تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[القرآن كلام الله]

ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[26 - 03 - 10, 03:16 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الشيخ الحافظ أبو بكر الإسماعيلي -رحمه الله تعالى- في بيان اعتقاد أهل السنة:

"ويقولون ما يقوله المسلمون بأسرهم: "ما شاء الله كان، وما لم يشأ لا يكون" كما قال الله -تعالى-: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّه).

ويقولون: لا سبيل لأحد أن يخرج عن علم الله، ولا أن يغلب فعله وإرادته مشيئة الله، ولا أن يبدِّل علم الله، فإنه العالم لا يجهل ولا يسهو، والقادر لا يغلب.

ويقولون: القرآن كلام الله غير مخلوق، وأنه كيفما يُصَرَّف بقراءة القارئ له وبلفظه ومحفوظًا في الصدور متلوا بالألسن مكتوبًا في المصاحف غير مخلوق، ومن قال بخلق اللفظ في القرآن يريد به القرآن فقد قال: بخلق القرآن".

قال المعلق -جزاه الله خيرًا-: "مسألة اللفظ بالقرآن اضطرب فيها أقوام من أهل الحديث والسنة، قال ابن قتيبة في كتاب "الاختلاف في اللفظ": "ثم انتهى بنا القول إلى ذكر غرضنا من هذا الكتاب، وغايتنا من اختلاف أهل الحديث في اللفظ بالقرآن وتشانئهم، وإكفار بعضهم بعضًا، وليس ما اختلفوا فيه مما يقطع الألفة، ولا مما يوجب الوحشة؛ لأنهم مجمعون على أصل واحد، وهو القرآن كلام الله غير مخلوق".

وقال ابن القيم: "وأئمة السنة والحديث يميزون بين ما قام بالعبد وما قام بالرب، والقرآن عندهم جميعه كلام الله، حروفه ومعانيه، وأصوات العباد وحركاتهم وآداؤهم وتلفظهم كل ذلك مخلوق بائن عن الله" إلى أن قال: "البخاري أعلم بهذه المسألة وأولى بالصواب فيها من جميع من خالفه، وكلامه أوضح وأمتن من كلام أبي عبد الله، فإن الإمام أحمد سد الذريعة حيث منع إطلاق لفظ المخلوق نفيًا وإثباتًا عن اللفظ" إلى أن قال: "والذي قصده أحمد أن اللفظ يراد به أمران: أحدهما: الملفوظ نفسه، وهو غير مقدور للعبد، ولا فعل له.

الثاني: التلفظ به والأداء له وفعل العبد، فإطلاق الخلق على اللفظ قد يوهم المعنى الأول، وهو خطأ، وإطلاق نفي الخلق عليه قد يوهم المعنى الثاني، فمنع الإطلاقين، وأبو عبد الله البخاري ميَّز وفصل، وأشبع الكلام في ذلك، وفرق بين ما قام بالرب وما قام بالعبد، وأوقع المخلوق على تلفظ العباد وأصواتهم وحركاتهم وأكسابهم، ونفى اسم الخلق عن الملفوظ وهو الذي سمعه جبرائيل من الله، وسمعه محمد من جبرائيل.

تنبيه: لقد زعم كثير من أهل الأهواء أن الإمام البخاري قال: "لفظي بالقرآن مخلوق" ولكن بعد التحقيق تبين أن نسبة هذا القول للإمام البخاري -رحمه الله- من قبل شهادة الزور عليه، وأنه براء من هذه المقالة، ولقد صرح الإمام البخاري نفسه أن من قال: "إني قلت: لفظي بالقرآن مخلوق فقد كذب عليَّ".

قال محمد بن نصر سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: "من زعم أني قلت: لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب، فإني لم أقله. فقلت له: يا أبا عبد الله قد خاض الناس في هذا، وأكثروا فيه. فقال: ليس إلا ما أقول".

وقال أبو عمرو الخفاف: "أتيت البخاري فناظرته في الأحاديث حتى طابت نفسه. فقلت: يا أبا عبد الله ها هنا أحد يحكي عنك أنك قلت هذه المقالة، فقال: يا أبا عمرو، احفظ ما أقول لك: من زعم من أهل نيسابور وقومس والري وهمذان وحلوان وبغداد والكوفة والبصرة ومكة والمدينة أني قلت: لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب، فإني لم أقله إلا أني قلت: أفعال العباد مخلوقة".

إذن الثابت عنه أنه قال: أفعالنا مخلوقة، فيدخل في هذا تلفظ القارئ بالقرآن، وكتابة الكاتب لألفاظ القرآن، وحفظ الحافظ للقرآن، وجهر القارئ بالقرآن، وحسن صوته وتغنيه بالقرآن، فهي أمور مخلوقة؛ لأنها من أفعال العباد، فهذا ما ذهب إليه -رحمه الله-، وهذا تفصيله في المسألة فتأمل." والله تعالى أعلى وأعلم.

ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[26 - 03 - 10, 07:59 م]ـ

للفائدة ..

ـ[سمير بن لوصيف]ــــــــ[26 - 03 - 10, 09:59 م]ـ

هذا مبحث من رسالة تخرجي من المدرسة العليا للأساتذة:

المبحث الثاني: مسألة اللفظ بالقرآن

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير