تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[نرجو البيان في هذه المسألة، هل الخلق متساوون في محصل النعم؟]

ـ[أبو عمر العامري]ــــــــ[29 - 04 - 10, 02:03 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولاً: طرحت هذه المسألة في قسم العقيدة لمتعلقها بعدالة الله سبحانه جل في علاه

وهي:

المسألة التي اشتهر بها الشعراوي رحمه الله، وهي: أن المجموع ثابت لكل إنسان، أي: أن مجموع كل إنسان يساوي مجموع كل إنسان، فمحصلة النعم عند كل إنسان تساوي محصل النعم عند الاخر.؟

نرجو اثبات الأدلة الصريحة والصحيحة على صحة هذا القول أو عدم صحته، وأقوال العلماء من المتقدمين والمتأخرين والمعاصرين ممن عليهم مدار هذا العلم الشريف؟

ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[07 - 06 - 10, 06:00 ص]ـ

لا بد من استفصال قصد المتكلم، فماذا يعني بمحصّل النعم؟؟

إن كان يعني أن الله أنعم على جميع عباده بنعم متساوية فهذا لا شك في بطلانه، تبطلة سورة الفاتحة التي نقرأها في كلّ صلاة إذ قسم الله تعالى فيها العباد إلى ثلاثة أصناف؛

فلم يجعلهم كلهم ممن أنعم عليهم، فلا يمكن القول بأن الذين أنعم الله عليهم قد تساووا مع الباقين في محصّل النعمة، فقد أنعم الله على الأنبياء بنعمة النبوة بما لا يساويهم فيها أحد، وأنعم على الشهداء بالشهادة بما لم يشاركهم فيها أحد، وأنعم على الصالحين بالهداية والتوفيق الذي حرمه الضالين والغاوين، وهذا لحكمة بالغةٍ،

ويدلّ لذلك أدلة متكاثرة من كتاب الله تعالى؛ منها قول الله تعالى: " الله يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس" فالإصطفاء يدلّ على امتياز وتفضيل وزيادة إكرام وإنعام.

وكذلك قوله تعالى: "وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ" فاختصّ الأنبياء بما لم يَحْبُهُ غيرهم.

وإن كان يعني غير ذلك فلا بد من بيانه؟!

ونصيحتي لك ــ أخي الفاضل ــ الإبتعاد عن مثل هذه العبارات والمسائل الكلامية المأخوذة من علم الكلام المبتدع، فيأتون بعبارات واسعة فضفاضة حمّالة وجوهٍ ويقيمون عليها الدّين والتبديع والتفسيق، ثم هذه العبارة يذكرونها ضمن (القدر)، وهو عظيم، حتى لقد قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فيه:" إذا ذكر أصحابي فأمسكوا، و إذا ذكر النجوم فأمسكوا، و إذا ذكر القدر فأمسكوا" (السلسلة الصحيحة) (34).

ويكفيك أن تعلم أركان القدر الأربعة:

1 ـ أن الله خالق كلّ شيء.

2 ـ أن الله يعلم ما كان وما يكون.

3 ـ أن الله كتب في اللوح عنده ما هو كائن إلى يوم القيامة.

4 ـ أن مشيئة الله هي النافذة.

وإليك هذا الحديث العظيم: عن ابن الديلمي قال لقيت زيد ابن ثابت فسألته فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لو أن الله تعالى عذب أهل سمواته وأرضيه لعذبهم وهو غير ظالم لهم ولو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم ولو كان لرجل أحد أو مثل أحد ذهبا ينفقه في سبيل الله لا يقبله الله عز و جل منه حتى يؤمن بالقدر خيره وشره ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه وإنك إن مت علي غير هذا أدخلت النار ــ وفي رواية ــ: قال ثم أتيت عبد الله بن مسعود فقال مثل قوله ثم أتيت حذيفة بن اليمان فقال مثل قوله ثم أتيت زيد بن ثابت فحدثني عن النبي صلى الله عليه و سلم مثل ذلك" والحديث صححه الألباني (ظلال الجنة) (245).

ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[07 - 06 - 10, 07:43 ص]ـ

جزاك الله خيرا أخي أبا عبد الله على الرد الطيب.

بالنسبة للاخ الكريم:

الشعراوي الان غير موجود ولا ادري هل هو من ابتدع هذا القول أم لا. لكن عموما كل من يأتي بمقالة يجب أن يبرهن على صحتها لا أن يقول كلاما بلا زمام ولا خطام. ولو أنني أشك في أنهم يرسلون كلاما هكذا فقط. ربما انت لم تتطلع على تفاصيلها عندهم.

النظريات العلمية في العلوم الدنيوية يتم طرحها مع البراهين فأين برهان هؤلاء. وانا هنا أتكلم من حيث المنهجية ولا أدعي أنني مطلع على مسائل الاعتقاد.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير