[هل يجوز التلفظ بالكفر والنطق بالشرك لأجل تقرير التوحيد؟!!]
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[10 - 05 - 10, 06:22 م]ـ
((( ... يجوز النطق بالكفر، والتلفظ بالشرك، إذا كان القصد من وراء ذلك تقرير عقيدة التوحيد ... )))
قال الله جلّ وعلا:
{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ (74) وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَآ أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (78)}
ثم أبطل إبراهيم عليه السلام ربوبيتها جميعا، لأنها تأفل (تغيب) عن عابديها، وما كان كذلك لا يصلح أن يكون ربا معبودا من دون الله.
عندها أعلن الخليل عليه السلام عقيدة التوحيد بقوله:
{إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79)}
وما كان له عليه السلام أن يسلك هذا المسلك في المناظرة، ولا أن يستعمل هذا الأسلوب في الجدل إلا بتوقيف من الله جل جلاله، وتعليم منه سبحانه وتعالى، وأراد الله سبحانه أن يبيّن لنا ذلك فقال عزّ من قائل:
{وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83)}
قاله أخوكم: أبو وائل حسّان شعبان حفظه الله (ابتسامة)
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[14 - 05 - 10, 12:05 ص]ـ
يا اباوائل وقيت الغوائل.
مهما كانت الغاية شريفة فإنها لا تبرر الوسيلة غير الشريفة،وقد كان يكون لكلامك وجه لو أن ابراهيم عليه الصلاة والسلام كان في مقام حجاج وبرهان والحال أنه ليس كذلك، ألا ترى أنه قال الذي قال وهو منفرد عن قومه في دجنة الليل وظلمته؟ والله تعالى أعلم.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[14 - 05 - 10, 02:01 ص]ـ
تأمل السياق أبا العلياء تجد أنه ما قالها إلا مناظرا محتجا عليهم وضم إلى تأملك السياق قوله تعالى عن إبراهيم (وما كان من المشركين) .. قال الشنقيطي رحمه الله معلقا: ونفي الكون الماضي يستغرق جميع الزمن الماضي فثبت أنه لم يتقدم عليه شرك يوما ما.
وقولك ألا ترى أنه قالها الخ .. أما إنه قالها في دجنة الليل فنعم وأما إنه قالها منفردا فهات ما يعضدك.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[14 - 05 - 10, 02:08 ص]ـ
وإلى الأخ غندر ليتك قيدت العنوان بالاحتجاج والمناظرة لأن قولك في تقرير التوحيد يحتمل تقريره مع الموافق والمخالف ولا شك أنه لا يجوز تقرير التوحيد بالكفر والشرك مع الموافق. والله أعلم.
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[14 - 05 - 10, 02:29 ص]ـ
قال الله تبارك وتعالى: (وكذلك نري ابراهيم ملكوت السموات والارض و ليكون من الموقنين) وقال عز من قائل: (ولقد آتينا ابراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين)
فسيدنا ابراهيم عليه الصلاة و السلام نشأ في بيئة لا تعرف لها معبودا الا اصنامها ولا ترى مؤثرا في الكون الا كواكبها. وما كان وصل اليه شيء من علم النبوة الاولى يوم قام يتأمل في ملكوت السماوات والارض،وقد وصل بإلهام الله إياه الى حقيقة أن الرب يجب ان يكون دائم الحضور والهيمنة على من سواه لذلك تراه حين رأى الكوكب بازغا قد غطى ضوؤه ضوء سائر النجوم قال:أهذا ربي؟ فلما ظهر القمر الاكبر من الكوكب حجما و الأشع ضوءا، قال في نفسه لعل هذا ربي؟ فلما ظهرت الشمس ونسخ ضوؤها كل ضوء تساءل كما تساءل من قبل فلما غابت علم انها كغيرها تزول و تغيب فكان في مقاماته الثلاثة هذه مستفسرا لا مقررا،فاجتباه والهمه رشده في صباه وسلمه الله ووقاه من أن يشرك به شيئا سواه.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[14 - 05 - 10, 02:46 ص]ـ
استدلالك عليك لا لك وسأبين لك ..
فقوله تعالى: (وكذلك نري ابراهيم ملكوت السموات والارض و ليكون من الموقنين) تبعها قوله تعالى (فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي .. ) فالترتيب الحاصل بالفاء دال على أنه قال ذلك موقنا ومناظرا لهم فحصل له اليقين قبل سؤاله محاجا لهم.
وقل مثل ذلك في قوله (ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل .. ) فلا أدري كيف يجتمع الرشد القبلي له مع شكه في ربه.
أضف إلى ذلك ماذكرته لك آنفا (وما كان من المشركين) ونفي الكون الماضي يستغرق جميع الزمن الماضي وما رددت عليه.
وكذا لم تذكر ما يعضد قولك أنه قالها منفردا عن قومه ..
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[14 - 05 - 10, 03:14 ص]ـ
قد اختلف السابقون من المفسرين في كلام ابراهيم عليه الصلاة والسلام هذا هل كان فيه ناظرا أو مناظرا؟ فاختار شيخ المفسرين ابن جرير الطبري الاول ورجح ابن كثير الثاني ولكل دليله وتوجيهه والامر محتمل.
وأما قولك: ( ... لا ادري كيف يجتمع الرشد القبلي له مع شكه في ربه) فاعلم ان الشك سبيل الوصول الى اليقين.
¥