الحديث بطوله، إلى أن قال: «فيقول تتبع كل أمة ما كانت تعبد فيقول المؤمنون: فارقنا الناس في الدنيا أفقر ما كنا إليهم، ولم نصاحبهم. فيقول: أنا ربكم. فيقولون: نعوذ بالله منك لا نشرك بالله شيئاً ـ مرتين أو ثلاثاً ـ حتى إن بعضهم ليكاد أن ينقلب فيقول هل بينكم وبينه آية تعرفونه بها؟ فيقولون نعم. فيكشف عن ساق فلا يبقى من كان يسجد لله من تلقاء نفسه إلا أذن الله له بالسجود، ولا يبقى من كان يسجد اتقاءً ورياءً إلا جعل الله ظهره طبقاً واحداً كلما أراد أن يسجد خر على قفاه ثم يرفعون روؤسهم» وذكر الحديث.
وهذا التكليف نظير تكليف البرزخ بالمسألة، فمن أجاب في الدنيا طوعاً واختياراً أجاب في البرزخ، ومن امتنع من الإجابة في الدنيا منع منها في البرزخ، ولم يكن تكليفه في الحال وهو غير قادر قبيحاً، بل هو مقتضى الحكمة الإلهية، لأنه مكلف وقت القدرة وأبى، فإذا كلف وقت العجز وقد حيل بينه وبين الفعل كان عقوبة له وحسرة. والمقصود أن التكليف لا ينقطع إلا بعد دخول الجنة أو النار.
وقد تقدم أن حديث الأسود بن سريع صحيح، وفيه التكليف في عرصة القيامة. فهو مطابق لما ذكرنا من النصوص الصحيحة الصريحة.
فعلم أن الذي تدل عليه الأدلة الصحيحة وتأتلف به النصوص ومقتضى الحكمة هذا القول، والله أعلم.
وقد حكى بعض أهل المقالات عن عامر بن أشرس أنه ذهب إلى أن الأطفال يصيرون في يوم القيامة تراباً.
وقد نقل عن ابن عباس، و محمد بن الحنفية، والقاسم بن محمد، وغيرهم، أنهم كرهوا الكلام في هذه المسألة جملة».
انتهى كلام الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ.
وسمعت شيخنا العلامة عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ في الجامع الكبير عام 1403 هـ يوم الخميس يقول جواباً على سؤال وجه له في هذا الموضوع: «إذا مات الإنسان انتهى عمل الشيطان، وجاء دور الملائكة من الأسئلة، والامتحان، وغير ذلك. والطفل الكافر إذا مات مع أهله، فإنه لا يغسل، ولا يصلى عليه، حاله كحال أهله. ولكن لا يحكم له لا بجنة، ولا بنار، لأن الله سبحانه أعلم بما كانوا عاملين». أهـ
والله تعالى أعلم
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[19 - 04 - 10, 11:00 م]ـ
جزاك الله حيرًا.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[19 - 04 - 10, 11:12 م]ـ
وإياك أخي الكريم الفاضل الحبيب أبا قتادة وليد الأموي.
ـ[إبراهيم بن عبدالله الدخيل]ــــــــ[20 - 04 - 10, 01:18 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي ضيدان.