تواتر المضامين عند الشيعة الإمامية يفضي إلى هدم الدين (الإمامة والتحريف أنموذجاً)
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[27 - 03 - 10, 12:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله وكفى, وصلاة ربي وسلامه على نبيه الذي اصطفى؛ محمدٍ وآله ومن اتبعه واقتفى, وبعد؛
تعلمُ –هُديتَ- أنه لا ينفكُّ الناس المخلصون عن البحث في الملل والنحل قاصدين معرفةَ الحق من الباطل, وتخليصَ الهدى من شوائب الضلال؛ حتى تنجليَ البراهين والحجج على صلاح سبيلٍ, وفساد آخرٍ؛ فيتَّبعُ قاصدون الحقَّ؛ الحقَّ, ويهلك الهالكون عن بينة من الأمر.
ومن ساحات العراك العلمي الفكري؛ (الاعتقادي أو الفقهي أو السلوكي أو غيره)؛ أقول: من ساحات هذا العراك؛ ساحة العراك (السني) (الشيعي الإمامي) , وهي من أقوى الساحات عراكا, وأشدها حِراكا.
ولا ريب عند عاقل (موافق أو مخالف) أن البحث في القرآن الكريم وحفظِه وسلامتِه من جهة, والقول بتحريفه من جهة أخرى؛ لهو من أهم المسائل التي يدندن حولها المدندنون؛ لتعلقها المباشرِ بأجلِّ كتاب وأهمِّه وأعظمِه على وجه الإطلاق؛ ألا وهو كتاب الله تعالى, وكلامه الذي تكلم به, وأوحاه إلى أشرف رسله وخلقه؛ محمدٍ –صلى الله عليه وسلم-.
ونحن قاصدون – بعون الله- في هذه الكُلَيْمات الخفيفات كشفَ نقابِ إشكالٍ علميٍّ محيِّرٍ يكتنف مسألة القول بالتحريف عند الشيعة الإمامية الإثني عشرية .. وأهمية هذا البحث تكمن في عدة نقاط ستأتي الإشارة إليها -بعون الله-.
وليس مقصودنا في هذا الكشف عن الإشكال إثارةَ المخالف, أو استعداءَه, أو غيرَ ذلك من المقاصد التي (قدْ) يؤمُّها البعض؛ لا .. فليس هذا المقصود إطلاقا, وإنما نُحاوِل تَطلَّبَ الحق من خلال تجلية المشكلة العلمية, وتوضيحها لكل من يقرأُ ويتدبرُ ويتأمَّلُ ويطلبُ الحق؛ فإن وُفِّقنا لذلك, وأصبنا في ادعاءنا؛ فنحمد لله –تعالى-, وما على العاقل المنصف, والمحرر المدقق, والمتأمِّل الخوَّاص إلا أن يشكر صديقه وقبيله على إسداءه الفائدة له, وتجلية الصراط السوي لمن يتبعه, وإن أخطأنا؛ فما على أعرج في ذاك من حرج؛ فـ ((كل ابن آدم خطاء وخير الخطَّائين التوَّابون)) -كما قال النبي المعصوم-صلى الله عليه وسلم-, وحينئذٍ لا ننتظر من قراءنا الأعزاء إلا تصويب الخطأ, وبذل النصح, وبيان الحق.
ومن الأمور التي يجدر التنبيه عليها قبل الشروع في المقصود هو أننا سنتكلم في المسألة المطروحة حسبَ مباني الطائفة الإمامية الإثني عشرية؛ بل إني إخالُك تحسب أن المتكلم من أفراد هذه الطائفة, وأهمية هذا عائدة إلى أنَّ الخطاب متوجه إلى أبناء هذه الطائفة لا إلى غيرهم بالمقصد الأوَّل.
الشروع في المقصود:
أخرج حجة الإسلام الكليني في كتابه الجليل الكافي (ج 2 ص 27634) فقال:
((28 - عَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ: إِنَّ الْقُرْآنَ الَّذِي جَاءَ بِهِ جَبْرَئِيلُ (ع) إِلَى مُحَمَّدٍ (ص) سَبْعَةَ عَشَرَ أَلْفَ آيَةٍ)) انتهى.
قال خاتمة المجتهدين والمحدِّثين المولى محمد باقر المجلسي في شرحه على هذا الحديث في كتابه (مرآة العقول) (12/ 525):
[موثق, وفي بعض النسخ عن هشام بن سالم موضع هارون بن مسلم، فالخبر صحيح ولا يخفى أن هذا الخبر, وكثير من الأخبار الصحيحة صريحةٌ في نقص القرآن وتغييره، وعندي أن الأخبار في هذا الباب متواترة معنى، وطرح جميعها يوجب رفع الاعتماد عن الأخبار رأسا؛ بل ظني أن الأخبار في هذا الباب لا يقصر عن أخبار الإمامةفكيف يثبتونها بالخبر؟!
فإن قيل: إنه يُوجب رفع الاعتماد على القرآن لأنه إذا ثبت تحريفه ففي كل آية يُحتمل ذلك, و تجويزهم -عليهم السلام- على قراءة هذا القرآن, والعمل به متواتر معلوم؛ إذ لم ينقل من أحد من الأصحاب أن أحداً من أئمتنا أعطاه قرآنا أو علمه قراءة، و هذا ظاهر لمن تتبع الأخبار.
و لعمري كيف يجترئون على التكلُّفاتِ الركيكة في تلك الأخبار؛ مثل ما قيل في هذا الخبر: إن الآيات الزائدة عبارة عن الأخبار القدسية, أو كانت التجزية بالآيات أكثر, وفي خبر لم يكن أن الأسماء كانت مكتوبة على الهامش على سبيل التفسير والله تعالى يعلم] انتهى المراد.
¥