم، والله يرد ثوابهم وعقابهم إلى معلومة منهم، فالخبر عنهم مردود إلى علمه ومصيرهم مردود إلى معلومة.
وقد جاءت بذلك آثار كثيرة يؤيد بعضها بعضاً، فمنها:
ما رواه الإمام أحمد في مسنده، والبزار ـ أيضاً ـ بإسناد صحيح.
فقال الإمام احمد: حدثنا معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، عن الأحنف بن قيس، عن الأسود بن سريع، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: «أربعة يحتجون يوم القيامة: رجل أصم لا يسمع، ورجل هرم، ورجل أحمق، ورجل مات في الفترة. أما الأصم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وأنا ما أسمع شيئاً، وأما الأحمق فيقول: رب لقد جاء الإسلام والصبيان يحذفونني بالبعر، وأما الهرم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وما أعقل، وأما الذي في الفترة فيقول: رب ما أتاني رسول. فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه. فيرسل إليهم رسولاً أن ادخلوا. والذي نفسي بيده لو دخلوها لكانت عليهم برداً وسلاماً».
¥