تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[{تحديد المفاهيم}]

ـ[شربتلي محمد]ــــــــ[13 - 03 - 10, 12:08 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين فهذه معاني ومفاهيم أحببت ان

انقلها لكم لتعم الفائدة ويستفيد الجميع:

أولا: مفهوم التنزيل:

مادة (نزل) في اللغة التي خاطبنا الله عز وجل بها لها عدة معان ترجع إلى ماقاله في معجم مقاييس اللغة: النون والزاي واللام كلمة صحيحة تدل على هبوط شئ ووقوعه, نزل عن دابته نزولا, ونزل المطر نزولا.

وقالوا في المعجم الوسيط: الهبوط من علو إلى أسفل ... وأنزل الشئ جعله ينزل ويقال أنزل الله

كلامه على أنبيائه أوحى به.

ثانيا: مفهوم الوحي:

أصل هذه المادة الإعلام في خفاء يقال وحى وأوحى لغتان فصيحتان لكن (أوحى) هي

المستعملة في القرآن, ومصدرها (وحي) ويطلق أيضا عل اسم المفعول, فيقال للموحى به

(وحي).

ويطلق الوحي تارة على الإلهام كما في قوله تعالى {وأوحى ربك إلى النحل إن اتخذي من الجبال بيوتا} (النحل:68)

كما يطلق على الإشارة كما في قوله تعالى {فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن

سبحوا بكرة وعشيا} (مريم:11) يعني: أشار إليهم.

كما يطلق الوحي على أي وسيلة من وسائل الإعلام كالكتابة والتصويت شيئا بعد شئ وغيرها قال ابن حجر بعد ذكر هذه المعاني: وقيل أصله التفهيم وكل مادللت به من كلام أو كتابةأورسالة

أو إشارة فهو وحي, وشرعا الإعلام بالشرع.

ومن طرق الوحي إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ما ذكرته السنة ومنها:

1 - تكليم الله تعالى لرسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كفاحا, أو من وراء حجاب كما في الصحيحين من حديث المعراج.

2 - الرؤيا الصادقة: ففي صحيح البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (أول ما بدئ

به رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الرؤيا الصالحة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت كفلق الصبح).

3 - صوت يشبه صلصلة الجرس: وهو أثقله وأشده على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.

4 - تمثل جبريل على صورة رجل يكلمه كما يكلمه الشخص من الناس, بل قد يكون ذلك بحضرة

الصحابة رضي الله عنهم في بعض الأحيان.

5 - كشف حجاب الغيب عن بصره وسمعه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كما وقع في حديث أسماء حيث رأى الجنة والنار

فوصفهما عليه الصلاة والسلام, وقد يقع لسمعه كما في صحيح مسلم في حديث الوجبة

وأصوات المعذبين في قبورهم, فيصف عليه السلام كل ذلك ويبلغه تبصرة وذكرى لقوم يؤمنون.

6 - الإلهام وهو النفث في الروع: ومنه قوله عليه السلام: يبنا أنا نائم رأيت في يدي سوارين من ذهب فأهمني شأنهما فأوحى إلى في المنام أن انفخهما, فنفختهما فطارا فأولتهما كذابين

يخرجان بعدي.

ثالثا: مفهوم الذكر:

مفهوم الذكر مفهوم واسع يطلق على عدة معان تتحدد بسياق الخطاب, والحقيقة أنها ترجع كلها إلى أصل المادة في اللغة وهي أن الذكر نقيض النسيان. وقد ورد هذا اللفظ في النصوص الشرعية دالا على معان نورد أهمها:

1 - ذكر القلب ومنه قوله تعالى {ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم} (آل عمران:135)

2 - الصلاة ومنه قوله تعالى {إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله} (الجمعة:9)

3 - العلم ومنه قوله تعالى {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}

4 - العظة ومنه قوله تعالى {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين} (الذاريات:55)

5 - القرآن ومنه قوله {إن الذين كفروا بالذكر لما جآءهم وإنه لكتاب عزيز} (فصلت:41)

6 - السنة ومنه قوله {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم} (النحل:44)

7 - البيان ومنه قوله {أو عجبتم أن جآءكم ذكر من ربكم على رجل منك لينذركم} الأعراف:63

8 - الخبر ومنه قوله {ويسئلونك عن ذي القرنين قل سأتلوا عليكم منه ذكرا} (الكهف:83)

9 - الوحي قال تعالى {فالتاليات ذكرا} (الصافات:3)

ومن تأمل هذه المعاني يدرك أن الوحي يشملها جميعا قرآنا وسنة, فهما بيان للناس وموعظة

لهم وخبر عن أنباء السابقين واللاحقين ويوم الدين, وتنفرد السنة بمشروعية الذكر بألفاظها من تسبيح وتهليل , وتعظيم, هذا فضلا عن الأذكار المأثورة في الأوقات والمواسم والأحوال

كالتلبية وأذكار النوم وغيرها. وبناء على ماسبق يتبين لك أخي المسلم مدى الخطأ, وجسامته

في تفسير الذكر بالقرآن فقط ومن ثم قصر الحفظ عليه.

مع أننا نعتذر لمن وقع في هذا الفهم بكون القرآن سمي ذكرا ووصف بذلك أكثر من السنة حتى

غلب عليه بل صارا علما له. وهذا ماأردنا التنبيه عليه من خلال توضيح هذا المفهوم. والله اعلم.

رابعا: مفهوم الحفظ:

مادة (حفظ) في اللغة التي خاطبنا الله عز وجل بها تدور على المعاني التالية:

حفظ الشئ بالكسر حفظا: حرسه, وحفظه أيضا: استظهره, والحفظة: الملائكة الذين يكتبون أعمال بني آدم, والمحافظة: المراقبة والحفاظ والأنفة, والحفيظ: المحافظ ومنه قوله تعالى

{ومآ أنا عليكم بحفيظ} (الانعام:104). ويقال احتفظ بهذا الشئ: أي احفظه, وتحفظ الكتاب:

استظهره شيئا بعد شئ وحفظه الكتاب تحفيظا: حمله على حفظه, واستحفظه كذا سأله أن يحفظه.

والحفظ: نقيض النسيان, وحفظ الشئ حفظا منعه من الضياع ... وقد يجعل عبارة عن الصون وترك

الأبتذال.

هذا ما تيسر تدوينه ونقله من كتاب (طليعة البرهان على أن السنة محفوظة كالقرآن) من الفصل الرابع (تحديد المفاهيم).

تأليف: سيدي محمد بن أحمد العلوي الشنقيطي.

أسأل الله أن ينفع به الكاتب والقارئ وان يجعله خالصا لوجهه الكريم ودمتم بخير.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير